+ A
A -
بينما يختار بعض الناس إعادة تدوير أشياء أكثر، أو خفض درجات حرارة نظام التدفئة المركزي قليلاً، لمواجهة تهديد حالة الطوارئ المناخية، كان لزوجين إيطاليين فكرة خاصة بهما للتوعية بالمخاطر التي تهدد المناخ وسبل معالجة ذلك.دانيال راينو- كيرخوب وأريانا كاسيراغي رسما دراجةً عرضها 965 كيلومتراً بطول خريطة أوروبا، على نظام التموضع العالمي (GPS)، بصحبة كلبتهما.إذ تخلى الزوجان عن وظيفتيهما كباحثين فيزيائيين من أجل قطع رحلة بالدراجة على مسافة 7242 كيلومتراً، مروراً بسبع دول، وذلك في مسارٍ جرى تخطيطه بدقة من أجل رسم الخطوط العريضة لدراجةٍ عملاقة فوق القارة. وقال الزوجان الأنجلو- إيطاليان بينما كانا في طريق العودة إلى منزلهما في بييمونتي بشمال إيطاليا، إنهما كانا يأملان لفت الأنظار إلى حجم الانهيار الذي يعرفه المناخ، وإقناع الناس بالتفكير في استخدام الدراجات بدلاً من السيارات خلال الرحلات القصيرة.ساعدتهما رحلتهما في تحطيم ثلاثة أرقام قياسية عالمية متخصصة: أكبر رسمة على خريطة GPS في التاريخ، وأكبر رسمة من هذا النوع عن طريق ركوب الدراجات فقط، وأكبر رسمة دراجة على الإطلاق.واستغرقت رحلة الدراجات فعلياً نحو أربعة أشهر إجمالاً، لكنها كانت جزءاً من مشروعٍ أطول بكثير، إذ بدأ المشروع في صيف عام 2019، لكنهما اضطرا إلى التوقف بعد إصابة أريانا (40 عاماً) في الركبة، كما اضطرا إلى تعليق عودتهما إلى المسار في نوفمبر من العام نفسه، لأن الجو كان شديد البرودة بدرجةٍ لا تسمح بالتخييم. وخططا بعدها لإتمام الرحلة في مارس عام 2020، لكنهما ألغيا الخطة بسبب كوفيد 19.قالت أريانا: «أشعر بارتياح كبير لرؤية الدراجة مرسومةً على الخريطة، واجهنا العديد من العقبات وقلنا لأنفسنا ونحن نبدأ هذه المرة: ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث الآن؟ لقد شعرنا بأننا خذلنا الناس لعدم إتمام الرحلة، وشعرنا بأن حياتنا أصبحت عالقةً نوعاً ما، ولهذا نحن سعداء بشدةٍ اليوم».بنى راينو-كيرخوب (35 عاماً)، الدراجتين المستخدمتين في الرحلة بنفسه، وكانت إحداهما تضم قسماً لحمل الأغراض في المقدمة، حتى تتمكن كلبتهما زولا من فصيلة لاجوتو روماجنولو أن تسافر معهما.لم يكن من السهل رسم دراجة مثالية مروراً بفرنسا، وألمانيا، وسويسرا، والنمسا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، وهولندا. وعندما حاولت أريانا رسم الدراجة على الخريطة أول مرة، وجدت أن الرحلة ستمر بهما مباشرةً عبر مطار شارل ديغول خارج باريس.من حسن الحظ أن الصورة كانت كبيرةً لدرجة أن التحويلات المرورية لبضعة كيلومترات، بحثاً عن طرقات أكثر هدوءاً، لم تظهر في الرسم النهائي تقريباً.حيث جرى رسم الدراجة افتراضياً بخطٍ متصل، ولم يجر إغلاق نظام GPS إلا أثناء التنقل من وإلى مواقع التخييم، إضافة إلى مرةٍ أخرى واحدة نتيجة تحويلة إجبارية بطول 48 كيلومتراً، بعد اكتشاف أن العبارة التي تمر بنهر الراين لم تكن تعمل. خرجت النتيجة النهائية في صورة رسم افتراضي ضخم يمثل دراجةً واضحة، وبعرضٍ يصل إلى 965 كيلومتراً حسب تقديرات الزوجين.قالت أريانا، التي التقت زوجها أثناء تحضيرهما لرسالة الدكتوراه في نوتنغهام: «عندما يرى الناس هذه الصورة، نريد أن تصلهم الرسالة التالية: تذكّر أن لديك دراجةً هوائية في مكانٍ ما على الأرجح، وسيكون من اللطيف أن تستخدمها بوتيرةٍ أكبر قليلاً في الرحلات القصيرة، بدلاً من استخدام السيارة، وفكر في الأمر على الأقل، فالدراجة ممتعة ورائعة ورخيصة وصحية».