لم يلق نداء الاستغاثة الذي أصدره مدير مستشفى كمال عدوان أي آذان صاغية، في هذا العالم الظالم الذي يواصل صمته ووقوفه على ضفة الحياد بلا حياء، النداء الذي حمل رسالة إنسانية هامة مفادها حصار المستشفى وتوقفه عن العمل، وقصف بعض الأقسام واعتقال عدد من الأطقم الطبية، ومنع دخول الماء والدواء والكهرباء، وهو المستشفى الوحيد في شمال القطاع الذي يقدم بعض الخدمات الصحية الطارئة، بعد أن تعرضت غالبية أقسامه إلى الخراب طيلة أشهر حرب الإبادة والتطهير العرقي.
حرب الإبادة الجماعية في غزة مستمرة، تتصاعد في منطقة الشمال الذي يتعرض منذ أشهر لحصار مطبق وقتل منظم وقصف من كل الجهات، والهدف منه هو تنفيذ عملية تطهير عرقي بحق السكان الذي يتجاوز عددهم حوالي أل نصف مليون إنسان، وهم يرفضون النزوح ويتمسكون بالبقاء ولو على ركام بيوتهم المدمرة، وأمام حالة ثبات الناس في ظرفهم المستحيل، تتصاعد وتيرة القتل والدموية بكل أشكالها، وتزداد جرائم الجنود وبربريتهم على هذا النحو الذي يحدث كل لحظة.
إن حقيقة الواقع وما يعيشه الناس في غزة من ظروف مستحيلة العيش، في ظل الحصار والقتل والدمار، وصمة عار على جبين الإنسانية التي غابت وغيبت نفسها وهي ترى وتشهد ما يحدث منذ اليوم الأول، وهي تواصل وقوفها على جهة الحياد، في ظل استمرار الإبادة والتطهير العرقي.