كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة جنوب فلوريدا في الولايات المتحدة عن أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون عن طريق تغذية الالتهاب في الجسم. ويعتقد العلماء أن نتائج الدراسة قد «تحدث ثورة في علاج السرطان».
واكتشف العلماء عن وجود صلة محتملة بين الأطعمة المسببة للالتهابات في النظام الغذائي ونمو الأورام في الأمعاء، من خلال تحليل أورام الأشخاص المصابين بالسرطان. ونشرت نتائج الدراسة في المجلة الطبية البريطانية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وقال أحد مؤلفي الدراسة الدكتور تيموثي ييتمان، أستاذ الجراحة في جامعة جنوب فلوريدا والمدير المساعد لمركز الأبحاث الانتقالية والابتكار في معهد سرطان مستشفى تامبا العام في الولايات المتحدة، وفقا لمجلة نيوزويك «من المعروف أن المرضى الذين يتبعون أنظمة غذائية غير صحية يعانون من زيادة الالتهاب في أجسامهم. نرى الآن هذا الالتهاب في أورام القولون نفسها، والسرطان يشبه الجرح المزمن الذي لن يلتئم. إذا كان جسمك يعيش على الأطعمة المصنعة للغاية يوميا، فإن قدرته على التعامل مع هذا الجرح تقل بسبب الالتهاب وقمع الجهاز المناعي الذي يسمح في النهاية للسرطان بالنمو».
ويعد سرطان القولون رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا في الولايات المتحدة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والسبب الرابع الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان.
ويتزايد المرض بين الشباب على وجه الخصوص، إذ تضاعف تقريبا منذ أوائل التسعينيات. ووجدت دراسة أجرتها جامعة جنوب فلوريدا ومستشفى تامبا العام أن الالتهاب الناتج عن النظام الغذائي قد يكون أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك.
وقام العلماء في مستشفى تامبا العام بإزالة وتجميد وتحليل 162 عينة ورم من مرضى سرطان القولون للبحث عن علامات الالتهاب.
يعتبر الالتهاب إحدى وظائف الجهاز المناعي الحاسمة، ولكن في بعض الأشخاص -مثل أولئك الذين يتناولون أنظمة غذائية تسبب الالتهاب- قد لا يهدأ الالتهاب أبدا.
يقول ييتمان إن «الأطعمة فائقة المعالجة تستخدم في الغالب زيوت بذور-مسببة للالتهاب- منخفضة التكلفة (فول الصويا، عباد الشمس، الكانولا، إلخ) إلى جانب نسبة عالية من السكر والملح، وكل ذلك يؤدي إلى استجابة التهابية. هذه الأطعمة شائعة أيضا في مطاعم الوجبات السريعة».
الأطعمة فائقة المعالجة
يتم تعريف الأطعمة فائقة المعالجة بأنها الأطعمة التي تم إنتاجها صناعيا، باستخدام طرق التصنيع ومكونات الإضافات الكيميائية التي لا تتوفر لشخص يطبخ في المنزل.
خلص العلماء إلى أن دراستهم يمكن أن تمهد الطريق لمستقبل مواجهة السرطان، والذي يتضمن استبدال الأطعمة المسببة للالتهابات بأطعمة مضادة للالتهابات في النظام الغذائي.