بينما النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يخطبُ في الناس، إذ رأى رجلاً قائماً في الشَّمس، فسألَ عنه، فقيل له: هذا أبو إسرائيل-هذه كُنيته، واسمه يُسَيْر وهو رجلٌ من الأنصار- قد نذرَ أن يقومَ في الشَّمسِ، ولا يقعُدَ، ولا يتكلمَ، ويصوم!
فقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: مُرُوه فليتكلمْ، وليستظلَّ، وليقعدْ، وليتمَّ صومه!
إنَّ ممَّا ?بتُليَ به الناسُ في زماننا كثرة النذور التي ما أنزلَ الله بها من سُلطان، تماماً كنذرِ أبي إسرائيل أن يقومَ في الشَّمس! فليس في هذا النذر لا طاعة، ولا قُربى إلى الله، ناهيكَ عن المشقةِ وتعذيبِ النفسِ، وما جاء هذا الدين إلا لإزاحةِ المشقةِ، ودفع الحَرَجِ، والتخفيفِ عن الناس، وإن شئتَ فاقرأ قوله تعالى: «يُريدُ اللهُ بكم إلىُسر ولا يُريدُ بكم العُسر»!
يُقبلُ النذرُ في الطاعاتِ والقرباتِ، كأن ينذر المرءُ أن يصوَم لله إذا تحقق له أمر، أو شُفِيَ له ولد، أو يتصدَّقَ إن قضى الله همّه، وما عدا ذلك استخفاف وجهل، كالذي ينذر أن لا يحلق شعره، أو لا يستحمَّ، أو لا يأكل الطبق الفلاني، أو لا يركب سيارة، وكلها كما ترون ليس فيها من التقرُّب للهِ شيء، مُجرد نذور فارغة أشبه ما تكون بنُذورِ العربِ في الجاهلية!
المسلمُ مُطالَبٌ بالصبرِ على مشقةِ الطاعة، فالقيامُ لصلاة الفجر شاقٌّ، والصيامُ يُتعِبُ البدنَ، وهذه مشقات تأتي ضمن العبادات، وليستْ مطلوبة بذاتها، فالاستيقاظُ ليس هو المطلوب وإنما صلاة الفجر، ولكننا نستيقظ لأننا لا نستطيع أن نصليَ في الأحلام!
والجوعُ ليس هو المطلوب وإنما الصيام، ولكن الصيام يجلبُ الجوعَ، بمعنى إذا توقَّف الإنسان عن تناولِ الطعامِ من الظُهر إلى ظُهر اليوم التالي تقرُّباً لله، فليس في فعله أي تقرُّب، إنه يُعذبُ نفسه فقط، فالتقرُّب إنما يكون وِفقَ أمرِ اللهِ لا وفق رأي العبد واجتهاده!
لم تكُن المشقةُ يوماً مطلباً من اللهِ على عباده، على العكس تماماً، ففي أيام البرد إذا وُجد الماء الدافئ فليس تعبُّداً لله أن تتوضأ بالماء البارد، ولكن إذا انعدمَ الماء الدافئ فنِعمَ المشقة في الماءِ البارد!
والذي يُقرر أن يذهبَ إلى الحج على أقدامه في أيامنا هذه مع توفر وسائلِ النقلِ وقُدرته عليها، إنما يعتقِدُ أن الله يُريدُ منه أن يُتعبَ نفسه، بينما لا يُريدُ الله سُبحانه منا غير أداء العبادة على أكمل وجه بأقل تعب!
وإذا كان أمام الإنسان للذهاب إلى المسجد طريقان أحدُهما وَعِرٌ، وصعبٌ، وطويلٌ، وشاقٌ، والآخرُ قريبٌ سهلٌ مُمَهَّدٌ وجبَ عليه أن يختارَ الطريق الأسهل لأن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكُن إثماً!بقلم: أدهم شرقاوي
فقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: مُرُوه فليتكلمْ، وليستظلَّ، وليقعدْ، وليتمَّ صومه!
إنَّ ممَّا ?بتُليَ به الناسُ في زماننا كثرة النذور التي ما أنزلَ الله بها من سُلطان، تماماً كنذرِ أبي إسرائيل أن يقومَ في الشَّمس! فليس في هذا النذر لا طاعة، ولا قُربى إلى الله، ناهيكَ عن المشقةِ وتعذيبِ النفسِ، وما جاء هذا الدين إلا لإزاحةِ المشقةِ، ودفع الحَرَجِ، والتخفيفِ عن الناس، وإن شئتَ فاقرأ قوله تعالى: «يُريدُ اللهُ بكم إلىُسر ولا يُريدُ بكم العُسر»!
يُقبلُ النذرُ في الطاعاتِ والقرباتِ، كأن ينذر المرءُ أن يصوَم لله إذا تحقق له أمر، أو شُفِيَ له ولد، أو يتصدَّقَ إن قضى الله همّه، وما عدا ذلك استخفاف وجهل، كالذي ينذر أن لا يحلق شعره، أو لا يستحمَّ، أو لا يأكل الطبق الفلاني، أو لا يركب سيارة، وكلها كما ترون ليس فيها من التقرُّب للهِ شيء، مُجرد نذور فارغة أشبه ما تكون بنُذورِ العربِ في الجاهلية!
المسلمُ مُطالَبٌ بالصبرِ على مشقةِ الطاعة، فالقيامُ لصلاة الفجر شاقٌّ، والصيامُ يُتعِبُ البدنَ، وهذه مشقات تأتي ضمن العبادات، وليستْ مطلوبة بذاتها، فالاستيقاظُ ليس هو المطلوب وإنما صلاة الفجر، ولكننا نستيقظ لأننا لا نستطيع أن نصليَ في الأحلام!
والجوعُ ليس هو المطلوب وإنما الصيام، ولكن الصيام يجلبُ الجوعَ، بمعنى إذا توقَّف الإنسان عن تناولِ الطعامِ من الظُهر إلى ظُهر اليوم التالي تقرُّباً لله، فليس في فعله أي تقرُّب، إنه يُعذبُ نفسه فقط، فالتقرُّب إنما يكون وِفقَ أمرِ اللهِ لا وفق رأي العبد واجتهاده!
لم تكُن المشقةُ يوماً مطلباً من اللهِ على عباده، على العكس تماماً، ففي أيام البرد إذا وُجد الماء الدافئ فليس تعبُّداً لله أن تتوضأ بالماء البارد، ولكن إذا انعدمَ الماء الدافئ فنِعمَ المشقة في الماءِ البارد!
والذي يُقرر أن يذهبَ إلى الحج على أقدامه في أيامنا هذه مع توفر وسائلِ النقلِ وقُدرته عليها، إنما يعتقِدُ أن الله يُريدُ منه أن يُتعبَ نفسه، بينما لا يُريدُ الله سُبحانه منا غير أداء العبادة على أكمل وجه بأقل تعب!
وإذا كان أمام الإنسان للذهاب إلى المسجد طريقان أحدُهما وَعِرٌ، وصعبٌ، وطويلٌ، وشاقٌ، والآخرُ قريبٌ سهلٌ مُمَهَّدٌ وجبَ عليه أن يختارَ الطريق الأسهل لأن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكُن إثماً!بقلم: أدهم شرقاوي