+ A
A -
جاء في الأثر: «لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم»، تحذير شديد اللهجة من تمني الشر للنفس أو الأولاد أو ما تملك، فلربما توافق ساعة إجابة فيقع الفأس في الرأس ولات ساعة مندم - كما نقول في اللغة العربية - اختلفت زميلتان فقالت الأولى للثانية «يا رب تنضربي بسكينة في قلبك»، وردت عليها الثانية وقالت: «يا رب تتحرقي»، بعد شهر ماتت الأولى محروقة، أما الثانية فماتت بعد سنوات نتيجة طعنها بالسكين في قلبها، وفي فيديو مأساوي من قريب أب دعا على ابنه في حالة حنق وغضب أن يخلصه الله من شره، فمات ميتة مأساوية في الطريق العام نتيجة حادث.

عند شعورك بالنكد واليأس والجزع، في المواقف المثبطة، لا تدع على زوجة أو ولد أو بنت إن أساءوا، أو قصروا، أو رأيت منهم ما لا يسرك ؛ إن حنان الأبوة يتنافى مع الدعاء بالشر على من هم قرة عينه، وحنان الزوجة يتنافى مع دعائها على زوجها الذي يدثرها برومناسيته، بالويل والثبور، وقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يؤمنون على ما تقولون) وروى مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ - هده المرض -، فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لي في الدنيا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ! لَا تُطِيقُهُ، أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ، أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ لَهُ، فَشَفَاهُ، فالحذر الحذر من الدعاء على الحبيب أو القريب، امتثالاً لنهي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عنه، وتجنّبا للنّدم الذي سيصيبنا -لا قدر الله - بعد ذلك، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، طبتم وطابت جمعتكم، وعلى الخير والمحبة نلتقي.


بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/12/2020
4267