في إطار تعزيز الفهم العملي للطلاب وتوسيع مداركهم الأكاديمية والمهنية، نظم قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر زيارة ميدانية إلى بيت الأمم المتحدة في الدوحة على مدار يومين.

شارك في الفعالية 100 طالب وطالبة من مقرري المنظمات الدولية والدبلوماسية، حيث التقوا بممثلي عدد من المنظمات الدولية العاملة في قطر واطلعوا على طبيعة عمل هذه المؤسسات ودورها في معالجة التحديات العالمية والإقليمية.

وفي تصريح خاص، أكد د. بهاء الدين مكاوي، رئيس قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، أن هذه الأنشطة تأتي في صلب استراتيجية القسم لتفعيل الجوانب العملية في التعليم وربطها بالمنظور النظري الذي يدرسه الطلاب في الجامعة. وأضاف أن توثيق العلاقة بين الطلبة والمؤسسات الفاعلة في الشأن العام داخل قطر يهدف إلى تمكين الطلاب وفتح آفاق جديدة أمامهم لبناء شبكات علاقات مهنية، تتيح لهم الاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية.

وأوضح مكاوي أن مثل هذه الأنشطة تعدجزءاً من فلسفة تربوية حديثة تسعى إلى نقل التعليم من مجرد تلقين نظري إلى تطبيق عملي يتفاعل فيه الطلاب مباشرة مع القضايا التي يدرسونها. كما أشار إلى أهمية هذه الأنشطة في بناء فهم شامل وعميق للطلاب حول دور قطر الحيوي في الساحة الدولية، مما يعزز من مكانة الجامعة كمنبر للتعليم النوعي المترابط مع الواقع.

من جانبه، شدد د. أديب زيادة – أستاذ مساعد في قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم، على أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو تقديم تجربة تعليمية شاملة للطلاب. وأشار إلى أن إتاحة الفرصة للطلاب لمقابلة ممثلي المنظمات الدولية ومناقشتهم مباشرة تعزز قدراتهم على تحليل القضايا الدولية من زوايا متعددة، وتمنحهم الخبرة العملية التي تؤهلهم لدخول سوق العمل أو متابعة الدراسات العليا بمهارات أوسع وأكثر نضجاً.

بدأت الزيارة بجلسة تعريفية قدمها ممثلو سبع منظمات دولية، عرضوا فيها طبيعة عمل مؤسساتهم وأبرز المشاريع التي ينفذونها. وأشار السيد صلاح خالد، ممثل منظمة اليونسكو، إلى أن المكتب الإقليمي في قطر يغطي دول الخليج واليمن، ويعكس أهمية موقع قطر في دعم جهود المنظمة لتحقيق أهدافها الإقليمية والدولية. وأوضح خالد أن اليونسكو تركز على خمسة محاور رئيسية: التربية والتعليم، العلوم الطبيعية، العلوم الاجتماعية والإنسانية، الثقافة، والاتصال والمعلومات.

كما أشار إلى أن المكتب يضطلع بمسؤوليات واسعة في مجال التعليم، خاصة في دعم الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاعات مثل غزة. ولفت خالد إلى أن اليونسكو أنشأت صندوقاً خاصاً لدعم التعليم هناك، مشيراً إلى أن التحديات التمويلية حالت دون تحقيق النتائج المرجوة. وأضاف أن دعم الدول الغربية مثل ألمانيا وسويسرا وبلجيكا كان حاسماً في هذا الصدد، في حين واجهت المنظمة تحديات في الحصول على تمويل من الدول العربية، مما أثر على نطاق تنفيذ المشاريع.

وأشار إلى أن الجهود شملت تقديم برامج دعم نفسي وتعليمي للأطفال، والعمل على ترميم المدارس المتضررة في المناطق المتأثرة. كما سلط الضوء على التحديات اللوجستية التي تواجه اليونسكو في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب النزاعات المستمرة، مؤكداً على ضرورة تكثيف التعاون الدولي لمعالجة هذه القضايا.

وتميزت الزيارة بتسليط الضوء على الدور الريادي الذي تلعبه قطر في دعم المنظمات الأممية وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات متعددة.