محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربونمن بين كلّ الفواعل العربية لا يحتاج الفاعل القطري إلى إطراء أو دفاع لأنه في كل الحالات والسياقات فاعل يتقدّم بثبات على طريق المُنجَز لا على طريق الشعارات. الحالة القطرية حالة فريدة وهي الحالة التي طرحت ولا تزال تطرح كل يوم على المراقبين مشرقا ومغربا كل تحديات القراءة والفهم والتأويل.
ليس مدار الحديث هنا عن منجزات هذا الفاعل العربي الصغير جغرافيا بل مناط التساؤل هو عن قدرته على الخروج بنجاح عن منوالات الفعل والوجود العربية التقليدية المحكومة بالجغرافيا أو التبعية أو الاثنان معا.
ما معنى ذلك ؟ أولا: لا قيمة للحديث عن منجزات قطر رغم صغرها لأنها ببساطة منجزات تحتاج مساحة أكبر بكثير من هذه المساحة. ثانيا: خرجت قطر باكرا عن منوالات الفعل والوجود العربية وذلك منذ منتصف التسعينيات حين تسلم سمو الأمير الوالد مقاليد الحكم وغيّر مسار الفعل السياسي والسيادي للدولة.
كانت منوالات الفعل والوجود العربية محكومة بالجغرافيا من كِبر المساحة وعدد السكان في دول مثل مصر أو السعودية أو الجزائر أو السودان أو العراق... ومنها ما كان محكوما بالولاء أو التبعية للقوى العظمى الدولية مثل تونس أو لبنان أو الإمارات أو موريتانيا. ومنها من هو محكوم بالجغرافيا والتبعية معا كما هو حال أغلب الدول العربية.
في هذا السياق وإن بقيت الدوحة مشدودة إلى سياق الفعل العربي والدولي عبر انضوائها في المؤسسات الرسمية العربية والدولية إلا أنها لم تندرج من جهة الفعل الاقليمي والدولي في هذا السياق... يُعدّ وقوف قطر إلى جانب غزة ماديا وسياسيا ودبلوماسيا ونصرتها جهرا للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته عزفا منفردا خارجا عن لحن العلاقات مع إسرائيل والخنوع العربي.
ليست المسألة إذن مسألة قدرة مادية أو مسألة ثروات طبيعية ضخمة أو ثروة غازية كما يروّج لذلك بألمٍ شديدٍ كثيرٌ من العاجزين والحاسدين بل هي أولا وقبل كل شيء مسألة رؤية حكيمة وبصيرة ثاقبة والتزام بالفعل داخل نسق المبادئ والقيم والعقيدة.
الفعل السياسي القطري في الداخل والخارج هو فعل نابع من قدرة أصحابه على الصمود أمام حملات التشويه والشيطنة سلاحهم في ذلك الإلزام بمبدأ السيادة والوفاء للأرض والإنسان والدين والأمة.
أستاذ مشارك بجامعة السوربونمن بين كلّ الفواعل العربية لا يحتاج الفاعل القطري إلى إطراء أو دفاع لأنه في كل الحالات والسياقات فاعل يتقدّم بثبات على طريق المُنجَز لا على طريق الشعارات. الحالة القطرية حالة فريدة وهي الحالة التي طرحت ولا تزال تطرح كل يوم على المراقبين مشرقا ومغربا كل تحديات القراءة والفهم والتأويل.
ليس مدار الحديث هنا عن منجزات هذا الفاعل العربي الصغير جغرافيا بل مناط التساؤل هو عن قدرته على الخروج بنجاح عن منوالات الفعل والوجود العربية التقليدية المحكومة بالجغرافيا أو التبعية أو الاثنان معا.
ما معنى ذلك ؟ أولا: لا قيمة للحديث عن منجزات قطر رغم صغرها لأنها ببساطة منجزات تحتاج مساحة أكبر بكثير من هذه المساحة. ثانيا: خرجت قطر باكرا عن منوالات الفعل والوجود العربية وذلك منذ منتصف التسعينيات حين تسلم سمو الأمير الوالد مقاليد الحكم وغيّر مسار الفعل السياسي والسيادي للدولة.
كانت منوالات الفعل والوجود العربية محكومة بالجغرافيا من كِبر المساحة وعدد السكان في دول مثل مصر أو السعودية أو الجزائر أو السودان أو العراق... ومنها ما كان محكوما بالولاء أو التبعية للقوى العظمى الدولية مثل تونس أو لبنان أو الإمارات أو موريتانيا. ومنها من هو محكوم بالجغرافيا والتبعية معا كما هو حال أغلب الدول العربية.
في هذا السياق وإن بقيت الدوحة مشدودة إلى سياق الفعل العربي والدولي عبر انضوائها في المؤسسات الرسمية العربية والدولية إلا أنها لم تندرج من جهة الفعل الاقليمي والدولي في هذا السياق... يُعدّ وقوف قطر إلى جانب غزة ماديا وسياسيا ودبلوماسيا ونصرتها جهرا للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته عزفا منفردا خارجا عن لحن العلاقات مع إسرائيل والخنوع العربي.
ليست المسألة إذن مسألة قدرة مادية أو مسألة ثروات طبيعية ضخمة أو ثروة غازية كما يروّج لذلك بألمٍ شديدٍ كثيرٌ من العاجزين والحاسدين بل هي أولا وقبل كل شيء مسألة رؤية حكيمة وبصيرة ثاقبة والتزام بالفعل داخل نسق المبادئ والقيم والعقيدة.
الفعل السياسي القطري في الداخل والخارج هو فعل نابع من قدرة أصحابه على الصمود أمام حملات التشويه والشيطنة سلاحهم في ذلك الإلزام بمبدأ السيادة والوفاء للأرض والإنسان والدين والأمة.