اختتمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، دورة مهارات الإرشاد الأسري للرقاة الشرعيين، والتي قدمها فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد القادر الفرجابي المستشار التربوي والأسري بالوزارة، وذلك ضمن برنامج مسارات ومنارات الذي يشرف عليه معهد الدعوة والعلوم الإسلامية.
وصرح السيد محمد بن حمد الكواري، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والمساجد بأن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تولي اهتمامًا كبيراً بالرقية الشرعية، التي تتضمن آيات من القرآن الكريم وأدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، باعتبارها جزءًا من مقومات الدين الإسلامي، وهي سنة نبويّة شريفة حيث كان رسول الله صلى الله عليه يرقي نفسه، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها».
وأوضح الكواري أن وزارة الأوقاف تعمل على تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الرقية الشرعية وتفاصيلها الصحيحة وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، لافتاً إلى أهمية الرقية الشرعية في علاج العديد من الأمراض التي يعاني منها بعض أفراد المجتمع مثل العين والحسد والسحر، ولذا فإننا في الوزارة نسعى دائمًا لتوفير كافة السبل التي تضمن العلاج الصحيح وفقًا للضوابط الشرعية، وتقديم الرعاية والتوجيه للأفراد في هذا الصدد، من خلال نخبة من الدعاة المتخصصين في الرقية الشرعية، واستخدامها في علاج هذه الأمراض الروحية والجسدية التي تؤذي بعض أفراد المجتمع، بعيدًا عن المخالفات الشرعية.
ونوه بإن الوزارة تأمل أن تحقق دورة مهارات الإرشاد الأسري مخرجات إيجابية وذات فاعلية لأفراد المجتمع، من خلال إعداد وتأهيل كادر متميز من الرقاة الشرعيين، يكون قادراً على فهم الجوانب النفسية والاجتماعية، إضافة إلى فهم الجوانب الروحية التي يمتلكها؛ لتغطية حاجة المجتمع في جانب الإرشاد الأسري الشامل وحمايته من الرؤى والأفكار والبرامج المخالفة للثوابت الشرعية، مع إبراز قيم الإسلام الراسخة في تأسيس برامج الإصلاح الأسري والاجتماعي.
وأوضح السيد مال الله عبد الرحمن الجابر مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني أن وزارة الأوقاف تحرص على تأهيل وتطوير قدرات ومهارات الأئمة والمؤذنين والخطباء والمفتيّين والرقاة الشرعيّين وشاغلي الوظائف الشرعية، ورفع مستواهم العملي والمعرفي لتأدية مهامهم الوظيفية المنوطة بهم على أكمل وجه، وذلك من خلال برنامج مسارات ومنارات الذي يشتمل أربعة مسارات تخصصية وهي: (شرعي- معرفي- مهاري -إداري).
وقال الجابر إن برامج ودورات معهد الدعوة والعلوم الإسلامية تأتي في إطار تحقيق رسالة الوزارة في إبلاغ الدعوة إلى الله ونشر العلم الشرعي والثقافة الإسلامية وتعزيز القيم والأخلاق السامية لدى جميع فئات المجتمع، وفق منهج معتدل يستند على كتاب الله وسنـة رسـوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أن الدورة تناولت بيان أهداف الإرشاد الإسلامي الأسري والتي تتمثل في: ربط المسترشد بالله تعالى وتدريبه على الرضا بقضاء الله وقدره، تحقيق الانسجام والتوازن في أمور حياته، إعادة دمج المسترشد مع محيطه وتحسين تواصله مع مراكز الدعوة والخير، إكسابه مهارة الاختيارات الجيدة وفتح أبواب الثقة في الله والأمل، مساعدته على وضع أّهدافه ورسم خطوات هادفة يسعى لتحقيقها في الحياة العملية، إخراجه من حلقة الماضي ودفعه للنظر للأمام وتقوية عزمه وإرادته، المحافظة على وحدة الأسرة وتقوية القيم الإيجابية، تنمية قدرة المسترشد على حل المشكلات وحسن التعايش مع القائم منها، وتنمية روح المبادرة لدى المسترشد وتدريبه على الإيجابية والتوكل على الله.
من جهته أكد الدكتور سليمان جمعان القحطاني أن إقامة مثل هذه الدورات التدريبية التأهيلية التي يقدمها معهد الدعوة والعلوم الإسلامية بإدارة الدعوة، تساهم في تبادل الأفكار ومشاركة التجارب والخبرات بين مقدم الدورة والدعاة من الرقاة الشرعيين؛ لتحقيق الفائدة واكتساب المزيد من المهارات والأفكار، والتي تساعد الراقي في علاج المسترقين وتخفيف معاناتهم.
وقدم القحطاني الشكر للرقاة الشرعيين على ما يبذلونه من جهود مخلصة ومقدرة في خدمة المسترقين وتقديم العلاج الروحي والشرعي لهم وفقًا لما يرضي الله عز وجل، والحرص على تخفيف معاناتهم وتوفير الراحة النفسية والبدنية لهم، سائلين الله أن يجزيكم عن كل جهد ووقت بذلتموه خدمة لإخوانكم ولمجتمعكم.
الجدير بالذكر أن الدورة استمرت على مدى ثلاثة أيام بواقع سبع ساعات، واستفاد منها 14 راقياً شرعياً، وجاءت الدورة لتحقيق عدة أهداف أبرزها: تطوير مهارات الرقاة في الإرشاد الأسري لما للرقية والإرشاد من ارتباط وثيق بهذا الجانب، وتعزيز معارفهم بأهمية الأدوار الأسرية الاجتماعية وأثرها في نجاح الفرد والمجتمع، والتأكيد على أن الراقي الشرعي يساهم بدور كبير وفعال في ذلك، إلى جانب التأصيل الشرعي للمهارات الإرشادية الأسرية، وبيان تداخل مهام الرقاة مع مهام المرشدين الأسريين.