لا نملك كثيرا من المعطيات عن السرعة التي سقط بها نظام الأسد، فهو أمر قد يحتاج عقودا ليخرج إلى العلن لكن الثابت اليوم أن السلطة الجديدة قد خطت خطوات موفقة ومدروسة بعناية إلى حدّ الآن. فرغم قصر المدة ورغم كثافة الملفات ورغم حجم التهديدات الداخلية والخارجية فقد وفّقت سوريا في امتصاص الصدمة الأولى الناجمة عن سقوط النظام رغم كل المآخذ.

صارت دمشق مقصد القوى الدولية والعربية في فترة وجيزة بعد زيارات الوفود الرسمية من تركيا وقطر والأردن والسعودية فضلا عن افتتاح السفارات الأجنبية ووصول المنظمات الدولية.. كما أعلنت القيادة الجديدة هناك عن اتفاق جميع الفصائل المسلحة على تجميع السلاح والانضواء تحت وزارة الدفاع كسلطة رسمية واحدة.

هذه المسارات رغم قصر مدتها فإنها تعتبر انتصارا كبيرا على قوى الثورة المضادة التي تعمل عبر الخلايا والغرف على منع نجاح الثورة السورية.

لا يمكن الجزم طبعا بنجاح المرحلة الانتقالية، فهذا أمر مبكر، لكن المؤشرات القادمة من دمشق في أغلبها تبدو مطمئنة مع غياب الانفلات الأمني ووجود سلطة مركزية اعترف بها المجتمع الدولي. وقد أكدت تصريحات السيد أحمد الشرع على طمأنة الجميع في دول الجوار، وأرسل رسائل إلى العالم بأن سوريا الجديدة لن تكون طائفية أبدا وبأنها ستضمن حقوق الجميع.

لكن الأولوية الآن إنما هي للحاجيات الأساسية التي تسهل حياة الناس بعد نصف قرن من التخريب المتعمد للدولة وإمكانياتها.

كما أكد الشرع في مداخلاته الأخيرة على أنّ تركيا قد تعهدت بمساعدة النظام الجديد ومنع انهيار الدولة. أثنى الرجل كذلك على الدور القطري في مساعدة المؤسسات الفتية.