+ A
A -
جريدة الوطن

تنظم إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في السابع من يناير المقبل ندوتها الثانية في موسمها الثقافي الثالث لفعاليات «ندوة الأمة» الذي يُنظم تحت شعار: «الفروض الكفائية.. طريق الإصلاح» في محاولة جادة لإحياء فكرة الفروض الكفائية، والمساهمة في إشاعة ثقافتها، والبحث في إمكانية توظيفها والإفادة منها في عملية الإصلاح لما قد يكون من خلل في مفاصل بعض المجالات المهمة في المجتمع، خاصة المجال المعرفي، والاجتماعي، والاقتصادي، والمجال الدعوي.

وأوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية أن الإدارة وهي تحرص على طرح فكرة «الفروض الكفائية» شعاراً لهذا الموسم ومحوراً رئيساً لندواته، إنما تُعبر بذلك عن مدى إدراكها وتقديرها لأهمية هذه الفروض، على مستوى الفكر والفعل، في عملية الإصلاح المنشود للمجالات الحياتية بشكل عام، وعلى مستوى الفرد والمجتمع والأمة بشكل خاص، كما تعبر عن مدى قناعتها بأن الفروض الكفائية أصبحت في عالم اليوم ضرورة وحاجة ملحة، لا يمكن تجاوزها، في ظل الانفجار المعرفي والمعلوماتي المتسارع الخطى.

وقال: إن الندوة الثانية، التي سوف تعقد في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، بعد صلاة العشاء مباشرة، تهتم بالبحث في مشكلات المجال «الاجتماعي»، وتناقش إمكانية الإفادة من الفروض الكفائية في هذا المجال وتوظيفها لتكون سبيلاً فاعلاً من سبل الإصلاح، وذلك بمشاركة نخبة من أساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، تضم: الدكتور تركي عبيد المري، أستاذ الفقه وأصوله، والدكتور عبد السلام مقبل المجيدي، أستاذ الدراسات القرآنية، والدكتور يوسف أحمد عاشير الأستاذ المساعد بقسم الفقه.

وأضاف أن الندوة تطرح الموضوع من خلال ثلاثة محاور رئيسة، ففي المحور الأول يتم طرح فكرة أن «الفروض الكفائية» هي بالأصل: «تكاليفٌ شرعية.. وواجباتٌ اجتماعية»، وذلك بالبحث والنظر في ثلاث أفكار فرعية، الأولى تتمحور حول حدود «التكليف».. وأبعاد «الواجب»، والثانية تبحث العلاقة بين «الواجبات الاجتماعية.. والمصالح العامة»، بينما تناقش الثالثة أطروحة أن «الفروض الكفائية.. عماد البنية التحتية للمجتمع». .ويناقش المحور الرئيس الثاني الحال الذي عليه مؤسسات العمل الاجتماعي، وما يمكن أن يكون قد أصابها من خلل، وإمكانية إصلاحها بواسطة الفروض الكفائية، وذلك من خلال ثلاث أفكار فرعية، تهتم الأولى بالجمعيات الخيرية والنظر إليها كواحدة من أهم أوعية الاستيعاب لفكرة «الفروض الكفائية»، وتهتم الثانية بمبدأ تقسيم العمل واعتباره شرطاً للفعل وضرورة للإتقان، والثالثة محاولة لرسم ملامح الطريق إلى جعل «الفروض الكفائية» سبيلاً للإصلاح الاجتماعي.

أما المحور الرئيس الثالث فيتم من خلاله طرح رؤية مستقبلية حول إمكانية تفعيل «الفروض الكفائية» من أجل تحقيق أهداف التنمية المجتمعية والحفاظ على المصالح العامة للناس.

الجدير بالذكر أن الندوة الأولى، التي عُقدت في أكتوبر2024م، اهتمت بالبحث في إمكانية الإفادة من الفروض الكفائية في عملية الإصلاح في المجال «المعرفي»، من خلال ثلاثة محاور رئيسة، تناول الأول موقع «الفروض الكفائية.. في معرفة الوحي»، في محاولة للتأسيس والتأصيل لمفهوم هذه الفروض، وفي الوقت نفسه يبين مفهوم «النفرة» في معرفة الوحي؛ لصلته الوثيقة بمفهوم «الفروض الكفائية»، ومن ثمّ البحث في إمكانية توظيفها كأداة للتسخير والتعمير.

وناقش المحور الثاني: «أبعاد الخلل المعرفي.. وضرورة الإصلاح» حيث تم البحث في أسباب غياب «الفروض الكفائية» في المجال المعرفي بشكل عام، والخلل المعرفي في المناهج والمؤسسات، بشكل خاص، ومن ثمّ تأكيد فكرة أن هذه الفروض هي السبيل للإصلاح المعرفي.

وطرح المحور الثالث رؤية مستقبلية، نظرت في مستقبل «الفروض الكفائية» كسبيل للتحول والارتقاء.

copy short url   نسخ
31/12/2024
5