+ A
A -
يعقوب العبيدلي
جاء في الأثر «أن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس، أقسم وآلى وتعهد على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب». هذه النوعية من البشر هي التي تبشر ولا تنفر، تيسر على الناس ولا تعسر، تفرح -بضم التاء وتسكين الفاء- الناس وتجلب لهم السعادة، الذين يمشون في حوائج الناس، وفي كل خطوة لهم سبعون حسنة، وتكفر عنهم سبعون سيئة، الذين أنعم الله عليهم بالنعم فأعطوا منها المحتاج من الناس، هؤلاء لهم من الحسنات الكثير، ما لم يتبرموا ويملوا، الذين ينفعون الناس، ويشبعون الجوعى، ويفرّجون الكربة، ويقضون الدين عن المدينين، ويمشون في الخير بين الناس، ويغيثون المظلوم، ويفرحون خلق الله بالكلمة والابتسامة والفعل والموقف، ويدخلون السرور والمسرات على المسلمين، ويثرون الناس بالخير، هؤلاء لهم البشرى في الدارين إن شاء الله. جاء في الأثر: «ما أدخل شخص على مؤمن من سرور، إلا خلق الله من ذلك السرور ملكاً يعبد الله تعالى ويوحده، فإذا صار العبد في قبره، أتاه ذلك السرور، فيقول له: أما تعرفني؟ فيرد العبد من أنت؟ فيقول له أنا السرور الذي أدخلتني على فلان، أنا اليوم آنس وحشتك، وألقنك حجتك، وأثبتك بالقول الثابت، وأشهد مشاهدك يوم القيامة، وأشفع لك إلى ربك، وأريك منزلك في الجنة».
من يدخل السرور على المسلمين لا تناله نازلة إلا وتمر عليه مر السحاب لا تدوم، لطف من الله، ومن أدخل السرور إلى قلب مسلم أو أودع سروراً في قلب بشر خلق الله من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة أو محنة أو أزمة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يهونها ويخففها ويطردها عنه. جاء في الأثر: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم»، وفي رواية أخرى: «فسعوهم ببسط الوجه والخلق الحسن»، فرّح تفرح، خفّ على الناس يحبك الناس، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
12/01/2021
2398