لم تكن مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس الخليج «خليجي 26» على مستوى التطلعات وآمال الجماهير العنابية التي كانت تأمل في أن يخوض ويلعب بطل آسيا أدوارا متقدمة في هذه النسخة لعدة اعتبارات، منها إعادة الثقة والروح للمنتخب بعد نكسة التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وكذلك للدفاع بقوة في هذا المحفل الخليجي بما أن منتخبنا دخل البطولة هو بطل آسيا وكل الأنظار عليه، ولكن العنابي وجهازه الفني واصلا التخبط الذي عاشه المنتخب خلال الأشهر الأخيرة بعدم الاستقرار على تشكيلة معينة، وإشراك لاعبين مكان آخرين كانوا هم الأحق بالتواجد كأساسيين في بعض المباريات، كما أن الاعتماد على المدرب لويس غارسيا ولو لوقت ظرفي أكد أنه ليس بالرجل المناسب لقيادة العنابي فكل هذه العوامل وأخرى ساعدت على خروج العنابي من الدور الأول للبطولة بعد تعادلين أمام الإمارات والكويت وخسارة من المنتخب العماني.
التأخر وعدم الجاهزية
ولو نعود للأحداث التي سبقت التحضيرات لبطولة كأس الخليج الـ26، نجد أن العنابي قد عاش ظروفا صعبة بعد الخسارة بخماسية أمام المنتخب الإماراتي بالجولة السادسة من التصفيات المونديالية، هي الخسارة التي أضاعت الكأس وجعلت رياح التغيير تهب على الكتيبة العنابية على مستوى جهازه الفني برحيل مهندس التتويج بكأس آسيا 2023 الإسباني ماركيز لوبيز وتعيين مساعده لويس غارسيا، ولكن قبل كل هذا طرحت أسماء العديد من المدربين للإشراف على المنتخب لكن لم يحسم في أمرها ليتم اللجوء أخيرا للويس غارسيا قبل أيام من انطلاق البطولة.
ضرر سياسة التدوير
قد يكون لسياسة تدوير اللاعبين الكثير من المنافع في بعض الأحيان، ولكن حتى سلبياتها وأضرارها كبيرة، في حال المبالغة فيها لأنها تفقد المنتخب والفريق هويته وطريقة لعبه، وقد انتهج هذه السياسة بشكل كبير المدرب ماركيز لوبيز الذي اعتمد على 26 لاعبا في بطولة كأس آسيا التي توجنا بها في الدوحة ولم يحافظ على تشكيل معين وتلقى وقتها انتقادات، لكنه أصر على ذلك، وأكمل بنفس الأسلوب في التصفيات المونديالية ليقع الفأس في الراس لأن المنتخب لم يثبت على مستوى معين بسبب كثرة التغيرات على المستوى الدفاعي والوسط وحتى الهجوم، وجاء لويس غارسيا بنفس النهج وخاص المواجهات الـ3 في خليجي 26 بثلاثة تشكيلات مختلفة مما جعل العنابي مستواه متذبذب وغير ثابت.
مرحلة حاسمة وحساسة
يجب على اتحاد الكرة والمسؤولين عن كرتنا ومنتخباتنا الوطنية الجلوس على طاولة واحدة وتقييم الوضع الشامل وما عاشه المنتخب في الآونة الأخيرة من التصفيات المونديالية ووصولا لبطولة كأس الخليج ومحاولة البحث عن الحلول السريعة والناجعة لإنقاذ العنابي قبل انطلاق مرحلة العودة من التصفيات المونديالية شهر مارس المقبل، وتكون البداية بالبحث عن مدرب صاحب كفاءة وخبرة وسبق له العمل في المنطقة الخليجية ولما لا حتى دورينا حتى تكون لديه النظرة الشاملة في اختيار اللاعبين ودخول غمار المنافسات بسرعة كبيرة قبل فوات الأوان لأن الهدف الأسمى هو التأهل لمونديال 2026.
إعطاء الفرصة للشباب
وتبقى المشكلة الأكبر التي يواجهها العنابي وإدارة المنتخبات هو في كيفية تشبيب المنتخب، وإعطاء فرصة للاعبين الشباب من أجل ضخ دماء جديدة على الكتيبة العنابي لأنه من غير المعقول أن يبقى الاعتماد الأساسي على المنتخب الذي حقق كأس آسيا عام 2019، فهذا الجيل قدم ماعليه وبزيادة كما أنه معظم لاعبيه تقدموا في السن ويحتاجون للراحة، أو الاعتماد عليهم كبدلاء بالنظر للخبرة، أما الشيء الأهم في إيجاد البدائل ومنحهم فرصة أكبر، متابعة مشاركتهم مع أنديتهم من أجل كسب المنافسة أكبر، كل هذه المواضيع الشائكة ستكون ورشة عمل كبيرة للمدرب الجديد وكذلك لاتحاد الكرة من أجل عودة العنابي للطريق الصحيح.