خلفت الحرب السورية منذ عام «2011»، عشرات آلاف الأطفال الأيتام بعد أن أزهقت أرواح آبائهم وأمهاتهم، وتركتهم يعيشون حياة قاسية دون توفير الحد الأدنى لكفالتهم، ومع غياب المنظمات المختصة عن تقديم الخدمات والرعاية اللازمة لهم؛ فإنهم باتوا في مرمى نيران الظروف المعيشية الصعبة، حيث يعيشون حياة أقرب إلى التشرد، في غياب منظومة كاملة لاستيعابهم وإعادة تأهيلهم، وتركوا لمصيرهم يواجهون مضاعفات اجتماعية ستؤثر على النسيج الاجتماعي السوري لفترات زمنية طويلة.
نستعرض هذه الصورة المؤلمة لأيتام سوريا، مع إطلاق الهلال الأحمر القطري مشروعا إنسانيا لرعاية أسر الأيتام في سوريا، بهدف توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء وملابس وتعليم، بالإضافة إلى دعم وتأهيل دور الأيتام، ما يساهم في تخفيف العبء المادي والنفسي عنهم، وتغيير واقع حياتهم إلى الأفضل، وذلك في إطار جهوده المستمرة لدعم الفئات الأكثر ضعفا في سوريا.
يستهدف الهلال الأحمر القطري تعزيز صمود واستقرار «500» أسرة تضم ثلاثة آلاف مستفيد في ريف حلب الشمالي عبر تزويدهم بقسائم إلكترونية لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية لمدة ثمانية أشهر.
وعلى الصعيد التعليمي، يوفر المشروع الدعم للأطفال الأيتام من خلال تأمين القرطاسية والكتب وتكاليف المواصلات، بالإضافة إلى إقامة حفل تكريم للطلاب المتفوقين في ختام المشروع، فضلا عن تأهيل ثلاث دور لرعاية الأيتام وأسرهم، والتي تؤوي كل منها حوالي «160» يتيما مع أسرهم، وتغطية مصاريفها التشغيلية.
هذا التحرك الإنساني هو أحد فصول الدعم القطري الذي لم ينقطع يوما للشعب السوري، من أجل تجاوز محنة اللجوء والمعاناة، وهو تحرك يستحق كل تقدير وثناء.