دمشق- الأناضول - اتفقت جميع الفصائل في سوريا مع قائد الإدارة الجديدة للبلاد أحمد الشرع، أمس، على حل نفسها والاندماج تحت مظلة وزارة الدفاع.

وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن اجتماعا لقادة الفصائل عقد مع الشرع في العاصمة دمشق، أسفر عن «اتفاق لحل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع».

ونشرت الوكالة صورا تظهر حضور عدد كبير من قادة الفصائل السورية للاجتماع مع الشرع.

والأحد، قال الشرع في مؤتمر صحفي بدمشق، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: «سنعلن خلال أيام عن وزارة الدفاع، وتشكيل لجنة من قيادات عسكرية لرسم هيكلية للجيش، ثم ستعلن الفصائل حل نفسها، ولن نسمح بسلاح خارج الدولة».

وشدد على أن «منطق الدولة يختلف عن منطق الثورة، ولن نسمح بوجود أي سلاح خارج سيطرة الدولة».

من جهة أخرى تقدمت أكثر من 4 آلاف عائلة منذ عام 2017 بطلبات إلى رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، للعثور على أقاربهم الذين اختطفهم أو اعتقلهم نظام الأسد في سوريا.

وزاد توافد العائلات التي تم اعتقال أو اختطاف أقاربها من مدن سورية مختلفة إلى مقر الرابطة في ولاية غازي عنتاب التركية، بعد سقوط نظام البعث في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بغية الاستفسار عن أقاربهم المفقودين.

وتتيح الرابطة للعائلات التي تتعقب أي أثر أو خبر عن أقربائهم، فرصة التواصل مع المفرج عنهم من سجون نظام الأسد في سوريا.

وفي تصريح للأناضول، قال رياض أولر المدير المشارك وأحد مؤسسي رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، إنه تم إنشاء قاعدتي بيانات في الرابطة عام 2017 لتوثيق معلومات عن الأشخاص المعتقلين في السجون السورية.

وأضاف أن الرابطة توفر إمكانية إجراء اتصالات مرئية بين العائلات والأشخاص الذين خرجوا من السجون السورية.

وتابع: «هناك أكثر من 4000 طلب. نتحقق من المعلومات الموجودة في هذه البيانات. لا نستطيع أن نقول للعائلة ‹لقد وجدنا ابنكم لكنه مات›. بل نوفر لهم فرصة الاتصال نلتقي مع الشخص الذي شهد الحادثة ليتحدث بنفسه مع العائلة. وللأسف، تلقت عائلات كثيرة أخباراً محزنة عن المفقودين».

ومنذ سقوط نظام حزب البعث السوري فجر 8 ديسمبر الجاري، توافد الآلاف إلى سجن صيدنايا سيء السمعة أملا في أن يكون أبناؤهم بين المعتقلين المحررين.

وتشير تقارير دولية إلى أن آلاف المعتقلين تم قتلهم بشكل منظّم وسرّي داخل السجن، حيث نفذ النظام المنهار إعدامات جماعية دون محاكمات بين عامي 2011 و2015، بمعدل يصل إلى 50 شخصا في الأسبوع.

على الجانب الآخر قال سفير سوريا لدى روسيا بشار الجعفري، إن بلاده في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد كانت بلا نظام، إنما تحكمها «منظومة فساد ومافيا»، داعيا للاحتفال بالتغيير.

جاء ذلك في كلمة بمقر السفارة لدى موسكو بحضور عدد من أبناء الجالية السورية الذين ظهر بعضهم متوشحا بعلم البلاد الجديد، بحسب مقطع فيديو نشره في حسابه الشخصي على فيسبوك، مساء الاثنين.

وخاطب الجعفري الحاضرين قائلا إنه دعا أبناء الجالية السورية للاحتفال بـ«التغيير وانتصار إرادة الشعب بإسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد يدعو للتفاؤل بغد مشرق».

وأضاف: «بإذن الله الغد أفضل من أمس، ويجب أن ننطلق من هذا الشعار الرئيسي لبناء وطن عنوانه الازدهار والمحبة والسلام وإعادة البناء»..ولفت الجعفري إلى أنه «بفضل شعار الدين لله والوطن للجميع استطعنا في فترات زمنية سابقة بناء الدولة السورية».

وتابع: «ربما تتفاجأون لو أقول إنه لم يكن هناك نظام بأي مرحلة، لو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، بل كان هناك منظومة فساد مافيوية رهنت مصالح البلاد لخدمة مآربها الشخصية ولذلك سقطت بهذه السرعة».

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن بلاده تريد أن تؤدي دورا مهما في «عملية إعادة التوحيد والسلام والاستقرار» في سوريا.

جاء ذلك في بيان بشأن التطورات في سوريا أدلى به خلال زيارته كوسوفو، أمس، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا».

وأشار تاياني إلى أن وفدا إيطاليا التقى الإدارة الجديدة في العاصمة السورية دمشق، الاثنين.

وقال: «نريد أن نؤدي دورا مهما في عملية إعادة التوحيد والسلام والاستقرار في سوريا».

وشدد على أهمية متابعة التطورات الراهنة من أجل العمل على رفع العقوبات عن سوريا.