تساهم مياه الأمطار ومياه البرك الراكدة في زيادة توالد البعوض في البلاد، بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى مثل التغير المناخي والاحتباس الحراري، وبات من الضروري أن يكون أفراد المجتمع على دراية بكيفية الحد من خطر التعرض للدغات البعوض، بالإضافة إلى الإجراءات اللازمة التي يجب اتخاذها إذا ظهرت عليهم علامات وأعراض حمى الضنك.
وقطر مثلها مثل باقي الدول المجاورة تتميز بظروف مناخية تجعلها مثالية لتكاثر البعوض، حيث تشمل درجات حرارة مرتفعة ورطوبة مستمرة، وهذه العوامل توفر بيئة مثالية لتطوير اليرقات وتكاثر البعوض في المياه الراكدة.
علاوة على ذلك، يمكن لتقلبات الطقس المفاجئة أن تزيد من فرص تكاثر البعوض، لذا يتعين علينا تحديث استراتيجيات مكافحتها باستمرار.
وتنتشر حمى الضنك في المناطق ذات المناخ الاستوائي وشبه الاستوائي في جميع مناطق العالم، وقد لا تظهر الأعراض على معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس حمى الضنك، إلا أن بعض الأفراد المصابين قد يعانون من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا خلال أربعة إلى عشرة أيام بعد تعرضهم للدغة بعوضة مصابة، وقد تشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والألم خلف العينين، وآلام بالجسم، والغثيان، والطفح الجلدي. ويصاب عدد قليل من الأشخاص بحمى الضنك الشديدة مما يتطلب العلاج الطبي، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى دخول المستشفى، وقد ينقل البعوض بعض الأمراض الأخرى مثل الملاريا وفيروس زيكا.
وقالت الدكتورة لمياء السيد طبيبة الاسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الحية الاولية اننا ننصح أي شخص يعاني من هذه الأعراض بزيارة مركز الرعاية الصحية الأولية الذي يتبع له للحصول على الرعاية الطبية اللازمة، ويمكن لأفراد المجتمع الحد من خطر الإصابة بحمى الضنك وغيرها من الأمراض التي ينقلها البعوض من خلال اتخاذ التدابير التي تشمل استخدام الكريم الطارد للبعوض الذي يحتوي على مركب DEET عندما تكون بالأماكن المفتوحة للحد من احتمال التعرض للدغات البعوض، وارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة بحيث تغطي الذراعين والساقين عندما تكون بالأماكن المفتوحة.
كما تشمل التدابير إبقاء النوافذ والأبواب مغلقة قدر الإمكان في المنزل أو استخدام حواجز النوافذ الواقية الشبك لمنع دخول الحشرات وتجنب وجود مياه راكدة في الحاويات الخارجية بالمنزل، بما في ذلك الدلاء وأصص النباتات وأحواض السباحة التي يتم نفخها بالهواء، والتأكد من تغطية جميع خزانات المياه.
وتضيف الدكتورة لمياء السيد:لاحظنا مؤخراً انتشار مكثف للبعوض (الناموس) في منطقتنا العربية مما تأذى منه الكبير والصغير، والسبب هو أن هذه الفترة من كل عام هي فترة تكاثر البعوض أضف على هذا التغيرات المناخية العالمية.
وأوضحت أن أنواع البعوض المنتشر هما كوليكس وأنوفلس، وكوليكس هو الناقل الرئيسي لفيروس غرب النيل وانوفليس ينقل الملاريا.. وأنثى البعوض هي من تقوم باللدغ وليس الذكر، وأنثى البعوض تلدغ لأنها تحتاج أن تتغذى بمكونات دم الإنسان لتصنيع البويضات!
وينجذب البعوض لشخص دون آخر لأسباب عديدة مثل فصيلة الدم، ورائحة عرق الشخص وغاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من أنفاسنا، وأيضاً رقة الجلد والتي تسهل عملية اللدغ لذلك نجده كثيراً في الأطفال والرضع، كما ان البعوض البعوض الاجواء الرطبة والمياه الراكدة والنباتات والروائح العطرية الثقيلة، ويكره البعوض روائح اللافندر واليمون والنعناع.
ويجب أن تستمر عملية اللدغ ست ثواني على الاقل لعمل رد فعل بحيث يستمر تأثير اللدغة من 24-36 ساعة وفي بعض الحالات يستمر الأمر لمدة عشرة أيام.
أما ردة الفعل عند لدغة البعوض فهي احمرار وتورم وحكة شديدة في مكان اللدغة، وفي بعض الاحيان يكون رد الفعل اقوى بحيث ينتشر في كل الجسم وربما يؤدي إلى التهاب خلوي ويستمر تأثير اللدغة 24-37 ساعة واحيانا إلى يمتد إلى 10 أيام ويعتمد ذلك على طبيعة الجسم ودرجه الحساسيه ويختلف من شخص لاخر
ويمكن التعامل مع لدغة البعوض في البداية من خلال غسل مكان اللدغة بالماء والصابون ووضع قطعة ثلج مباشرة على المكان وضرورة استخدام كريمات تحتوي على مضادات الهستامين والكورتيزون لتخفيف الاحساس بالحكة والاحمرار وكذلك استخدام حبوب مضادات الهستامين ومسكنات للألم.
وحول كيفية تجنب لدغات البعوض تقول الدكتورة لمياء السيد انه يمكن ذك من خلال الابتعاد عن الاماكن الرطبة والابتعاد عن المياه الراكدة، وتجنب وضع العطور الثقيلة والتقليل من استخدام البخور فهو ينتج عنه ثاني اكسيد الكربون الجاذب للبعوض، وارتداء ملابس تغطي معظم الجسم وإمكانية استخدام الناموسية عند النوم. وكذلك ننوه بضرورة التنظيف الدوري لخزانات المياه المنزليه كوسيله فعاله للوقاية واستخدام اجهزة طارده للبعوض مثل الاشعة تعتمد على الموجات فوق الصوتية.
