+ A
A -

للمباراة الثانية على التوالي يفشل منتخبنا الوطني في تحقيق الفوز ببطولة خليجي زين 26 ويواصل سلسلة نتائجه غير المقبولة والمقنعة في البطولة، وربما أيضا قبل البطولة في تصفيات المونديال، فالعنابي ليس هو الذي نعرفه، يلعب دون ملامح واضحة وبدون روح وانسجام، ومستويات لا تليق به كبطل لكأس آسيا مرتين آخرها في الدوحة.

لقد أتعب منتخبنا قلوب محبيه وجماهيره بعد كأس آسيا، وأصبح منتخبا بلا هوية وليست له أي شخصية وفي صفوفه بعض اللاعبين الذين لا يصلحون للعب ضمن التشكيلة، فالعشوائية تطغى على الأداء بشــكل واضــح جدا ويتحمـل مســؤوليته سوء اختيار الجهاز الفني منذ البداية، فبطل آسيا يســــتحق الأفضل والأكفأ وليــــس مدربي طـــوارئ وأنديــة.

نعم لقد تغيرت أسماء كثيرة منذ كأس آسيا، ولكن هذا ليس بمبرر لأن يظهر منتخبنا بهذه الصورة الباهتة وأصبح حقل تجارب، في وقت يفترض ان نكون قد تجاوزنا هذه المرحلة، فكل بطولة نشارك بها ينبغي ان ندخلها بمنتهى الجدية والقوة والروح، والمنافسة على اللقب بالأفعال وليس بالأقوال، فقد وصلت كرتنا القطرية إلى مرحلة متقدمة والأعين علينا لأننا أبطال آسيا، ولسنا منتخبا هامشيا أو فريقا عاديا حتى نتعرض لكل هذه المهازل !

فالاستقرار غائب تماما عن العنابي، سواء على مستوى الجهاز الفني أو اللاعبين والأداء في الملعب أصبح محل سخرية وهو ما لا يرضي أحدا منا، فقد تعودنا من منتخبنا أن يكون قويا وشرسا ويقاتل ومنضبطا ويدافع عن ألوانه بكل روح عالية، ولذا على اللاعبين أن يدركوا جيدا هذا الأمر، فتمثيل المنتخب ليس بتشريف بل تكليف ومسؤولية كبيرة تحتاج إلى عمل كبير.

صحيح ان كأس الخليج ليست بنفس قوة وأداء كأس آسيا، ولكنها في نفس الوقت تعني الكثير لأنها محطة مهمة ومنها زرع الثقة وإبراز القدرات والتقدم الذي وصلنا له، لا ان نعطي صورة عكسية لذلك، فالفوز بها حق مشروع ولكن هذا الحق يحتاج إلى أداء واتزان، وهذا ما نفتقده في منتخبنا الوطني.

فرصتنا زادت صعوبة ومهمتنا تعقدت في المجموعة، ولكن ما نأمله ان يعي اتحاد الكرة جيدا بأن تصفيات المونديال لم تنته بعد، وهو مطالب بوضع الحلول المناسبة؛ ليعود العنابي كما كان ويجعل له الخصوم ألف حساب وان منتخبنا لم ولن يكون صيدا سهلا، وهذا ما نريده ونتمناه فهل من مستجيب؟

copy short url   نسخ
26/12/2024
70