هي بطولة ستبقى عالمية لأبناء الخليج، وستبقى مميزة ومثيرة وناجحة، دورة كروية مختلفة كليا عن كل البطولات الأخرى في المنطقة والعالم، هي أساس تطورنا رياضيا وفنيا، يتابعها الملايين من شعوبنا الخليجية الصغار والكبار، الرجال والنساء، بدأت من وطن النهار وتألق نجومها، وبقوا في الذاكرة ليومنا هذا، وعادت لدولة الكويت بافتتاح مميز ورسائل جميلة بأن «المستقبل خليجي»، فكأس الخليج أكبر بكثير من كرة القدم.
نالت الكويت، كل الثناء والإشادة، والإعجاب والتصفيق، فكأس الخليج لكرة القدم عادت لبيتها الأصلي والأكثر تتويجا لها، فأحسنت الاستضافة وتفوقت في كرم الضيافة، وتحول سوق المباركية لتجمع خليجي، فالنجاح الكبير يبدأ من الافتتاح، وحضور أمير الكويت أعطى الافتتاح رونقا آخر، وفقرة الأطفال وهم يرددون أسماء النجوم، ربطت الماضي بالحاضر والحداثة، فبورك لكم من القلب على التنظيم والاستقبال والنجاح، وعلى كل ما قدمتموه وتقدمونه في هذه الدورة الاستثنائية والتي ضمت كل المنتخبات بنجومها الكبار.!
اليوم نشعر بالفخر والاعتزاز، بأن دولة الكويت قادرة على تنظيم كأس آسيا لكرة القدم وتنظيم الفعاليات الكبرى الرياضية، فالإبهار الرائع الذي تحقق على أرضها في دورات الخليج، ودخولها كل بيت وقرية ومدينة وشارع في شتَّى بقاع الأرض منذ «هايدوو زرق الفنايل، راكبين جمال.. سمر الملاعب غنوا اليامال، هايدو يا حلو الاسم كويتي، والله والنعم كويتي» وغيرها من الأغاني، التي أصبحت أيقونة تتردد على كل لسان في كل دورة خليجية كروية.
من الكويت، كانت بداياتي الإعلامية بتغطية دورة الخليج العربي العاشرة لكرة القدم (خليجي 10) وأنا أستمع للفنان طيب الله ثراه عبدالكريم عبدالقادر، والفنان عبدالله الرويشد الذي نتمنى له الشفاء لأغنية لا تنسى ودخلت كل بيت «أنا كويتي أنا.. أنا قول وفعل وعزومي قوية..».
وطن النهار، كبيرة بنجاحاتها وأفعالها، فهي منارة فنية وثقافية ورياضية، والعام القادم ستكون عاصمة للثقافة العربية، وبداية الإبهار بأن خليجي زين 26 ستكون الأفضل من كل النواحي دون استثناء، وبعيدا عن الفوز والخسارة التي لا بد منها في أي بطولة رياضية، فإن المكسب الأهم هو هذا التجمع الرياضي الخليجي الكبير.
جهود مقدرة بذلتها اللجنة العليا المنظمة لكأس الخليج خلال الفترة الماضية، والتي نقطف ثمارها اليوم ونشاهدها في كل شارع ومول وبيت كويتي، فشكرا معالي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري وفريقه الذين قرنوا أقوالهم بالأفعال ليخرج حفل الافتتاح والتنظيم بهذه الصورة التي ليست غريبة على أهل الكويت.
لن نكفي الكويت حقها لكن المقام هنا، أن نشكرها حكومة وشعبا على التجمع الخليجي الكروي الناجح، مما يجعل من رجال الإعلام والصحافة والمحللين يصفون وطن النهار بأنه كوكب آخر، حين يستضيف دورة الخليج، فالدورة في الكويت شيء لا ينسي، بما لديها من قدرات ومُمكنات وتنوع وثراء ثقافي وفني يجعل من إقامة أي دورة كروية أو مؤتمر أو فعالية على أراضيها فرصة عظيمة لتحقيق تجربة شمولية ناجحة!.
فاليوم ونحن نتابع هذه التظاهرة الكروية الخليجية، تبرز انطباعات الصغار قبل الكبار، والنتائج الأولية في الدورة، توحي بأننا أمام دورة مختلفة، وستكون فيها مفاجآت، فالكويت وهي تشهد التجديد والتطوير مع قائد التغيير الأمير مشعل الأحمد الجابرالصباح الذي أشعل بنوره حفل الافتتاح المبهر، ستكون لؤلؤة في الجمال والجاذبية والازدهار خلال السنوات القادمة.
طموح العهد الجديد لا حدود له، وقوته تنبع من حبه وحب الشعب له، فقد رسم خريطة الكويت الجديدة في كل المجالات، وبينها استضافتها لكأس الخليج التي تعد تمهيدا لاستضافة بطولات كروية قادمة في الطريق، والكويت ولادة وسنرى جاسم وفيصل والطرابلسي والعنبري وفتحي وغيرهم، وستحلق الكرة الكويتية في الأجواء، لأنها محبوبة في كل بيت، كما تطورت الكرة في عمان قطر والسعودية والإمارات والعراق واليمن قادم بسبب هذه الدورة.
فوطن النهار، شعاع كل بيت خليجي، فالمستقبل خليجي قول وفعل، وشعار صادق ومعبر وهادف، ومعزز لوحدتنا وتجمعنا اليوم وغدا.. «عاشت الكويت الكويت، وعاش أهلها، واللي يحب الكويت يضحي لأجلها» في الملعب وفي كل ميدان.. والكأس حق مشروع لكل المنتخبات.. والله من وراء القصد.