+ A
A -
كانت المقاهي الشعبية في الدوحة منتشرة بشكل محدود، هنا وهناك، على الكورنيش ونحوه، يرتادها الناس وكبار السن، ثم ارتادها بقية أفراد الأسرة، للاستمتاع والترفيه عن النفس وتناول الأطعمة المختلفة، بعض تلك المقاهي أغلقت وبعضها مستمر حتى الآن، وكانت تلقى رواجاً وإقبالاً خاصة في الإجازات، ثم انتشرت الكوفيهات بشكل كبير في المناطق والأنحاء والمولات، نظراً لميول الشخصية القطرية والعربية نحو الاجتماعية، وقد شهدت الكوفيهات الجديدة تطوراً كبيراً من ناحية التصميمات، واللمسات والتقديمات، والأطعمة والمشروبات التي تحتويها قائمة الطعام، وحتى نوعية الأحاديث التي تدار فيها، الكوفيهات ملتقى «الربع» و«الأحبة» ويغلب على بعضها النسق الغربي، نعم الجلسة والقعدة في الكوفي يشعرك بمتعة النفس، وإذا كانت الجلسة حلوة والمزاج رايق، فسوف تحلق إلى كبد السماء، وتغوص إلى قاع البحار من الأنس والوناسة، وسوف تعانق الأشجار، وستشعر أنك فارس الكلام، وسوف تسمو فوق عظيم العبارة، وراح «تفضفض» بكل شيء مع من تحب أو «ربعك» أو «أصحابك» في الجلسة، صباح أمس توجهت إلى كافيه جميل في اللؤلؤة قطر، وتناولت الكافيه لاتيه مع السويت اللذيذ المحلى بقليل من الشوكلاته، وكم استمتعت بالجلسة وطعم السويت، وأنا أتناول الطبق اللذيذ، وأشاهد سحر وجمال اللؤلؤة، من باب الشيء بالشيء يذكر لاحظت في بعض الكوفيهات مؤخراً – دون الخوض في التفاصيل والدخول في النوايا - لاحظت في بعض الكوفيهات وجود ما يسمى (بالدروس الخصوصية) تحول عجيب غريب مريب، فكرة إقامة – درس خصوصي - في المقهى أو الكافيه - وتكريس مثل هذه - السابقة - في مجتمعنا أنا شخصياً لا أحبذها ولا أشجعها، لما فيها من عزلة، وقيل وقال، وجلسة مشبوهة، والعيون ترصد، والألسن تتكلم، ويبدو أن الكافيهات متسامحة ما دام الطلبات طالعة نازلة لا تتوقف، وللمستفيد من الدرس الخصوصي ببلاش، سطور حبيت أن تصل إلى من يهمه الأمر، لأن الدرس الخصوصي في الكافيه نراه طقساً غريباً ومستهجناً في بلدنا المحافظ، ولأن المقهى أو الكوفي ما وجد ولا منح الترخيص لمثل هذا العمل، ولأنه ليس مخصصاً للدراسة والاستذكار، وإلى هنا أكتفي، والخير والصواب أن نكف عن هذا الفعل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/01/2021
2170