+ A
A -
يعقوب العبيدلي
درسنا ونحن على مقاعد الدراسة في المعهد الديني في دروس الحديث مع الأستاذ الشيخ الفاضل عبد السلام معلم الحديث على أيامنا في منتصف السبعينيات: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ»، هذا الحديث صحيح أخرجه الإمام الترمذي. إن الجنة أُمنية كل مسلم، ولكي يحقق الإنسان أمنيته يجب عليه أن يسير على الطريق الموصلة إليها، حتى يصل بسلام إن شاء الله، فالجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وثمن الجنة غال ونفيس، كما جاء في الحديث الشريف: «أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ»، ومما لا شكَّ فيه أن كل إنسان في هذه الحياة يتمنى السعادة والسلامة ويرجو تحقيقها، ويعمل جاهداً لبلوغها، ولكن لا تأتي الجنة بالتمني، ولا يرجع الشباب بالتمني وليت، ولا يمكن أن نحمي أنفسنا وأهلنا من كورونا ونحن نتساهل في كل شيء، وعدم الأخذ بالاحترازات الصحية، والتباعد الاجتماعي، ولبس الكمام، والخوض مع الخائضين، والسفر إلى الدول التي تحوّر فيها الفيروس مما جعله أسرع 70 % من السابق مثل بريطانيا، وغيرها من دول حدثت فيها من قريب تلك الطفرة في الفيروس، كما جلجلت بها وكالات الأنباء والصحف ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي. الشاهد من يريد أن يكون سعيداً من ينشد السلامة عليه أن يقوم بواجبه، ويبذل جهده، وينهى النفس الأمارة بالتهلكة عن هواها والسفر، والمخالطات اللي مالها معنى، والجلسات في ممرات المولات، والكفَّ عن السهرات الجماعية التي تودي إلى المعاطب، والكف عن ترويع الناس بالأخبار المزعجة عن سلالة جديدة أو غيرها، واتباع الاحترازات (كمام + تباعد اجتماعي)، واتباع الإجراءات الصحية والنظافة، وأخذ التطعيم واللقاح، من أجل سلامتك، ولا تركن للإشاعات والهرطقات والطرقعات، توكل على الله «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ»، كل ذلك كفيل بإخراجنا من عنق الزجاجة، وأنفاق كورونا المتجددة والمتحوّلة، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، وقريباً إن شاء الله ستعود الحياة إلى طبيعتها كما عهدناها، «اللهم أخرجنا من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك، ولا حول ولا قوة إلا بك»، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
22/12/2020
3663