+ A
A -
حمد التميميبعض الناس يعانون من شعور مفرط بالخوف جراء تعرضهم لنوعية من الأحداث والتجارب الحياتية التي تحفز لديهم حالة من الذعراللامنطقي، يمكن أن تعطل حياتهم الشخصية والعملية وتقودهم إلى الانزواء بأنفسهم وعدم مخالطة أقرب الناس لهم وفشل علاقاتهم بالغير.
من هذا المنطلق، سمي الخوف المرضي عموماً بالفوبيا، والتي هي عبارة عن حالة نفسية يستبد الرهاب العقلاني بصاحبها، مما يسفر عن حدوث اضطرابات نفسية لديه وشعور عميق بالخوف يؤدي إلى انفعالات جسدية، تتراوح درجتها بحسب الشدة.
وتلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في الإصابة بالفوبيا بكافة أشكالها، إلى جانب التعرض لإصابات في الدماغ أو الإصابة بالأمراض بشكل متكرر أو الدخول في حالات حزن واكتئاب لفترات طويلة.
وتنتشر بعض أنواع الفوبيا أكثر من غيرها حسب الحقبة الزمنية وتداعياتها؛ ففي الآونة الأخيرة، ازداد اتساع دائرة الأشخاص الذين يعانون مما يسمى بالمصطلح الطبي «سكوبوفوبيا»؛ أي خوف الإنسان من تحديق الناس إليه.
البعض يخافون عندما يحدق إليهم شخص غريب لفترة طويلة من الزمن، وآخرون يخشون مجرد التواصل البصري حتى مع صديق لهم. ورهاب السكوبوفوبيا مرتبط بالرهاب الاجتماعي، حيث يعاني معظم المصابين به من أعراض الرهاب الاجتماعي الأخرى ذات الصلة مثل الخوف من التحدث أمام الجماهير ورهاب المسرح.
وربما يرجع السبب في ازدياد أعداد الذين يعانون من هذا الرهاب إلى الضغط النفسي الذي نواجهه كل يوم في عصر السرعة والمتغيرات، حيث بات الإنسان مطالباً بالكثير من الأشياء حتى يبرز من بين أقرانه ويحترمه الآخرون. وأصبح الناس يلتفتون إلى الأمور السطحية فتراهم يراقبون بعضهم البعض، ويطلقون الأحكام على الآخرين بناء على مظهرهم الخارجي فحسب. ناهيك عن الانحدار الأخلاقي الذي أصبح سمة تميز هذا العصر عن دونه، وبالتالي انتشرت التصرفات اللاإنسانية في شتى أصقاع الدنيا في غياب الوازع الأخلاقي والقيم السامية التي كان لها وجود أكبر في حياة الأجيال السابقة.
صحيح أن البشرية حققت قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا والعلوم وارتقت حضاراتها بشكل كبير، إلا أن ذلك يخلف وراءه كل يوم العديد من المشكلات النفسية، حيث بات من النادر أن تعثر على شخص يثق بنفسه هذه الأيام، في حين ترى قلة الثقة والشعور بالذنب ومقارنة النفس بالآخرين والاكتئاب في تزايد مستمر.
أما الخبر السار، فهو أن السكوبوفوبيا مثله مثل جميع أنواع الرهاب، فالخوف من التحديق يستجيب جيداً لمجموعة متنوعة من خيارات العلاج، وعلينا كمجتمع أن نساند إخوتنا ممن يعانون من أي نوع من الفوبيا وليس السخرية منهم أو مضايقتهم.
في الدول النامية عموماً، نلاحظ انتشار ظاهرة تحديق الناس ببعضهم البعض بشكل غير لائق ولفترات طويلة، في حين تكاد تكون ظاهرة التحديق في الآخرين شبه معدومة في الدول الأجنبية لأنه من المعيب عندهم إطالة النظر في الغير، فذلك عندهم أشبه بالتدخل في شؤونهم واختراق خصوصيتهم.
لذلك فعلى المؤسسات التعليمية أن تعلم الطالب منذ الصغر احترام الآخرين، وعدم التدخل في خصوصياتهم والتحديق إلى الأشخاص بشكل مزعج ومؤذ،ٍ خصوصاً لأولئك الذين قد يعانون من أي شكل من أشكال السكوبوفوبيا.
كما أن للأسرة دوراً مهماً في توعية الطفل إلى أهمية احترام جميع الناس على اختلاف أشكالهم وحالاتهم الصحية وشخصياتهم، فيعتاد منذ نعومة أظفاره على أن يكون محبّاً مسانداً لمن يعانون من أي رهاب اجتماعي، ولا يؤذي الناس بكلامه أو تصرفاته أو حتى بنظراته.
إن الجهل عدو الإنسان، والبيئة التي لا تشجع على القيم السامية تكثر فيها المشكلات النفسية. أما بالعلم وتعميق المبادئ الأخلاقية داخل المجتمع، نبني أجيالاً أكثر قدرة على مواجهة التحديات النفسية التي يفرضها الواقع المتغير والتطور المتسارع.
من هذا المنطلق، سمي الخوف المرضي عموماً بالفوبيا، والتي هي عبارة عن حالة نفسية يستبد الرهاب العقلاني بصاحبها، مما يسفر عن حدوث اضطرابات نفسية لديه وشعور عميق بالخوف يؤدي إلى انفعالات جسدية، تتراوح درجتها بحسب الشدة.
وتلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في الإصابة بالفوبيا بكافة أشكالها، إلى جانب التعرض لإصابات في الدماغ أو الإصابة بالأمراض بشكل متكرر أو الدخول في حالات حزن واكتئاب لفترات طويلة.
وتنتشر بعض أنواع الفوبيا أكثر من غيرها حسب الحقبة الزمنية وتداعياتها؛ ففي الآونة الأخيرة، ازداد اتساع دائرة الأشخاص الذين يعانون مما يسمى بالمصطلح الطبي «سكوبوفوبيا»؛ أي خوف الإنسان من تحديق الناس إليه.
البعض يخافون عندما يحدق إليهم شخص غريب لفترة طويلة من الزمن، وآخرون يخشون مجرد التواصل البصري حتى مع صديق لهم. ورهاب السكوبوفوبيا مرتبط بالرهاب الاجتماعي، حيث يعاني معظم المصابين به من أعراض الرهاب الاجتماعي الأخرى ذات الصلة مثل الخوف من التحدث أمام الجماهير ورهاب المسرح.
وربما يرجع السبب في ازدياد أعداد الذين يعانون من هذا الرهاب إلى الضغط النفسي الذي نواجهه كل يوم في عصر السرعة والمتغيرات، حيث بات الإنسان مطالباً بالكثير من الأشياء حتى يبرز من بين أقرانه ويحترمه الآخرون. وأصبح الناس يلتفتون إلى الأمور السطحية فتراهم يراقبون بعضهم البعض، ويطلقون الأحكام على الآخرين بناء على مظهرهم الخارجي فحسب. ناهيك عن الانحدار الأخلاقي الذي أصبح سمة تميز هذا العصر عن دونه، وبالتالي انتشرت التصرفات اللاإنسانية في شتى أصقاع الدنيا في غياب الوازع الأخلاقي والقيم السامية التي كان لها وجود أكبر في حياة الأجيال السابقة.
صحيح أن البشرية حققت قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا والعلوم وارتقت حضاراتها بشكل كبير، إلا أن ذلك يخلف وراءه كل يوم العديد من المشكلات النفسية، حيث بات من النادر أن تعثر على شخص يثق بنفسه هذه الأيام، في حين ترى قلة الثقة والشعور بالذنب ومقارنة النفس بالآخرين والاكتئاب في تزايد مستمر.
أما الخبر السار، فهو أن السكوبوفوبيا مثله مثل جميع أنواع الرهاب، فالخوف من التحديق يستجيب جيداً لمجموعة متنوعة من خيارات العلاج، وعلينا كمجتمع أن نساند إخوتنا ممن يعانون من أي نوع من الفوبيا وليس السخرية منهم أو مضايقتهم.
في الدول النامية عموماً، نلاحظ انتشار ظاهرة تحديق الناس ببعضهم البعض بشكل غير لائق ولفترات طويلة، في حين تكاد تكون ظاهرة التحديق في الآخرين شبه معدومة في الدول الأجنبية لأنه من المعيب عندهم إطالة النظر في الغير، فذلك عندهم أشبه بالتدخل في شؤونهم واختراق خصوصيتهم.
لذلك فعلى المؤسسات التعليمية أن تعلم الطالب منذ الصغر احترام الآخرين، وعدم التدخل في خصوصياتهم والتحديق إلى الأشخاص بشكل مزعج ومؤذ،ٍ خصوصاً لأولئك الذين قد يعانون من أي شكل من أشكال السكوبوفوبيا.
كما أن للأسرة دوراً مهماً في توعية الطفل إلى أهمية احترام جميع الناس على اختلاف أشكالهم وحالاتهم الصحية وشخصياتهم، فيعتاد منذ نعومة أظفاره على أن يكون محبّاً مسانداً لمن يعانون من أي رهاب اجتماعي، ولا يؤذي الناس بكلامه أو تصرفاته أو حتى بنظراته.
إن الجهل عدو الإنسان، والبيئة التي لا تشجع على القيم السامية تكثر فيها المشكلات النفسية. أما بالعلم وتعميق المبادئ الأخلاقية داخل المجتمع، نبني أجيالاً أكثر قدرة على مواجهة التحديات النفسية التي يفرضها الواقع المتغير والتطور المتسارع.