عقدت رابطة المهندسين السوريين في دولة قطر مؤخرا ندوة «ثقافة البناء واستراتيجية الإعمار»، شارك فيها المهندس عمار حمودة رئيس الرابطة والمهندس خالد نصار وأدارها المهندس خالد عقيل، حيث استعرض فيها رؤية الرابطة ودورها في عملية إعادة إعمار سوريا. وقد أقيمت الندوة في القاعة 15 بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وسط حضور كبير من المهندسين السوريين.رؤية إعادة الإعمار: مسؤولية وطنية وأولوية هندسية

في كلمته، شدد المهندس عمار حمودة رئيس رابطة المهندسين السوريين في دولة قطر على أهمية هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها الشعب السوري بعد التحرير والنصر، قائلاً: «نحن أمام تحديات كبيرة تتطلب تضافر جهود الجميع لإعادة بناء وطن حر ومستقل. سنظل مخلصين لرسالة شهدائنا وسنعمل على بناء سوريا تستحق تضحياتهم».

وأشاد حمودة بالدور المحوري الذي لعبه المهندسون السوريون في قطر، حيث ساهموا في تنفيذ مشاريع ضخمة مثل تحضيرات كأس العالم 2022. وقال: «لقد أثبت المهندس السوري كفاءته العالية وقدرته على التعامل مع أحدث التقنيات، مما ساهم في تطوير مهاراتنا الجماعية والفردية».

نقل الخبرات لسوريا

وأكد حمودة أن الرابطة عازمة على نقل هذه الخبرات المكتسبة إلى سوريا للمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية ومنظومة العمل الهندسي، موضحًا: «علينا العمل على تحديث المواصفات الوطنية لتواكب المعايير العالمية، وضمان تنفيذ مشاريع مستدامة تساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الثقة بالقطاع الهندسي». وتطرق إلى أهمية دعم الابتكار ورواد الأعمال الشباب من خلال بناء حواضن ومسرعات الأعمال، قائلاً: «هذه الحواضن ستوفر بيئة خصبة لتحويل الأفكار إلى مشاريع حقيقية تسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة».

وأكد المهندس حمودة على أهمية تطوير المناهج الدراسية في سوريا بالتعاون مع الكفاءات السورية الموجودة في قطر. وأضاف: «لدينا رصيد علمي كبير يمكننا من إعداد جيل جديد من المهندسين القادرين على قيادة عملية إعادة الإعمار».

شكر وتقدير لدولة قطر

واختتم حمودة كلمته بالتعبير عن امتنان الرابطة لدولة قطر حكومةً وشعبًا، لما قدمته من دعم كبير للشعب السوري، قائلاً: «لن ننسى مبادرات قطر الإنسانية ودورها المتميز في دعم القضية السورية. كما نشكر كتارا على استضافتها لهذه الندوة التي تعكس حرصها على تعزيز الروابط الثقافية والتنموية».

وأكد المهندس حمودة أن المهندسين السوريين سيواصلون العمل بكل جهد وإخلاص لإعادة إعمار وطنهم، مشددًا على أهمية تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لتحقيق النهضة المنشودة لسوريا.

من جهته، استعرض المهندس خالد نصار من خلال عرض مرئي قضية إعادة اعمار سوريا واهمية التوعوية فيها بمختلف ابعادها، والتي تبدأ بالمجتمع والدولة والمدن، حتى يتحقق أهداف الاعمار المستدام والتنمية في سوريا.

وتناول نصار في عرضه، اعمار المدن والتحديات التي تواجهها مثل الحجم الهائل للدمار وتوفير الموازنة الضخمة، مؤكدا أهمية الدور الذي ستقوم به رابطة المهندسين السوريين في دولة قطر في تذليل هذه العقبات، من خلال نقل خبراتهم المتميزة والغنية التي اكتسبتها في قطر والدول الأخرى والاستفادة منها في اعمار سوريا.