اختتمت مساء أمس فعاليات مهرجان كتارا للغة العربية - الضاد، المقام بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية والذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام.

واستمر المهرجان على مدى يومين من 20 إلى 21 ديسمبر الجاري بساحة الإبداع وسط حضور جماهيري كبير من مختلف الفئات العمرية. وتركزت فعاليات المهرجان على فئة الأطفال والناشئين من سن 6 إلى 25 سنة.

واشتملت أنشطة وفعاليات المهرجان على مسابقات وورش فنية لتعليم الخط العربي وتلوين الحروف، ومسرح الطفل بكل أنواعه، من مسرح للدمى والدراما والكوميديا باللغة العربية الفصحى، وانتهاء بالحكواتي والذي اجتذب انتباه الأطفال بالحكايات الشيقة التي عادة ما تفتتح بقول الحكواتي: «كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان» كما اشتملت فعاليات المهرجان على ركن القراءة للأطفال الذين يحبون الاطلاع على القصص المصورة. واختتم المهرجان بندوة حملت عنوان: «لغة الضاد» تناولت قضايا اللغة العربية وتحدياتها المعاصرة، وذلك في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية. وقد حضر الندوة جمهور متنوع من المثقفين والمهتمين باللغة العربية، وشهدت الندوة نقاشات معمقة حول مكانة اللغة العربية وانتشارها وتأثير اللهجات المحلية عليها.

وأدار الندوة الشاعر محمد ناصر الشهواني مدير قسم الأدبيات الثقافية في الحي الثقافي كتارا، وتحدث في الندوة كل من: د. أحمد الجنابي الخبير اللغوي وأحمد العلوي الكاتب الروائي ومحمد شبراوي الصحفي بشبكة الجزيرة.

ودارت الندوة حول أربعة محاور رئيسية، أثارت تفاعلًا كبيرًا بين الحضور ابتداءً بتميز اللغة العربية حيث طرح مقدم الندوة السؤال حول ما إذا كانت اللغة العربية تتميز عن غيرها من اللغات، ولماذا؟.

وقد أكد المتحدثون على تميز اللغة العربية بجوانب متعددة، منها ثراؤها اللغوي حيث تعتبر من أغنى اللغات من حيث المفردات والتراكيب، وبلاغتها وقدرتها على التعبير بما تملكه من أساليب بلاغية فريدة، ودورها التاريخي في حفظ العلوم والمعارف حيث كانت لغة العلم والثقافة لقرون طويلة، كما ناقش الحضور مدى انتشار اللغة العربية في العالم، وهل هي في توسع أم أنها تواجه منافسة من لغات أخرى. وقد تباينت الآراء حول هذا المحور، حيث رأى البعض أن اللغة العربية ما زالت تحتفظ بمكانتها كلغة عالمية، بينما أشار آخرون إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعزيز انتشارها في ظل التطورات اللغوية والثقافية العالمية، وتطرق النقاش إلى تأثير اللهجات المحلية على اللغة العربية الفصحى، وهل تشكل هذه اللهجات تهديدًا لها. وقد اتفق الحضور على أهمية الحفاظ على اللغة العربية الفصحى كلغة جامعة، مع الاعتراف بأهمية اللهجات المحلية كلون من ألوان التعبير الثقافي. وتم التأكيد على ضرورة إيجاد توازن بين الحفاظ على الفصحى وتشجيع التعبير باللهجات المحلية في سياقاتها المناسبة، ودار نقاش حول سبب عدم استخدام اللغة العربية الفصحى في الحياة اليومية. واختتمت الندوة بتوصيات مهمة، من بينها ضرورة تعزيز مكانة اللغة العربية في التعليم والإعلام، وتشجيع البحث العلمي في مجال اللغة العربية، ودعم المبادرات التي تهدف إلى نشرها وتيسير استخدامها. وقد لاقت الندوة استحسانًا كبيرًا من الحضور، الذين أثنوا على أهمية المحاور التي تم طرحها وعلى عمق النقاشات التي دارت حولها.