خطبَ ثُمامة الصوفي امرأةً، فسألتْ عن حِرفتِهِ، فكتبَ إليها يقولُ:
وسائلةٍ عن حرفتي قلتُ حرفتي
مُقارعة الأبطالِ في كل مأزقِ
وضربي طلى الأبطالِ بالسيف معلماً
إذا زحفَ الصَّفانِ تحت الخوافقِ
فلما قرأتْ شِعره، كتبتْ إليه تقول: أنتَ أسدٌ فاطلبْ لكَ لبوةً، فإني ظبية أحتاج إلى غزال!
يحسبُ كثيرٌ من الرجال أن المرأةَ يفتنها الرَّجُلُ القويُّ الشديد، ولا يعلمون أن المرأة لا يأسر قلبها إلا الرِّفق واللين، ولا شيء أقوى من حَبْلِ الحُبِّ لربطِ الناس، رجالاً كانوا أم نساءً، شُباناً كانوا أم شِيباناً!
كان للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جارٌ فارسيٌّ مشهورٌ بجودة طعامه، فصنعَ يوماً طعاماً وجاء إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعوه، فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يُشيرُ إلى عائشة: وهذه؟
فقال: لا!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا أحضُر!
وفي مرَّةٍ ثانية صنعَ طعاماً وجاء إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعوه، فقال له وهو يُشير إلى عائشة: وهذه؟
فقال: لا!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا أحضُر!
وفي المرة الثالثة، صنعَ الفارسيُّ طعاماً وجاء يدعوه، فقال له وهو يُشيرُ إلى عائشة: وهذه؟
قال: نعم!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: الآن نعم! وقام هو وعائشة يتدافعان حتى أتيا منزله!
طبعاً لا بأس أن يكون للزوج حياته الخاصة، فيقبل دعوة صديق له مُنفرداً، أو يذهب مع رِفاق العمل في نُزهة، والمرأة كذلك! وإنما المُشكلة أن تُجعل المرأة أثاثاً في البيت، وكأن الزوج يخجلُ بها!
وانظُرْ لأدبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولينه ورفقه، لقد نقلتْ كتبُ السيرة أنه دُعِيَ كثيراً إلى طعام وكان يذهبُ مع أصحابه، ولكن المسألة هنا مُختلفة، فالدعوةُ من جارٍ له، وقد تمَّتْ على مسمع عائشة، فكَرِهَ أن يذهبَ دونها تطييباً لخاطرِها، ومراعاةً لمشاعرها، لقد حرمَ نفسه مرتين من الطعام اللذيذ مراعاةً لمشاعرها، ولا شكَّ أنه بهذا الرَّفض قد امتلكَ قلبها، وعرفتْ كم هي غالية عنده!
ثمة مواقف صغيرة، التفاتات بسيطة، تعني الكثير للنساء، وهي عندهُنَّ أثمن من الهدايا والبيت الفاخر، نحن نُمتلك من الداخل، نُشرِقُ وننطفئُ بأثر الأفعال في قلوبنا لا بقيمة الأشياء من حولنا، فإياكَ أن تُشعرها أنك تخجل بها! إن من لا يصنع قيمةً لزوجته لن يصنعَ لها العالم كله قيمة، ورحم الله جدتي ما أحكمها حين كانت تقول: من قالَ لزوجته يا عُورة لَعِبَ بها الناس الكورة!بقلم: أدهم شرقاوي
وسائلةٍ عن حرفتي قلتُ حرفتي
مُقارعة الأبطالِ في كل مأزقِ
وضربي طلى الأبطالِ بالسيف معلماً
إذا زحفَ الصَّفانِ تحت الخوافقِ
فلما قرأتْ شِعره، كتبتْ إليه تقول: أنتَ أسدٌ فاطلبْ لكَ لبوةً، فإني ظبية أحتاج إلى غزال!
يحسبُ كثيرٌ من الرجال أن المرأةَ يفتنها الرَّجُلُ القويُّ الشديد، ولا يعلمون أن المرأة لا يأسر قلبها إلا الرِّفق واللين، ولا شيء أقوى من حَبْلِ الحُبِّ لربطِ الناس، رجالاً كانوا أم نساءً، شُباناً كانوا أم شِيباناً!
كان للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جارٌ فارسيٌّ مشهورٌ بجودة طعامه، فصنعَ يوماً طعاماً وجاء إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعوه، فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يُشيرُ إلى عائشة: وهذه؟
فقال: لا!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا أحضُر!
وفي مرَّةٍ ثانية صنعَ طعاماً وجاء إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعوه، فقال له وهو يُشير إلى عائشة: وهذه؟
فقال: لا!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا أحضُر!
وفي المرة الثالثة، صنعَ الفارسيُّ طعاماً وجاء يدعوه، فقال له وهو يُشيرُ إلى عائشة: وهذه؟
قال: نعم!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: الآن نعم! وقام هو وعائشة يتدافعان حتى أتيا منزله!
طبعاً لا بأس أن يكون للزوج حياته الخاصة، فيقبل دعوة صديق له مُنفرداً، أو يذهب مع رِفاق العمل في نُزهة، والمرأة كذلك! وإنما المُشكلة أن تُجعل المرأة أثاثاً في البيت، وكأن الزوج يخجلُ بها!
وانظُرْ لأدبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولينه ورفقه، لقد نقلتْ كتبُ السيرة أنه دُعِيَ كثيراً إلى طعام وكان يذهبُ مع أصحابه، ولكن المسألة هنا مُختلفة، فالدعوةُ من جارٍ له، وقد تمَّتْ على مسمع عائشة، فكَرِهَ أن يذهبَ دونها تطييباً لخاطرِها، ومراعاةً لمشاعرها، لقد حرمَ نفسه مرتين من الطعام اللذيذ مراعاةً لمشاعرها، ولا شكَّ أنه بهذا الرَّفض قد امتلكَ قلبها، وعرفتْ كم هي غالية عنده!
ثمة مواقف صغيرة، التفاتات بسيطة، تعني الكثير للنساء، وهي عندهُنَّ أثمن من الهدايا والبيت الفاخر، نحن نُمتلك من الداخل، نُشرِقُ وننطفئُ بأثر الأفعال في قلوبنا لا بقيمة الأشياء من حولنا، فإياكَ أن تُشعرها أنك تخجل بها! إن من لا يصنع قيمةً لزوجته لن يصنعَ لها العالم كله قيمة، ورحم الله جدتي ما أحكمها حين كانت تقول: من قالَ لزوجته يا عُورة لَعِبَ بها الناس الكورة!بقلم: أدهم شرقاوي