يعقوب العبيدلي
يقولون في الأمثال: «لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن هنته هانك»، والمعنى ضرورة حفظ اللسان من السقطات والتفاهات، والحماقات والعنتريات، وحفظه من الفرقعات، والطرقعات، والبذاءات والقيل والقال، والهمز واللمز، والغيبة والنميمة، واللغو، والمهاترات، والجدل العقيم، والفاسد من القول، حتى لا يتعرض صاحب اللسان الناري للإهانة من حليم إذا غضب وثار ونطق. نحن لا نتكلم عن ارتفاع الصوت أثناء الكلام أو المحادثة الهاتفية، إذ يعتقد البعض أن هذا مسلك غير سوي وغير تربوي، ولكن ربما يكون رفع الصوت مرتبطا بمرض سمعي لا قدر الله عند الشخص المتكلم أو المتحدث، وربما يكون مؤشرا للإصابة بضعف في السمع يحتاج إلى علاج، خاصة للي مثلي والحيل مثني من تجاوزوا (الـ 57 سنة).
إذا كان الناس يقولون قديماً: «الكتاب يعرف من عنوانه»، فنحن نقول اليوم: البعض يعرف من لسانه، وسلاطته وحدته وتفلته، هذه النوعية تجلب الصداع، والمرض، والقلق والكآبة، والتمزق، والاستياء، خاصة إذا كان صاحب هذا اللسان مسؤولاً ومتنفذاً في موقع وظيفي معين فعلى القسم والإدارة السلام، وإن كانت زوجة فهذا إنذار بالانفصال. اللسان الناري الطويل سبب من أسباب الجفاء في النفوس، وتصحر المشاعر، وجفاف العواطف، اللسان نعمة من النعم التي أنعمها الله علينا، وظائفه متعددة في الكلام والمضغ والتذوق، يتذوق الحلو والمر والمالح واللاذع، ويعرف قيمة اللسان من أصيب بالكورونا وفقد حاسة التذوق. اللسان عضو نشيط يثير العجب، علينا أن نستثمره ونوظفه في الخير، والجمال، والأنس، لا أن نسلطه على خلق الله، في الشر وهتك السر، والأذية، وخنق الموظف، وتنفير الزوج من البيت إلى الشارع.
بعض الألسنة مصابة بأمراض لا حصر لها، منها: الجفاف، والأنيميا، والخبث، والاضطراب، والتضمر، والتنمر، والطفيليات، وإدمان التفاهات من العبارات والمفردات، أمراض مزعجة غريبة لها أول مالها آخر، تسبب علاقات مزعجة، تسبب الغثيان، إذاً طول اللسان وسلاطته يؤدي إلى العديد من الإشكالات والصدامات، واللسان الطويل الناري مؤشر لأمراض أصحابه وعدم سويتهم، لأن سيماؤهم على ألسنتهم. نعم هناك مواقف تحتاج إلى لسان ناري ومدفع هاون لانتزاع الحق من الظالم كما يقول المثل: «الحقوق تبغي حلوق تنتزعها»، ولكن في حوارات مفيدة هادفة، من أجل الوصول للحقيقة، والحلول المناسبة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.