+ A
A -
في زمن الكورونا والحجر الصحي لا سبيل لك إلا القراءة ومشاهدة التلفاز، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، أو خلق لحظات ممتعة ماتعة لتمر أيام الحجر على خير، فعل القراءة والارتماء في أحضانها، عادة راقية، دافعة لنسيان محنة الكورونا، ودافقة للاستئناس بالحروف والكلمات، واستنشاق الكتب والوقوف على الجديد في عوالمها، قضاء الحجر الصحي في الفندق أو البيت فرصة للقراءة، وتصفح الصحف اليومية وقراءة عناوينها وتفاصيلها، وملاحقها، سواء على منصات التواصل أو الكتاب، في الحجر المقرر عليّ نتيجة المخالطة، قضيت جل وقتي في قراءة كتاب جميل عن (البلاء الشديد والميلاد الجديد) 14 سنة قضاها كاتبه في السجن، يسترجع سنوات حبسه، واللحظات الصعبة التي عاشها، آلام عاشها الكاتب في قلق وظلام موحش، وأنفاق مظلمة، وأنا أقرأ الكتاب عدة أيام تذكرت علماء المسلمين ومشايخهم والأئمة الأعلام القابعين في سجون الظلمة المستبدين، والشياطين الملاعين، الذين أبادوا الحرث والنسل، وأحرقوا العباد والبلاد، ومزقوا صفو الأمة، وبعثروا الصفوف، أخبار وحكايات أغرب من الخيال، نسمعها في معتقلات الدعاة والعلماء، ونسأل الله لهم الفرج والحرية، الوحدة والحجر والاعتقال مشاعر تولد القهر والهلع والفزع، وتوقف الحال، الحجر الصحي أيقظ عندنا الشعور بحال المظلومين في السجون والمعتقلين في كل مكان، ومن جملة الفضائل التي أوجدها الحجر الصحي هو الشعور بالمظلومين، وكيف أنهم يعانون، ومن جملة الفضائل التي أوجدتها الكورونا «العزاء عن طريق الهاتف» وليتها أوجدت «التهنئة بالزواج» عن طريق الهاتف، لا الحضور شخصياً، مجاملات ليس إلا ! في ظروف صعبة استثنائية، نهايتها تؤدي إلى الحجر الصحي، إن التدابير الوقائية من كورونا كوفيد 19 ضرورية وملحة لا تهاون فيها، لا لواسطة ولا لمحسوبية ولا حب خشوم، حتى نحمي أنفسنا وأهلينا، في السوق وفي المناسبات والفعاليات والعمل، كورونا يشكل تحدياً يتطلب معه سلوكاً مسؤولاً من كافة القطاعات ومن جميع الأفراد، ونسأل الله السلامة للجميع، والشفاء للمصابين، واللون الأخضر للمفروض عليهم الحجر الصحي، اللهم آمين..
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
30/11/2020
2649