«غريبٌ وشرسٌ وسريع الانتشار»، هي المواصفات الأكثر تداولًا بين خبراء التنوع البيولوجي عن طائر المينا. ينتمي الطائر ذو المنقار الأصفر والريش الأسود لعائلة الزرزور، وهي طيور نشيطة، اجتماعية، ودودة، ذكية، سريعة التأقلم في البيئات الجديدة. يسميه بعض مربي الطيور بالببغاء الرمادي. يُربى في أقفاص حول العالم لجمال تغريده وقدرته على تقليد الأصوات، إذ يمكن تدريبه على التحدث مع البشر وتقليد أصواتهم، لذا يلجأ البشر إلى تربيته والاستمتاع به، كما يبين د. عبد الفتاح عبد ربه، أستاذ العلوم البيئية المشارك في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية في غزة. ويصف عبد ربه الطائر ذا الأصول الآسيوية الهندية التي أخذ منها اسمها «المينا الهندي»، بأنه بحجم اليمامة تقريباً، ويعد من أخطر الطيور على مستوى العالم. ويشير إلى أن منظمة البيئة العالمية صنفته ضمن أكثر ثلاثة طيور إضراراً بالنظام البيئي، وفي أستراليا حيث ينتشر بالملايين، يطلق عليه محلياً «القوارض الطائرة»، من شدة الأذى الذي يلحقه بالنظام البيئي. ويوجد من طائر «المينا» أنواع عدَّة لكل منها له سمات خاصة به، تبعًا لاختصاصيي علوم الأحياء، ورغم وجود سمات عامة تجمع فيما بينها، يصعُب التفريق بين الذكر والأنثى لتشابههما في شكل الجسد، ويوجدان معاً باستمرار. ويرمز طائر المينا للحب الخالد في بعض مناطق العالم مثل الهند لأن علاقة الأزواج تدوم مدى حياة الطائر التي تتراوح ما بين 12 و25 سنة. وعن مخاطر «المينا الهندي»، يعدد د. عبدربه ثلاثة مخاطر متنوعة، فالطائر يمتاز بعدوانية مفرطة تجعله لا يتوانى عن مهاجمة أعشاش الطيور المستوطنة مثل الدوري واليمام، ويقتل فراخها ليحتل أعشاشها، وهذا يشكل تهديدا حقيقيا على التنوع الحيوي ووجود الطيور الأخرى. أما عن الخطر الثاني، فيبين أن لـ«المينا الهندي» القدرة على نقل أنواع من الطفيليات والجراثيم، التي قد تسبب أمراضاً قاتلة للإنسان والحيوان. ولأنه متعدد التغذية فتعد تلك السمة خطرًا.ثالثًا، وفق عبد ربه، إذ يقتات على المحاصيل الزراعية والحبوب والحشرات وبقايا طعام البشري والحيوانات الصغيرة. ويقول: «تكاثره المتسارع وتأقلمه مع مختلف البيئات يؤسس لأسراب يمكن أن تهاجم الحقول والمزارع، وهذا قد ينتج عنه خسائر اقتصادية كبيرة، كما لا يوجد للمينا أعداء من الطبيعة تحد من انتشاره، ولا يميل الصيادون لصيده؛ لاعتقادهم بعدم جواز أكله».وطائر المينا الهندي مصنفٌ على أنه من الأنواع الغريبة الغازية، ومن أخطر الطيور الغازية التي دخلت إلى فلسطين، وأصوله هندية.وينتشر هذا الطائرعند النفايات بشكل كبير، ويهاجم مختلف أنواع العصافير الأصيلة المتوطنة في البيئة؛ خاصة الصغيرة منها، وينافسها على غذائها، ويعشش في أماكنها سواءً على النوافذ أو أسطح البيوت والمعرشات، ويضع في أقل مرة في العش الواحد خمس بيضات، لذلك فهو يوصف بأنه سريع الانتشار، وطير المينا مزعج لوقوفه على النوافذ وبسبب الأصوات التي يصدرها، كما أن له تأثيرا على بعض أنواع الفواكه والمحاصيل والخضار التي يتغذى عليها بطريقة شرسة ويخربها.