في إطار سعي المركز لتعزيز الجوانب الإيمانية والروحانية لديهم وترسيخ المفاهيم والقيم الإسلامية السمحة، نظم مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رحلة عمرة لـ 50 مهتدياً جديداً، ينتمون لعدة جنسيات إفريقية وآسيوية من الجاليات المقيمة على أرض قطر، حيث صاحبهم خلال هذه الرحلة الإيمانية عدد من دعاة المركز من المتحدثين بلغاتهم.
وأوضح مركز بن زيد أن تنظيم رحلة العمرة للمهتدين الجدد خلال الفترة من 8 - 19 ديسمبر الجاري، يأتي في إطار سعي المركز لتعزيز الجوانب الإيمانية والروحانية لديهم وتقوية روابط الدين وتعليمهم مناسك العمرة بطريقة عملية من خلال زيارة الأراضي المقدسة وارتداء لباس الإحرام والطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة وبيان مقصد كل منها، علاوة على مخالطتهم المجتمع المسلم بجميع جنسياته ولغاته في هذه الرحلة المباركة، واندماجهم فيه، وتقوية ارتباطهم بدينهم مع حصول الاجر بأداء العمرة. .وذكر المركز بأنه قام بتهيئة وتعليم المهتدين الجدد قبل سفرهم، لتعريفهم بمناسك العمرة وكيفية أدائها بصورة مبسطة وواضحة وبيان فضلها وأجرها العظيم عند الله، كما صاحبهم دعاة المركز لتأديتها على الوجه الصحيح وضمن إطار توجيهي وتثقيفي.
واشتمل برنامج الرحلة عقد دروس إيمانية تربوية تتعلق بآداب وسنن السفر وأداء مناسك العمرة، إضافة إلى جلسات إرشادية تسلط الضوء على آداب الإسلام في الحياة اليومية، بما يعزز الالتزام بالقيم الإسلامية في كافة مناحي الحياة، وحرص المركز على زيارة «معرض السنة النبوية»، الذي يقدم عرضًا غنيًا ومتنوعًا عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُبرز سنته الشريفة وتعاليمه السمحة التي كانت أساسًا للتعاملات الإنسانية الرفيعة، ومن خلال المعرض، يتمكن المهتدون من فهم أعمق للسنة النبوية الشريفة وكيفية تطبيقها في حياتهم اليومية، كما تضمن البرنامج زيارة «غار حراء» في جبل النور، الذي يُعد مكانًا تاريخيًا هامًا حيث تلقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الغار نزول الوحي من الله عز وجل للمرة الأولى بتبليغ الرسالة، وتعتبر هذه الزيارة فرصة للتأمل والتدبر في الرسالة النبوية المطهرة التي غيرت مجرى التاريخ وأثرت في حياة البشرية جمعاء.
من جهته أكد الدكتور صالح بن علي المري، مدير مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، أن متابعة المهتدين الجدد تمثل أولوية قصوى للمركز عبر قسم التعريف بالإسلام، مشيراً إلى أن برنامج العمرة يعد فرصة ثمينة للمهتدين الجدد للتعلم والتواصل مع الجذور الدينية الإسلامية بطريقة عميقة وملهمة، مما يعزز من تجربتهم الروحية ويرسخ فيهم القيم الإسلامية السمحة، بالإضافة إلى مساهمته في بناء روابط اجتماعية قوية فيما بين المهتدين الجدد وكذلك تعزيز ارتباطهم مع دعاة المركز من خلال فترة تواجدهم أيام العمرة، مما يخلق بيئة داعمة من التفاعل الإيجابي والتعلم المستمر، وتعزز الشعور بالانتماء للمجتمع الإسلامي.
وأوضح أن المركز يسعى لتوفير متابعة شاملة تشمل التوعية الإيمانية المعرفية والاجتماعية، لضمان ثبات المهتدين الجدد على قيم الإسلام وفق منهج معتدل، منوهاً إلى أهمية توفير بيئة داعمة تعين المهتدين الجدد على الالتزام والاستمرار في مسيرتهم الإيمانية، من خلال المحضن المناسب والرفقة الصالحة.
ولفت الدكتور صالح المري إلى أن هذه الرحلة الإيمانية التي اشتملت أيضاً زيارة المدينة المنورة والصلاة في مسجد قباء والصلاة في المسجد النبوي، تعكس التزام المركز برسالته المتمثلة في نشر القيم الإسلامية السمحة ودعم المهتدين الجدد عبر برامج متكاملة تمزج بين التعليم والترفيه، كما تُظهر رؤية المركز في تعزيز الشعور بالانتماء للإسلام لدى المهتدين، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على القيم الإيمانية والأخلاقية.