أوجز حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، موقف قطر من تطورات الأزمة الخليجية، التي تم طي صفحتها في قمة «العلا»، بمداخلة معبرة، عبر حساب سموه الرسمي على موقع «تويتر»، معتبرا أن مشاركته في القمة الخليجية جاءت لرأب الصدع والتطلع نحو مستقبل أفضل للمنطقة.
هذا الإيجاز البليغ، اختصر سياسة قطر عبر عقود، فهي بادرت على الدوام تجاه كل ما من شأنه رص الصفوف وتوحيد الكلمة، وكانت في المقدمة نصرة لقضايا أمتها وشعوبها، بذلت الغالي والنفيس، ولم تنكفئ يوما على ذاتها أو تبخل بتقديم ما يتعين تقديمه، كلما دعت الحاجة في سبيل نهضة أمتنا، وإشاعة أجواء من الأمن والاستقرار.
لم تكن قطر في يوم من الأيام حبيسة مواقف جامدة، تحد من قدرتها على مواكبة التطورات، ولم تفكر يوما في تغليب مصالحها على الهم الجماعي للمنطقة والعالم العربي، وفي هذا الصدد قدمت الكثير عن طيب خاطر، لإيمانها وإدراكها العميقين، بأن مستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها يكون بتكاتفها وتمتين علاقاتها، وتحقيق أكبر قدر من التنسيق فيما بين دولها.
مبادرات قطر ووساطاتها ماثلة للعيان، وآخرها استضافة محادثات السلام الأفغانية، بغرض طي صفحة واحد من أكثر الصراعات تعقيداً في العالم.
دراسة لمركز «يونايتد وورلد إنترناشيونال» الأميركي، أكدت أن دولة قطر أدت دوراً مهماً بالمنطقة، تجلى في حل النزاعات، وتقريب وجهات النظر بعدد من الأزمات والقضايا الدولية، وبذلت جهوداً كبيرة للحد من التوتر، وإعلاء صوت الحوار، لتجنيب المنطقة مزيداً من العنف والفوضى.
هذه هي قطر، وهذا هو نهجها وسياساتها.. عمل دؤوب لحل المشكلات، وإعلاء صوت الحكمة، هذه القاعدة الذهبية مكنتها من النجاح في تبريد العديد من بؤر التوتر، فتحركت بكل ثقة وسط حرائق الخلافات، وكانت بمثابة رجل الإطفاء المخلص الصادق الذي يهمه إخماد النيران وإشاعة أجواء السلام بين المتخاصمين، ومن ثم الانتقال للمرحلة الأخرى، وهي الالتفات للتنمية والازدهار.
في الأزمة الخليجية.. أدركت منذ اليوم الأول أن ما حدث سيعود بالضرر على الجميع، فدعت للحوار وتمسكت بالتفاوض، كوسيلة وحيدة لجمع الكلمة مرة أخرى وتوحيد الصفوف، وفي قمة «العلا» كان الموعد للقاء الجماعي لدول مجلس التعاون، فاستشعرت مسؤوليتها التاريخية في لحظة فارقة، كما أكد صاحب السمو، وبادرت- تلبية لآمال شعوبنا الخليجية- لتحقيق ما عملت من أجله طويلا، وهو رؤية منطقتنا الخليجية عزيزة وقوية وآمنة ومستقرة، ففي ذلك قوة لنا ولجميع الأشقاء.
عندما اجتاح وباء «كوفيد - 19» العالم، كانت قطر في الصفوف الأمامية، ومن أول المبادرين، فنقلت من تقطعت بهم السبل، وأوصلت المساعدات الطبية لمن لم يستطع الوصول إليها، ودعمت إجراء تجارب اللقاحات التي بدأت تؤتي ثمارها، لإيمانها بأن العالم ليس جزرا منعزلة، بقدر ما هو قرية واسعة، تجمعنا معا.
أعود لقمة العلا، ففيها اتفق الجميع على التحديات التي تشهدها المنطقة، فكان أن أعلت المصالح العليا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن القومي العربي، لترسل رسالة إلى العالم أجمع، أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد، إلا أن دول المجلس قادرة، بعد مشيئة الله تعالى، على تجاوز كل ذلك، والعبور بالمنطقة ودولها وشعوبها إلى بر الأمان، كما قال وزير الخارجية السعودي.
ففي هذه القمة لاحظنا حفاوة كبيرة بالوفد القطري، وعلى رأسه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقد تمثل ذلك باللقاء المميز بين سموه والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، منذ اللحظات الأولى في مراسم الاستقبال، حيث تجلت العلاقات التاريخية التي لطالما جمعت شعوبنا ودولنا الخليجية.
وفي بيان «العلا» تأكدت الروابط والعلاقات الوثيقة والراسخة التي قوامها العقيدة الإسلامية والمصير المشترك، وبدا واضحا أن المستقبل لصالح تعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوبنا ودولنا، وترسيخ مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وتحقيق أعلى أوجه التعاون في مختلف المجالات.
وعندما كنا نتابع تلك اللقاءات، كانت صورة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- رحمه الله- ماثلة أمام الجميع، بفضل جهوده التي لم تتوقف في سبيل إعادة اللحمة إلى البيت الخليجي، وهي الجهود التي واصلها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي شهد مع إخوانه ما كان يطمح له الشيخ صباح في حياته.
وجميعنا نتذكر اللفتة المؤثرة لأمير الإنسانية، الشيخ صباح الأحمد، خلال قمة الرياض، في ديسمبر «2018» عندما تفقد علم قطر خلال التقاط الصورة التذكارية لرؤساء الوفود المشاركة، وهي لفتة ستبقى ماثلة في الأذهان طويلا.
بيان «العلا» أكد على ضرورة إعادة العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة، وهو مطلب لطالما دفعت إليه قطر، لذلك لم يكن غريبا على الإطلاق أن تتفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع نتائج هذا اللقاء الأخوي، خاصة من جانب أهل قطر، الذين آمنوا على الدوام بالمصير المشترك، وباللحمة الخليجية التي لا بديل لها.. وتقوية كيان مجلس التعاون الخليجي، وتطوير مؤسساته، وتفعيل أدواته.
لقد رحبت دولة قطر ببيان «العلا»، معتبرة أن هذا اللقاء يأتي في هذه اللحظة الحاسمة، امتدادا لمسيرة العمل المشترك في إطاره الخليجي والعربي والإسلامي، وتغليبا للمصلحة العليا، بما يعزز أواصر الود والتآخي بين الشعوب، مرسخا لمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل.
وقالت «إن هذا البيان يعد مكملا للجهود الرامية والصادقة التي قادها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، والتي استكملها حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت»، مضيفة أنه لا يفوتها أن تثمن أيضا جهود الولايات المتحدة الأميركية المبذولة في تقريب وجهات النظر.
وشددت دولة قطر على أن وحدة الصف الخليجي وإعادة لحمة شعوب المنطقة على قائمة مساعي الدولة، ولطالما كانت أولوية لديها، معربة عن تطلعها إلى تحقيق طموحات الشعوب نحو مزيد من التضامن والنمو والاستقرار.
هذا الموقف لم يكن جديدا، فمنذ اندلاع الأزمة، وكل مواقف قطر تصب في ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الخليجي، وإعادة لحمة شعوب المنطقة، من أجل تحقيق طموحات الشعوب نحو مزيد من التضامن والنمو والاستقرار، وهذا ما نأمل أنه تحقق.
آخر نقطة..
لا شيء أفضل من العلاقات المبنية على التفاهم والانسجام والاحترام، فما يجمع دولنا وشعوبنا أكثر مما يفرقها، والفترة المقبلة في غاية الحساسية، وتحتاج إلى مسح أكبر قدر ممكن من الآثار السلبية، عبر تقديم مبادرات إيجابية فعالة تخدم المنطقة وشعوبها، وقبل ذلك العمل على بناء الثقة التي انهارت في السنوات الثلاث الماضية.. ولا نعتقد مستقبلاً أن خلافا بهذا الحجم سيحدث، إذا التزم الجميع بمعايير العلاقات البروتوكولية التي تحكم الدول، وأهمية التضامن والتآلف بين دول المجلس، طالما كان
القانون هو المرجع الأساس لحل النزاعات..
والاحترام سيد الأحكام.
هذا الإيجاز البليغ، اختصر سياسة قطر عبر عقود، فهي بادرت على الدوام تجاه كل ما من شأنه رص الصفوف وتوحيد الكلمة، وكانت في المقدمة نصرة لقضايا أمتها وشعوبها، بذلت الغالي والنفيس، ولم تنكفئ يوما على ذاتها أو تبخل بتقديم ما يتعين تقديمه، كلما دعت الحاجة في سبيل نهضة أمتنا، وإشاعة أجواء من الأمن والاستقرار.
لم تكن قطر في يوم من الأيام حبيسة مواقف جامدة، تحد من قدرتها على مواكبة التطورات، ولم تفكر يوما في تغليب مصالحها على الهم الجماعي للمنطقة والعالم العربي، وفي هذا الصدد قدمت الكثير عن طيب خاطر، لإيمانها وإدراكها العميقين، بأن مستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها يكون بتكاتفها وتمتين علاقاتها، وتحقيق أكبر قدر من التنسيق فيما بين دولها.
مبادرات قطر ووساطاتها ماثلة للعيان، وآخرها استضافة محادثات السلام الأفغانية، بغرض طي صفحة واحد من أكثر الصراعات تعقيداً في العالم.
دراسة لمركز «يونايتد وورلد إنترناشيونال» الأميركي، أكدت أن دولة قطر أدت دوراً مهماً بالمنطقة، تجلى في حل النزاعات، وتقريب وجهات النظر بعدد من الأزمات والقضايا الدولية، وبذلت جهوداً كبيرة للحد من التوتر، وإعلاء صوت الحوار، لتجنيب المنطقة مزيداً من العنف والفوضى.
هذه هي قطر، وهذا هو نهجها وسياساتها.. عمل دؤوب لحل المشكلات، وإعلاء صوت الحكمة، هذه القاعدة الذهبية مكنتها من النجاح في تبريد العديد من بؤر التوتر، فتحركت بكل ثقة وسط حرائق الخلافات، وكانت بمثابة رجل الإطفاء المخلص الصادق الذي يهمه إخماد النيران وإشاعة أجواء السلام بين المتخاصمين، ومن ثم الانتقال للمرحلة الأخرى، وهي الالتفات للتنمية والازدهار.
في الأزمة الخليجية.. أدركت منذ اليوم الأول أن ما حدث سيعود بالضرر على الجميع، فدعت للحوار وتمسكت بالتفاوض، كوسيلة وحيدة لجمع الكلمة مرة أخرى وتوحيد الصفوف، وفي قمة «العلا» كان الموعد للقاء الجماعي لدول مجلس التعاون، فاستشعرت مسؤوليتها التاريخية في لحظة فارقة، كما أكد صاحب السمو، وبادرت- تلبية لآمال شعوبنا الخليجية- لتحقيق ما عملت من أجله طويلا، وهو رؤية منطقتنا الخليجية عزيزة وقوية وآمنة ومستقرة، ففي ذلك قوة لنا ولجميع الأشقاء.
عندما اجتاح وباء «كوفيد - 19» العالم، كانت قطر في الصفوف الأمامية، ومن أول المبادرين، فنقلت من تقطعت بهم السبل، وأوصلت المساعدات الطبية لمن لم يستطع الوصول إليها، ودعمت إجراء تجارب اللقاحات التي بدأت تؤتي ثمارها، لإيمانها بأن العالم ليس جزرا منعزلة، بقدر ما هو قرية واسعة، تجمعنا معا.
أعود لقمة العلا، ففيها اتفق الجميع على التحديات التي تشهدها المنطقة، فكان أن أعلت المصالح العليا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن القومي العربي، لترسل رسالة إلى العالم أجمع، أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد، إلا أن دول المجلس قادرة، بعد مشيئة الله تعالى، على تجاوز كل ذلك، والعبور بالمنطقة ودولها وشعوبها إلى بر الأمان، كما قال وزير الخارجية السعودي.
ففي هذه القمة لاحظنا حفاوة كبيرة بالوفد القطري، وعلى رأسه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقد تمثل ذلك باللقاء المميز بين سموه والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، منذ اللحظات الأولى في مراسم الاستقبال، حيث تجلت العلاقات التاريخية التي لطالما جمعت شعوبنا ودولنا الخليجية.
وفي بيان «العلا» تأكدت الروابط والعلاقات الوثيقة والراسخة التي قوامها العقيدة الإسلامية والمصير المشترك، وبدا واضحا أن المستقبل لصالح تعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوبنا ودولنا، وترسيخ مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وتحقيق أعلى أوجه التعاون في مختلف المجالات.
وعندما كنا نتابع تلك اللقاءات، كانت صورة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- رحمه الله- ماثلة أمام الجميع، بفضل جهوده التي لم تتوقف في سبيل إعادة اللحمة إلى البيت الخليجي، وهي الجهود التي واصلها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي شهد مع إخوانه ما كان يطمح له الشيخ صباح في حياته.
وجميعنا نتذكر اللفتة المؤثرة لأمير الإنسانية، الشيخ صباح الأحمد، خلال قمة الرياض، في ديسمبر «2018» عندما تفقد علم قطر خلال التقاط الصورة التذكارية لرؤساء الوفود المشاركة، وهي لفتة ستبقى ماثلة في الأذهان طويلا.
بيان «العلا» أكد على ضرورة إعادة العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة، وهو مطلب لطالما دفعت إليه قطر، لذلك لم يكن غريبا على الإطلاق أن تتفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع نتائج هذا اللقاء الأخوي، خاصة من جانب أهل قطر، الذين آمنوا على الدوام بالمصير المشترك، وباللحمة الخليجية التي لا بديل لها.. وتقوية كيان مجلس التعاون الخليجي، وتطوير مؤسساته، وتفعيل أدواته.
لقد رحبت دولة قطر ببيان «العلا»، معتبرة أن هذا اللقاء يأتي في هذه اللحظة الحاسمة، امتدادا لمسيرة العمل المشترك في إطاره الخليجي والعربي والإسلامي، وتغليبا للمصلحة العليا، بما يعزز أواصر الود والتآخي بين الشعوب، مرسخا لمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل.
وقالت «إن هذا البيان يعد مكملا للجهود الرامية والصادقة التي قادها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، والتي استكملها حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت»، مضيفة أنه لا يفوتها أن تثمن أيضا جهود الولايات المتحدة الأميركية المبذولة في تقريب وجهات النظر.
وشددت دولة قطر على أن وحدة الصف الخليجي وإعادة لحمة شعوب المنطقة على قائمة مساعي الدولة، ولطالما كانت أولوية لديها، معربة عن تطلعها إلى تحقيق طموحات الشعوب نحو مزيد من التضامن والنمو والاستقرار.
هذا الموقف لم يكن جديدا، فمنذ اندلاع الأزمة، وكل مواقف قطر تصب في ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الخليجي، وإعادة لحمة شعوب المنطقة، من أجل تحقيق طموحات الشعوب نحو مزيد من التضامن والنمو والاستقرار، وهذا ما نأمل أنه تحقق.
آخر نقطة..
لا شيء أفضل من العلاقات المبنية على التفاهم والانسجام والاحترام، فما يجمع دولنا وشعوبنا أكثر مما يفرقها، والفترة المقبلة في غاية الحساسية، وتحتاج إلى مسح أكبر قدر ممكن من الآثار السلبية، عبر تقديم مبادرات إيجابية فعالة تخدم المنطقة وشعوبها، وقبل ذلك العمل على بناء الثقة التي انهارت في السنوات الثلاث الماضية.. ولا نعتقد مستقبلاً أن خلافا بهذا الحجم سيحدث، إذا التزم الجميع بمعايير العلاقات البروتوكولية التي تحكم الدول، وأهمية التضامن والتآلف بين دول المجلس، طالما كان
القانون هو المرجع الأساس لحل النزاعات..
والاحترام سيد الأحكام.