غزة- قنا- الأناضول- يواصل الاحتلال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية لليوم الـ 442 على التوالي، مكثفا قصفه المدفعي وإطلاق النار من المروحيات على أجزاء واسعة من قطاع غزة، في محاولة لعزل بعض المناطق ومنع التحرك فيها.

بالتوازي، واصلت قوات الاحتلال نسف مبانٍ ومربعات سكنية في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في إطار سياسة التدمير الممنهجة.

وارتكبت قوات الاحتلال جريمة في مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين وسط مدينة غزة، بعد أن قصف المكان بالطائرات الحربية، ما تسبب في سقوط شهيد على الأقل، وإصابة العديد بجراح متفاوتة.

ولليوم الـ 78 على التوالي يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.

وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى جراء استمرار مجازر الاحتلال الوحشية بحق المدنيين لليوم الـ 442 على التوالي.

وقالت الوزارة، إن حصيلة العدوان اترفعت إلى 45 ألفا و227 شهيدا و107 آلاف و573 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول/‏ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر الطبية، أن قوات الاحتلال ارتكبت ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 21 مواطنا وإصابة 61 آخرين، خلال الساعات الـ 24 الماضية، مشيرة إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

في سياق متصل، حذرت الوزارة من موت العديد من الأطفال في قطاع غزة ببطء بسبب سوء التغذية، وسط مناشدات يطلقها الأهالي لإنهاء معاناتهم.

واستشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون بجراح، أمس، في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا غرب مدينة غزة، وتجمعا آخر شرق مدينة رفح جنوب القطاع.

وقال مصدر طبي لمراسل الأناضول إنّ عدد الشهداء الفلسطينيين في قصف تجمع للمواطنين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة ارتفع إلى 5.

وأفاد المصدر ذاته أن 4 فلسطينيين استشهدوا، وأصيب آخرون في قصف طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من الأهالي في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، من أن المرضى في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة «مهددون بالموت إما بالرصاص الإسرائيلي أو نقص الأدوية والعلاجات».

وفي بيان، ناشدت وزارة الصحة، المجتمع الدولي «لإدخال المساعدات والأدوية والطعام لمستشفى كمال عدوان».

وكشف البيان أن «إطلاق النار مستمر على مدار الساعة في محيط المستشفى، فيما سقطت قذائف إسرائيلية على الطابق الثالث وعند أبواب المستشفى، ما تسبب بحالة ذعر للمرضى والطواقم الطبية».

وشددت الوزارة الفلسطينية أن «المرضى في مستشفى كمال عدوان وبقية المراكز الصحية والمستشفيات العاملة في قطاع غزة مهددون بالموت إما بالرصاص الإسرائيلي أو بنقص الأدوية والعلاجات».

وأشارت إلى أن «المستشفى بحاجة ماسة لمستلزمات الصيانة الضرورية، للحفاظ على استمرار توفير الكهرباء والمياه والأكسجين، في ظل نقص كبير في الأدوية ومسكنات الآلام».

الصحة الفلسطينية سلطت الضوء على أن «إسرائيل تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، باستهدافها للمراكز الطبية والصحية، وبعدم سماحها لنجدة وإنقاذ من هم بداخلها».

وبهذا الخصوص، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في تصريح أمس، إن «جيش الاحتلال استهدف الطابق الثالث من المستشفى بالقذائف المدفعية، دون وقوع إصابات»، مؤكدا أن ذلك «تسبب برعب بين المصابين والأطفال».

وأضاف أن «المستشفى تحت تهديد مستمر، وجدرانه مليئة بالرصاص والقذائف، ما يجعله يبدو كأنه هدف عسكري».

وأكد أبو صفية أن «المستشفى لم يتلقَ مستلزمات الصيانة الضرورية للحفاظ على الكهرباء والمياه والأكسجين، رغم الوعود».

كما ناشد «من يمكنه أن يوفر ما يحتاجه المستشفى لإنقاذ المصابين».

وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل الفلسطينيين في القطاع ويترك جثامينهم في الشوارع تتحلل أو تنهشها الكلاب الضالة ويمنع إجلائها، في مخالفة واضحة للقانون الدولي.

وأكد الدفاع المدني، في بيان صحفي أمس، أن جيش الاحتلال يواصل قتل المدنيين في الشوارع والطرقات، ويمنع طواقمه وفرق الإغاثة الطبية من الوصول إليها وإجلائها من كل منطقة يتوغل فيها، بزعم أنها مناطق قتال خطرة، ويطلق نيرانه مباشرة على الطواقم كلما اقتربت من تلك المناطق.

وأوضح أن إفادات طواقمه لدى تعاملها مع العشرات من جثامين الشهداء في حالات انسحاب قوات الاحتلال من بعض المناطق، تؤكد أنها وجدت هذه الجثامين عبارة عن «هياكل عظمية»، وفي حالات أخرى شاهد عناصر الدفاع المدني الكلاب تنهش جثامين أخرى، وكان ذلك في مناطق مثل حي الزيتون والشجاعية وتل الهوا ومنطقة جباليا وتل الزعتر وبيت حانون، وفي بعض المناطق الشرقية لخان يونس ورفح.