تجاوزت حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة «45» ألف شهيد، كما تجاوز عدد الجرحى «108» آلاف منذ «7» أكتوبر «2023»، مع تواصل عمليات القصف والمجازر والتدمير الذي طال كل شيء.
لقد جاءت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، كما تقول حركة حماس، كاستجابة طبيعية، لمواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، معتبرة أنها كانت بمثابة خطوة طبيعية بهدف التخلص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
لكن الاحتلال لم يتوقف عن اقتحام المسجد الأقصى، وقبل بضعة أيام دخل المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي رحابه مرة أخرى في استفزاز غير مسبوق لملايين الفلسطينيين والمسلمين، وهذا الاقتحام جزء من سلسلة انتهاكات مستمرة يقوم بها الاحتلال ومستعمروه داخل الأقصى، وانتهاك فاضح لقدسيته ولملكية المسلمين الخالصة له، حيث لا تحق لغيرهم ممارسة العبادة فيه، وهذا أمر يقتضي العمل بشكل جاد على إيقافه، والحد منه بشكل كامل وبكل قوة، وهنا تبرز مسؤولية المجتمع الدولي الذي يتعين عليه أن كف يد هذا الاحتلال الذي أصبح يعبث بالأرض والمقدسات دون رقيب، خاصة في ظل هذه الحكومة اليمينية العنصرية التي تدعي في كل زيارة لهذا المتطرف بأن زيارته هذه لا تتعارض مع «الوضع القائم» داخله، وهذا غير صحيح بالمرة، ولا بد من التصدي له بكل الطرق المتاحة.