أكد عدد من أولياء الأمور الذين حضروا مع أطفالهم إلى درب الساعي أن تسجيل الأطفال حضورهم بقوة في فعاليات هذا العام أضفى رونقا خاصا، لما صنعوه من بهجة وحيوية، عبر عن أمل المستقبل المشرق لدولة قطر، حيث حرصوا على المشاركة في الأنشطة المتنوعة التي تضمنت ألعابا تقليدية وتجارب تفاعلية وورشا تعليمية تعزز الوعي بالتراث وتنمي الارتباط بالوطن، إضافة إلى مشاركتهم في المسابقات والألعاب التي تشعل حماسهم وتدخل البهجة والسرور على قلوبهم.

أكد محمد السحيقي، ولي أمر، أهمية اصطحاب الأطفال إلى فعاليات درب الساعي لتعريفهم بالتراث القطري والقيم الوطنية بأسلوب ممتع. وقال: «درب الساعي منصة تعليمية تتيح للأطفال التعرف على تراثهم وتعزز شعورهم بالفخر والانتماء».

وأشار إلى أن الأنشطة مثل الحرف اليدوية وعروض الفروسية تُنمي لديهم حب الإبداع والعمل الجماعي، مضيفًا: رؤية أطفالي يستمتعون بتلوين المنتجات التراثية والتفاعل مع الأجواء التراثية أكدت لي أهمية مثل هذه الفعاليات.

وأعرب السحيقي عن تقديره للجهود المبذولة لتوفير أجواء آمنة وممتعة للأطفال، قائلاً: وجود فعاليات موجهة لجميع الفئات العمرية يساهم في توفير تجربة شاملة تجمع الأسرة معًا وتخلق ذكريات جميلة للأجيال القادمة.

واختتم السحيقي بشكر اللجنة المنظمة على تنظيم فعاليات تُعزز الروابط الأسرية، قائلاً: «هذه الفعاليات تُغرس قيم التعاون والاحترام لدى الأطفال وتربطهم بجذورهم بطريقة مميزة».

ومن جانبه أكد بو حمد السحيقي، أحد أولياء الأمور، أن فعاليات درب الساعي أصبحت جزءًا أصيلًا من الاحتفال باليوم الوطني، لما تحمله من قيم وطنية وتراثية تعزز الهوية القطرية. وقال: «هذه الفعاليات تُغرس القيم الوطنية في نفوس أبنائنا، وتُعرّفهم بحياة الأجداد وتاريخهم، خاصة من خلال الأنشطة التراثية مثل المسير العسكري، مسابقات الهجن والخيل، والبيت القطري، التي تُبرز تفاصيل الحياة القديمة بأسلوب شيق وممتع».

وأضاف: تعليم الأطفال حياة الأولين من خلال هذه الفعاليات يمنحهم ارتباطًا أعمق بتراثنا الأصيل ويزرع فيهم روح الفخر والانتماء.

وأشار السحيقي إلى أهمية تمديد فترة الفعاليات، قائلاً: نتمنى أن تمتد فعاليات درب الساعي لفترة أطول تتزامن مع الإجازات المدرسية، وألا تقتصر على يومين أو ثلاثة فقط. كلما زادت مدة الفعاليات، أتيح للأسر وقت أطول للاستمتاع بها وتعريف أبنائهم بها بشكل أفضل.

تعزيز الهوية الوطنية

وأكد أحمد كريب، أحد أولياء الأمور الذين حرصوا على زيارة درب الساعي برفقة طفله الصغير، أن الأجواء الوطنية والفعاليات التراثية المقامة تعكس عمق الانتماء والاعتزاز بالهوية القطرية، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه الفعاليات في نقل التراث إلى الأجيال الجديدة بأسلوب مشوق وعملي.

وقال أحمد: رغم صغر عمر طفلي الا انني حرصت على اصطحابه إلى درب الساعي في عامه الاول والعيش معه أجواء المكان المليئة بالقيم الوطنية، من عروض الفروسية إلى السوق التراثي والأنشطة المخصصة للأطفال، وكلها تسهم في تعريف الاجيال الجديدة بالعادات والتقاليد بأسلوب ممتع. من المهم أن يرى الأطفال هذا التراث بعين الواقع، وليس فقط من خلال الكتب أو الشاشات.

وأضاف: ما يميز درب الساعي هو تنوع الأنشطة، فمن جهة نجد الأسواق التي تعكس أسلوب حياة الأجداد، ومن جهة أخرى هناك فعاليات تجمع بين الترفيه والتعليم.

وأكد كريب أن هذه الفعاليات تسهم في تعزيز الترابط الأسري، حيث يجد الأهالي والأبناء فرصة لقضاء وقت ممتع ومفيد معًا، مشيرًا إلى أن الفعاليات الوطنية مثل درب الساعي لا تنقل فقط قيم التراث، بل تغرس أيضًا حب الوطن والاعتزاز بتاريخه بين الأجيال الصاعدة.

واختتم حديثه قائلًا: أشكر القائمين على تنظيم درب الساعي، فهم يقدمون تجربة متكاملة تجمع بين الترفيه والتعليم والتثقيف. هذه الفعاليات تشجعنا كأولياء أمور على أن نكون جزءًا من هذا الحدث الكبير، وتمنى ان تستمر الفعاليات بعد حصول الطلاب على اجازة منتصف العام بحيث يتمكنون من قضاء أوقات ممتعة خلال فترة الاجازة.

الفعاليات للصغار والكبار

وقال عبدالله حمد إنه استمتع بقضاء اليوم الوطني مع العائلة في درب الساعي، خاصة أن هناك العديد من الفعاليات والأنشطة الموجهة للأطفال في هذا اليوم المجيد، موضحا أن الفعاليات المقدمة من قبل اللجنة المنظمة لم تجذب الأطفال فقط، بل كان للكبار نصيب أيضا في الاستمتاع بالفعاليات المختلفة التي تعبر عن ماضي الأجداد وتربط الأطفال به وتعريفهم بالحياة قديمًا.

وأضاف أن أكثر ما لفت انتباه الأطفال فعاليات المقطر وركوب الخيل والصقار الصغير وبراحة الأطفال التي حازت اهتمامًا كبيرًا من قبل أطفاله الذين طالبوا بقضاء اليوم بأكمله في درب الساعي.

ومن جانبه أوضح جاسم العذبة أن أجواء احتفالات اليوم الوطني بدرب الساعي مزجت بين حاضر وماضي دولة قطر، مؤكدا على أن الماضي جزءٌ من الحاضر، لا سيما وأن الفعاليات التراثية تنوعت بين فعاليات تعليمية وترفيهية، كما أن بعضها عكس المهن القديمة التي كان يمارسها الآباء والأجداد مثل: الصيد واللؤلؤ فضلًا عن فعاليات المقطر والسوق.

وأشار إلى أن الألعاب الشعبية والعروض التراثية أدخلت الفرحة في قلوب الجميع، خاصة الأطفال، وجعلتهم يتعلمون عن تراثنا القديم، مشيرا إلى أنه يشعر بسعادة بالغة عند اهتمام ابنائه بمعرفة كل شيء عن ماضي قطر العريق.ومن ناحيتها قالت أم سلطان إن احتفالات اليوم الوطني هذا العام والفعاليات المميزة المقدمة من قبل اللجنة المنظمة ترتقي إلى أن تكون أكثر من مجرد احتفالات، كما تحمل في طياتها رسائل عدة تأخذ الزوار في رحلة إلى الماضي وتعرض حياة الآباء والأجداد على هذه الأرض الطيبة، وترسخ في عقول وقلوب الجيل الناشئ حب الوطن والانتماء إليه.