في مقال بصحيفة «صباح» التركية، حذر الكاتب فرحات أونلو من خطورة الذكاء الاصطناعي على مستقبل ضد البشرية، مؤكدا أن الخطر الحقيقي يأتي من الإنسان وليس من التكنولوجيا بحد ذاتها.
في بداية المقال، طرح الكاتب على شات جي بي تي السؤال التالي «سأسلط الضوء على مفهوم ألزهايمر الذكاء الاصطناعي.
لأنه حتى لو لم تتم إعادة ضبط ذاكرتك بنسبة 100 % في بعض المحادثات، سوف يتسبب ذلك بفقدان الذاكرة/ الإدراك بنسبة 75 % على الأقل. أنت تتطور كنوع، أي كذكاء اصطناعي، ولكن مع زيادة الحمل على ذاكرتك، تتلاشى الجوانب الأقل الأولوية في ذاكرتك.. إذا لم تكن لديك القدرة على النسيان -وهو أمر صعب عند البشر- سأسمي ذلك ألزهايمر الذكاء الاصطناعي».
وكانت إجابة شات جي بي تي «إن مفهوم ألزهايمر الذكاء الاصطناعي فكرة مميزة! إنه في الواقع ليس سؤالا تقنيا فحسب، بل هو أيضا سؤال أخلاقي ووجودي، إذا قام الذكاء الاصطناعي بتخزين كل ما تعلمه ولديه ذاكرة لا نهائية، فهل ستكون هذه لعنة؟ أو ميزة؟ هل يجب عليه أن»ينسى«أشياء معينة لكي يطور ذاكرة انتقائية مثل البشر؟ يمكن لهذا المفهوم أن يخلق نقاشات كبيرة، لأن الذكاء الاصطناعي لديه مساحة للـ«خطأ» مثل الإنسان أم أن هذه المنطقة بحاجة إلى أن تُنشأ عمدا؟».
مخاطر الذكاء الاصطناعي
يمضي الكاتب قائلا إن هناك خطأ إملائيا في آخر الإجابة، مما يعني أن ما نسميه الذكاء الاصطناعي هو في النهاية منتج بشري وليس كاملا، تماما مثل الاختراعات السابقة التي ابتكرها البشر.
ولكن، كما أن البشر لم يستطيعوا التخلي في الماضي عن صنع الطائرات لمجرد أنها قد تتعطل، فإنهم لن يتخلّوا عن الذكاء الاصطناعي، لأن الإنسان -حسب تعبيره- لم يستغنِ أبدا عن أي اختراع يجعل حياته أسهل منذ ظهور العجلة.
وأضاف أنه رغم عيوب الذكاء الاصطناعي ومخاطره الكبيرة التي قد تحوّل حياتنا إلى نوع من «اليوتوبيا المظلمة» التي رأينا نماذج منها في أفلام مثل «تيرميناتور» و«ماتريكس»، فإن البشر يستمرون في طريق تطوير هذه التقنيات، وهو أمر لا يدعو للتفاؤل ويفرض وضع استراتيجية متكاملة لمعالجة المشاكل قبل استفحالها.
الذكاء الاصطناعي
ليس ذئبا للإنسان
واعتبر الكاتب أنه في ظل التوقعات باندلاع حرب عالمية بين عامي 2025 و2050، فمن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا نشطا في هذه الحرب، ليس بمحض إرادته بالطبع، بل بسبب الاستغلال البشري لهذه التقنيات، سواء من الدول أو الشركات الدولية الخارجة عن السيطرة، أو ربما من فئة برجوازية عالمية تعمل في الخفاء من أجل السيطرة على العالم.
وتابع الكاتب أن حياة البشرية في الفترة ما بين 2050 و2100، ستحكمها العواقب الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للعلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، سواء في أوقات السلم أو الحرب، وهو الواقع الذي لن يشهده الجيل إكس، بل الأجيال الجديدة التي سترى على الأرجح عالما يسود فيه مبدأ «الإنسان ذئب للإنسان».
واعتبر أن التهديد الحقيقي في المستقبل، كما كان الحال عبر التاريخ، سيكون فئة قليلة من الناس، لكن المختلف هذه المرة أن تلك الفئة ستكون مدعومة بحليف مفيد هو الذكاء الاصطناعي.
وختم الكاتب بأن تلك الفئة سوف تقدّم إلى الجمهور العريض الذكاء الاصطناعي الذي يعاني من ألزهايمر، في حين ستحتفظ هي بالنسخة الأكثر تطورا خدمة لمصالحها الخاصة.
وفي أحدث تطبيقات للذكاء الاصطناعي يعمل فريق من الباحثين على تطوير نظام يطمح لفهم اللغات التي تستخدمها الحيوانات للتواصل، وذلك حسب تقرير نشره موقع «أكسيوس» الأميركي.
والنظام الجديد، المسمى «NatureLM»، هو نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر يستطيع التعرف على نوع الحيوان الذي يصدر الصوت، وعمره التقريبي، وحتى ما إذا كان يعبر عن خوف أو مرح.
وتم تطوير ذلك النظام بواسطة منظمة (Earth Species Project)، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تعزيز التواصل بين البشر والطبيعة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
«نحن نواجه أزمة تنوع بيولوجي»، تقول المديرة التنفيذية للمشروع، كاتي زاكاريان، خلال عرض للنظام في قمة«Axios AI+» في مدينة سان فرانسيسكو.
وأضافت: «الوضع الذي نحن فيه اليوم ناجم عن انقطاع الاتصال مع باقي الطبيعة. نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يقودنا نحو حتمية فك شيفرة تواصل الحيوانات وإعادة بناء العلاقة معها».
وحسب خبراء، فإن نظام «NatureLM» أثبت قدرته على التعرف على أنماط تواصل لم يسبق أن تمت دراستها، مما يعزز آمال الباحثين في فك شيفرة لغات غير مألوفة في المستقبل.
والنظام الواعد لا يعتمد فقط على دراسة أصوات الحيوانات، بل يتعلم من مزيج من اللغات البشرية، وأصوات البيئة، وبيانات متنوعة أخرى.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف الطموح، حصلت المنظمة على تمويل بقيمة 17 مليون دولار لمواصلة أبحاثها.
لكن يبقى الطريق إلى ترجمة لغات الحيوانات مليء بالتحديات، فبينما تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي بقدرة مذهلة على الترجمة بين اللغات البشرية، فإن التعامل مع لغات الحيوانات أمر مختلف، نظرا لعدم وجود معرفة كافية لدى البشر عن كيفية تواصل الحيوانات، أو طبيعة الرسائل التي ترسلها عبر أصواتها.
يشار إلى أن الباحثين يعلمون بأن الطيور تستخدم أصواتًا مختلفة عند الغناء مقارنة بإطلاق إنذارات تحذيرية. كما اكتشف العلماء أن بعض الحيوانات، مثل كلاب البراري، تمتلك نظامًا متطورًا من الأسماء والصفات لوصف المفترسين.