عايشت الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، أمس، فرحة احتفالات عيد الفطر المبارك، وسط مشاعر شتى، تغلب عليها الأفكار المرتبطة بمواجهة تحد رئيسي، بات يؤرق الأمة بأسرها، ألا وهو تحدي مجابهة التنظيمات الإرهابية، بتهديدها المستمر للأمن والاستقرار، واستهدافها للآمنين بشكل ينافي قيم الدين الحنيف والأخلاق الفاضلة.
إن القراءة المتجددة لهذه التحديات، ذات الطابع الأمني في جوهرها، تظهر بأنه لابد من تكاتف الجهود السياسية والمجتمعية، في دولنا العربية والإسلامية، للتغلب على آفة الإرهاب. فقد أظهرت دراسات عديدة متعمقة بأنه لا بد من وقفات مستمرة لمعاينة واقع شبابنا في الوقت الراهن، الذي تجتذبه فيه تيارات المتطرفين، محاولين تعميق استقطابهم لعناصر تنشط في العمليات الإرهابية، وهو ما يفرض فتح حوارات مستمرة مع الشباب، لإبعاده عن الفكر المتطرف، وتعريفه مجددا بقيم ديننا الحنيف، التي تحض على السلم والتسامح والدعوة بالحسنى.
إن جهودا كبيرة لا تزال تحتاجها ساحات العمل الفكري والسياسي في عالمنا العربي والإسلامي لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، واجتثاثها من جذورها. وإن الثقة مستمرة بقدرة علماء الدين الاجلاء في تنوير بصائر الشباب وإبعادهم عن كل متربص بهم من الإرهابيين، الذين يحاول لون تزيين طرق ووسائل الشر أمام أعينهم، بناء على معلومات خاطئة أو شعارات زائفة.
إن الأمل كله هو أن تتمكن أمتنا من استعادة نقاء صورة الإسلام، وتقديمه للعالم في صورته الحقيقية، التي بعث بها خاتم الأنبياء والمرسلين، الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، الذي ابتعث رحمة للعالمين.

بقلم : رأي الوطن