حمد التميميمساء ذات يوم، رجع الرسام العالمي الشهير «بيكاسو» إلى منزله برفقه أحد أصدقائه، ولــمّا فتح الباب فوجئ برؤية أدراج الخزائن محطمة والأثاث في حالة فوضوية يرثى لها، في إشارة واضحة إلى عملية سرقة تمت من قبل مجموعة من اللصوص الذين اقتحموا البيت في غيابه.
وعندما دقّق «بيكاسو» النظر جيداً وأدرك ماهيّة المسروقات في نهاية المطاف، ظهرت على وجهه معالم الاستياء والغضب الشديدين، فسأله صديقه: هل سرقوا شيئاً بذي أهمية؟
رد الفنان «بيكاسو»: كلا... لم يسرقوا سوى أغطية الفراش.
فعاود الصديق سؤاله في دهشة واستغراب: لماذا أنت غاضب إذاً؟
أجاب «بيكاسو» وهو يشعر بأن كبرياءه بوصفه فناناً أصيلاً قد جُرح: أنا غاضب لأن أولئك اللصوص السُّذج الأغبياء لم يسرقوا أي لوحة من لوحاتي!
إن ما أحزن بيكاسو حقيقة هو أن اللصوص تركوا لوحاته القيّمة وسرقوا أشياء تافهة في المقابل، مما اعتبره إجحافاً بحق موهبته الفنية ولوحاته التي تمخّضت عن تجربة طويلة وخبرة أصيلة على يدي فنان يفتخر بما حققه من إنجازات حتى تلك الليلة المشؤومة التي أطلّت عليه لتقضّ مضجعه.
إن أكثر ما يسوء الإنسان المبدع هو عدم تقدير المجتمع لمواهبه وإمكانياته، فكم من كاتب فذّ عبر التاريخ ألقيت كتبه في الشوارع، ولم تقبل دار نشر واحدة خلال حياته إصدار أي من كتاباته أو تقديم أدنى دعم له، وكم من رسام أُهمل فنه خلال حياته ثم باتتلوحاته تُباع بملايين الدولارات بعد وفاته!
لم يكن بيكاسو مهتماً بما سرقه اللصوص، حتى لو سرقوا أمواله وأغلى ما يملك، فلقد شعر نتيجة عدم سرقتهم لأي من لوحاته بأن عمله وموهبته لا تلقى تقديراً واحتراماً، في الوقت الذي سرقوا فيه أشياء تافهة بالنسبة له مقارنة بالفن الذي سخّر حياته كلها من أجل إتقانه والإبداع فيه.
وإن كنت لا تعرف من هو بيكاسو؛ فهو الرسام الإسباني المعروف على نطاق واسع بأنه أهم فنان أنجبه القرن العشرون. ولد في 25 أكتوبر عام 1881م، وهو ابن مدرس فنون، حيث نشأ في برشلونة وأظهر موهبة فنية في سن مبكرة.
وفي أوائل القرن العشرين، انتقل بين فرنسا وإسبانيا قبل أن يستقر أخيراً في باريس عام 1904م، وهناك جرب عدداً من الأساليب الفنية وأنتج أنماطه الأصلية الخاصة به. وعلى عكس العديد من الفنانين، بقي بيكاسو في باريس أثناء الاحتلال الألماني من عام 1946م حتى وفاته، حيث عاش بشكل رئيسي في جنوب فرنسا، واستمر في إنتاج مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأعمال الإبداعية.
وكان بابلو بيكاسو فناناً مبتكراً خلال 92 عاماً قضاها على الأرض. ولم يكن محض رسام ماهر فحسب، بل كان نحاتاً وفنان سيراميك وحفر وكاتباً، شكلت أعماله انطلاقة للفن الحديث والمعاصر على مر العقود.
ومع الشجاعة والثقة بالنفس دون عوائق بسبب التقاليد أو الخوف من النبذ، اتبع بيكاسو رؤيته حيث قادته إلى ابتكارات جديدة في حرفته. وبالمثل، ألهمه سعيه المستمر عن العاطفة طوال حياته لإنشاء عدد لا يحصى من اللوحات والمنحوتات الجميلة التي تضجّ بالحياة.
بيكاسو ليس مجرد رجل عادي، بل كان وسيبقى دائماً أسطورة في نظر الرأي العام، حيث كان وما يزال حتى اليوم تجسيداً للعبقرية في الفن الحديث.
لذلك، فليس من المستغرب أن يغضب بشكل كبير من مجموعة لصوص حمقى لا يقدرون قيمة الفن الأصيل. كذلك حال كل مبدع لا تلقى أعماله الابتكارية استحسان المجتمع ولا تقدير الناس من حوله.
إن في التاريخ قصصاً ودروساً ينبغي أن نتعلم منها كيف نحترم العظماء وندعم المبتكرين ونساند كل مبدع حتى تنهض الحضارات والمجتمعات، فهم عماد التطور وأساس كل تغيير إيجابي، وبقدر اهتمامنا بهم نزداد رقيّاً وتحضّراً.
وعندما دقّق «بيكاسو» النظر جيداً وأدرك ماهيّة المسروقات في نهاية المطاف، ظهرت على وجهه معالم الاستياء والغضب الشديدين، فسأله صديقه: هل سرقوا شيئاً بذي أهمية؟
رد الفنان «بيكاسو»: كلا... لم يسرقوا سوى أغطية الفراش.
فعاود الصديق سؤاله في دهشة واستغراب: لماذا أنت غاضب إذاً؟
أجاب «بيكاسو» وهو يشعر بأن كبرياءه بوصفه فناناً أصيلاً قد جُرح: أنا غاضب لأن أولئك اللصوص السُّذج الأغبياء لم يسرقوا أي لوحة من لوحاتي!
إن ما أحزن بيكاسو حقيقة هو أن اللصوص تركوا لوحاته القيّمة وسرقوا أشياء تافهة في المقابل، مما اعتبره إجحافاً بحق موهبته الفنية ولوحاته التي تمخّضت عن تجربة طويلة وخبرة أصيلة على يدي فنان يفتخر بما حققه من إنجازات حتى تلك الليلة المشؤومة التي أطلّت عليه لتقضّ مضجعه.
إن أكثر ما يسوء الإنسان المبدع هو عدم تقدير المجتمع لمواهبه وإمكانياته، فكم من كاتب فذّ عبر التاريخ ألقيت كتبه في الشوارع، ولم تقبل دار نشر واحدة خلال حياته إصدار أي من كتاباته أو تقديم أدنى دعم له، وكم من رسام أُهمل فنه خلال حياته ثم باتتلوحاته تُباع بملايين الدولارات بعد وفاته!
لم يكن بيكاسو مهتماً بما سرقه اللصوص، حتى لو سرقوا أمواله وأغلى ما يملك، فلقد شعر نتيجة عدم سرقتهم لأي من لوحاته بأن عمله وموهبته لا تلقى تقديراً واحتراماً، في الوقت الذي سرقوا فيه أشياء تافهة بالنسبة له مقارنة بالفن الذي سخّر حياته كلها من أجل إتقانه والإبداع فيه.
وإن كنت لا تعرف من هو بيكاسو؛ فهو الرسام الإسباني المعروف على نطاق واسع بأنه أهم فنان أنجبه القرن العشرون. ولد في 25 أكتوبر عام 1881م، وهو ابن مدرس فنون، حيث نشأ في برشلونة وأظهر موهبة فنية في سن مبكرة.
وفي أوائل القرن العشرين، انتقل بين فرنسا وإسبانيا قبل أن يستقر أخيراً في باريس عام 1904م، وهناك جرب عدداً من الأساليب الفنية وأنتج أنماطه الأصلية الخاصة به. وعلى عكس العديد من الفنانين، بقي بيكاسو في باريس أثناء الاحتلال الألماني من عام 1946م حتى وفاته، حيث عاش بشكل رئيسي في جنوب فرنسا، واستمر في إنتاج مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأعمال الإبداعية.
وكان بابلو بيكاسو فناناً مبتكراً خلال 92 عاماً قضاها على الأرض. ولم يكن محض رسام ماهر فحسب، بل كان نحاتاً وفنان سيراميك وحفر وكاتباً، شكلت أعماله انطلاقة للفن الحديث والمعاصر على مر العقود.
ومع الشجاعة والثقة بالنفس دون عوائق بسبب التقاليد أو الخوف من النبذ، اتبع بيكاسو رؤيته حيث قادته إلى ابتكارات جديدة في حرفته. وبالمثل، ألهمه سعيه المستمر عن العاطفة طوال حياته لإنشاء عدد لا يحصى من اللوحات والمنحوتات الجميلة التي تضجّ بالحياة.
بيكاسو ليس مجرد رجل عادي، بل كان وسيبقى دائماً أسطورة في نظر الرأي العام، حيث كان وما يزال حتى اليوم تجسيداً للعبقرية في الفن الحديث.
لذلك، فليس من المستغرب أن يغضب بشكل كبير من مجموعة لصوص حمقى لا يقدرون قيمة الفن الأصيل. كذلك حال كل مبدع لا تلقى أعماله الابتكارية استحسان المجتمع ولا تقدير الناس من حوله.
إن في التاريخ قصصاً ودروساً ينبغي أن نتعلم منها كيف نحترم العظماء وندعم المبتكرين ونساند كل مبدع حتى تنهض الحضارات والمجتمعات، فهم عماد التطور وأساس كل تغيير إيجابي، وبقدر اهتمامنا بهم نزداد رقيّاً وتحضّراً.