+ A
A -
يعقوب العبيدلي
كنت أعاني بعض الأمراض المزمنة، نصحوني بإجراء عملية «تحوير للمسار» قالوا لي العملية بسيطة، أجريت قبل العملية بعض الفحوصات، وكانت الأمور مطمئنة، لا مانع من إجراء العملية، يوم العملية صليت الفجر في المسجد، وتوجهت بسيارتي إلى المستشفى استعداداً لإجراء العملية، كانت عملية كبيرة بتخدير كامل، تجربة سريالية بالنسبة لي، ومروعة في الوقت نفسه، - حتى لا أطيل - أجريت العملية، كان كل شيء على ما يرام، والطاقم الطبي عشرة على عشرة، - جزاهم الله خيراً – نجحت العملية في بدايتها، ثم حصل ووقع ما لم يكن متوقعاً، دخلت في «حيص بيص» وتدهور الوضع فجأة، وتغير إيقاعات العملية، وبدأ الانزعاج على الكادر الطبي وأفراد العائلة، والوقت يمر عصيباً، والعبد الفقير إلى الله يحتاج كميات كبيرة من الدم، واستمرت الحالة الحرجة، ودخلت في تعقيدات لها أول ما لها آخر، ووصلت إلى مرحلة إدخال الأنبوب عن طريق الفم، ودخلت في متاعب معه، ومع الأسلاك والأنابيب، والأجهزة التي وضعت عليّ، ولا أبالغ إن قلت رأيت الموت لولا لطف الله ودعاء الصالحين، وبعد قرابة الأسبوعين بدأت الأمور والوضع الصحي يستقر، الكلام يطول.. ولكن ؟ كانت عزلتي موحشة، لا كلام لا ابتسام لا ضحكة، كل وقتي طريح الفراش، ولحظاتي مرعبة، لا حركة ولا قدرة على تحريك شيء من أعضائي نتيجة كمية التخدير والبنج الذي أشبعوني به حتى لا أشعر بآلام العملية، الشاهد لولا لطف الله ورحمته بي، ودعاء الصالحين الأخيار ودعمهم العاطفي لي لكنت في خبر كان.
لطف الله ودعاء الصالحين هو المنجاة، كن مع الله يكن الله معك، كان معنا -ولله الفضل والمنة – في الكورونا، وفي محنة الحصار، وفي جميع النوازل التي نزلت بنا، والواجب شكر النعم، والصالحين من العباد نعض عليهم بالنواجذ، لأننا سيكون لنا من دعائهم نصيب، لقد تحولت من إنسان مريض إلى شخص يصارع الموت، لولا لطف الله ودعاء الصالحين، والحمد لله على كل حال.
إن لطائف الله كثيرة، عليّ وعلى غيري، على البر والفاجر من عباده، اللهم اجعلنا عند البلاء من الصابرين، وعند النعماء من الشاكرين، جاء في الأثر: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
16/01/2021
2960