اطلعت على بعض الفيديوهات المتعلقة بجائزة التميز على موقع وزارة التعليم والتعليم العالي، حقيقة ولا أروع من ذلك، كانت ثرية مثرية، متقنة مقنعة، لن أتحدث وأزيد عن روعة العمل وحرفيته وإتقانه والجهد السخي المعمول به، فهذه من مسلمات كل عمل ناجح متميز يقدمه القائمون على جائزة التميز، عودونا على ذلك منذ سنوات خلت، بقيادة الدكتورة حمدة حسن السليطي، الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي، ولكن حديثي يركز على الآثار الإيجابية للمشاركة بجائزة التميز لذوي الإعاقة في الصحة النفسية لذوي الإعاقة بهذه المشاركة وإحساسهم بالتحرر من قيد الإعاقة والقدرة على تحويلها إلى تحد يسهل التغلب عليه، وأنهم قادرون على التنافس والعطاء والمشاركة في المسيرة التنموية.. إن جائزة التميز العلمي أسهمت في استقطاب ذوي الإعاقة واكتشاف قدراتهم وتنميتها وتطويرها من خلال تقديمهم لجائزة التميز، والتوجيهات التي يتلقونها من القائمين عليها. وتهدف جائزة التميز العلمي إلى مساعدة ذوي الإعاقة على التكيف والتأقلم مع الصعوبات التي يعانون منها، أو توجيه اهتمامهم إلى أجواء المنافسات التي تناسب قدراتهم الذهنية، وقد يكون هدفها تفجير الطاقات الكامنة عند هذه الشريحة وتحفيزهم بالمشاركة للحد من الإحساس بالعجز أو عدم الثقة بالنفس والمشاعر السلبية الأخرى التي قد تؤثر بشكل سلبي على تطور قدراتهم وقابلية دمجهم مع أقرانهم في المنافسات المختلفة في المجتمع. وجائزة التميز العلمي يمكن أن نعتبرها أحد المناشط لدمج ذوي الإعاقة في محيطهم مع زملائهم، وتجنبهم الانعزال حيث تشير الدراسات إلى أن مشكلات ذوي الإعاقة الحياتية لا ترجع إلى الإعاقة ذاتها وإنما إلى الطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهم، فالجائزة تساعدهم في عملية التفاعل مع غيرهم أثناء التنافس، مما يتيح لهم فرصة التعرف عن قرب وكثب على أجواء التنافس والتقديم والتنظيم والمقابلات والتحدث مع أعضاء اللجان، وهذا كله بدوره يقوي الشعور بالانتماء والإحساس بالذات، ويعمل على زيادة الإدراك العام ويمد النواحي المعرفية والقدرات العقلية التي تعينهم على أن يمارسوا حياتهم اليومية مثل أقرانهم في التعليم والواقع المعاش، فتصبح صورة المعاق مألوفة بين الناس أنه صاحب همة وعزم وجلد وتميز.
إن دمج ذوي الإعاقة في جائزة التميز العلمي فكرة صائبة ولفتة كريمة، وتعد في نظري من خطوات تحقيق الدمج الحقيقي المتبع بمدارس وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر، بكافة مراحلها، لتفعيل قبول المجتمع لذوي الإعاقة ثم إشراكهم في المنافسات المختلفة، وتسليط الضوء على نجاحاتهم. إن ذوي الإعاقة يحبون أن يشهد المجتمع تميزهم ونجاحاتهم، حالهم كحال أقرانهم، كما يكرهون أن يشاهدوا نظرات الشفقة عليهم. أشكر القائمين على الجائزة في كل فكرة ولفتة ولحظة، إن مشاركة المعاق في جائزة التميز تعني له الكثير، وتشجعه على الاستمرار بأمل وصبر، في النجاح والتميز، رغم كل صعوبات الإعاقة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي