الحمام طيور وديعة، لطيفة مسالمة، نشعر بميل نحوها، تشاركنا الزمان والمكان، نلهو معها، نطعمها، نأخذ معها الصور التذكارية والسيلفي، والحمامة جمعها (حمام) و(حمامات) و(حمائم) وجاء ذكر الحمام في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة ولجأ إلى الغار هو وصاحبه، والحمام عاشق مولّه، وغيور ويغازل أنثاه بملاحقتها، وقد ورد ذكره في الشعر العربي في كل مراحله، وورد ذكره في الشعر الجاهلي، وفي شعر المجنون، وجميل بثينة، والعصر الأندلسي، وفي أشعار أبي نواس حينما قال: «أقول وقد ناحت بقربي حمامة، أيا جارتا هل تشعرين بحالي، أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا، تعالي أقاسمك الهموم تعالي» كما ورد ذكر الحمام في العصر الحديث في أشعار أحمد شوقي، وقد ارتبطت الحمامة في الفولكلور الشعبي الخليجي والأغاني الخليجية والطربيات العربية، وقد ارتبطت الحمامة بالأنثى، وقد خوطبت مراراً وتكراراً المرأة الحبيبة بـ (الحمامة) «حمامتي».

والحمامة رمز للشوق، والرفق، والأنس، والإحساس، والحب، كما هو رمز للوحشة والاغتراب والحزن، والقواسم بيننا وبين الحمام كثيرة، وهناك تشابه كبير بين طباع الحمام، وطباع المرأة المعشوقة، الشاهد افرد جناحيك كطائر الحمام واستمتع بالحياة وحلق عالياً، لترى الوجود جميلا كالحمام باتجاه الجمال والمثال، حلق نحو ناطحات السحاب والأبراج والمباني الكبيرة، رؤية المدينة، واستمتع بجمال الطبيعة والجو الخيال.

وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي