عند الحديث حول رحلات الفضاء، فإن ثمة مجموعة واسعة من محركات الصواريخ القادرة على تنفيذ مختلف المهام والرحلات الفضائية، فهناك المحركات التي تعمل بالوقود السائل، وأخرى بالوقود الصلب، كما أن هناك المحركات النووية الحرارية، وتختلف كفاءة المحرك عن الآخر، وفقا لنوع المهمة ومدتها.
إلا أن حلم اختراق الآفاق والهروب من المجموعة الشمسية إلى النجوم الأخرى في الكون بات أمرا يراود العلماء بين الفينة والأخرى، ولا يخفى على أحد أن الأمر صعب ومعقد للغاية باستخدام تقنيات محركات الصواريخ الحالية، وعليه، فثمة مقترحات لبدائل قد تكون من وحي الخيال في هذه الأثناء، لكن من الممكن أن تتوفر مستقبلا، لا سيما مع تكثيف الجهود على إيجادها.
ومن التقنيات المطروحة، وربما أهمها حتى اللحظة، هو استخدام المادة المضادة، التي تعمل عكس المادة العادية، أي أنها تتألف من جسيمات مضادة بالطريقة نفسها التي تتكون منها المادة العادية من جسيمات أولية ولكن بخصائص معاكسة، فعلى سبيل المثال يكون الإلكترون سالب الشحنة في المادة العادية وموجب الشحنة في المادة المضادة، ويسمى في هذه الحالة (البوزيترون).
ولحسن الحظ، فإن العلماء تمكنوا في وقت سابق من إيجاد هذه المادة المضادة المثيرة، لكن تطلب الأمر كميات هائلة من الطاقة لإنتاج كمية ضئيلة للغاية، عن طريق استخدام معجل مضاد البروتون في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية «سيرن»، وخلصت التجربة إلى إنتاج حوالي 10 نانوغرامات سنويا بتكلفة عدة ملايين من الدولارات.