يعقوب العبيدلي
حديقة الخور رائعة جاذبة، تنظيماً وإدارة، شكلاً ومضموناً، ممتعة وماتعة، وتحتاج منك زيارة، أعشق الحدائق والمحميات، وعالم الحيوان في الواقع والتلفاز، وأحب منطقة الخور كحبي وتقديري لأهلها الكرام، حديقة الخور فيها السعادة والأنس والإثارة، خاصة وأنت تشاهد طائر الطاووس عن قرب، أجمل الطيور بلا منافس، فجماله وروعته وألوانه وشكل ذيله، يجعله الأجمل على الإطلاق، ويدفعك أن تقول الله الله على جماله وروعته، وهو يقوم بعروضه المذهلة وفرد ريشه الرائع الخاص به في وصلة مغازلة وتودد لأنثاه أثناء موسم التكاثر، والبرد ما يرحم، الطاووس من الطيور الاجتماعية التي تحب العيش بسلام، ويبدأ موسم تزاوجها هذه الأيام في هذه الفترة تقريباً، حيث يبدأ ذكر الطاووس بمغازلة الأنثى عن طريق نشر ذيله أمام الأنثى متفاخرًا به، ويقوم بالاستعراض بذيله أمامها، ويكون ذلك الوضع بعد اكتمال نمو الذكر وبلوغه واكتمال ذيله، وذلك يحدث بعد بلوغه سن الثلاث سنوات، ويقول أهل الخبرة في عالم الطيور إن إناث الطاووس تفضل التزاوج مع الذكور الأكثر إثارة للإعجاب، الذين يظهرون أكبر عدد من بقع العين في ذيولهم، فأثناء المغازلة ينشر ذكر الطاووس ريش الذيل المليء ببقع العين ويجعله يرتعش لجذب الأنثى، وغالبا ما يميل الذكر نحو الأنثى التي تميل إليه، ويتأرجح حولها بعرض، ويتبع العرض أصوات صاخبة جدًا.
وإذا أعجبت الأنثى بذكر الطاووس فإنها تنضم إلى مجموعة الإناث الخاصة به، وهن كثر، لأن أنثى الطاووس تؤمن بالتعدد، وتؤيده وتباركه، لأنها تعرف أن من حق طاووسها التعدد، لا الاكتفاء بواحدة، ويقال إن الذكور الذين لديهم أكبر بقع العين في ذيولهم، يكونون أكثر الذكور صحة، وقوة، وقدرة، وأكثرهم بقاء على قيد الحياة، أين أختنا حواء من أنثى الطاووس صاحب الذيل المتلألئ، التي لا تتعدى عليه، ولا توبخه، ولا تنعته بصفات لا تليق بمكانته المرموقة، ولا تليق بتاريخه، أصلحكن الله وعافاكن، تعلمن من أنثى الطاووس، لا توصدن باباً من أبواب الأجر عليكن، أكرمن طاووسكن، غازليه، احتويه، عاونيه، وشدي من أزره، ليغض طرفه، واستري عيبه، وكفي عن الغيرة غير المنطقية معه وضده، ما المانع أن يعيش معك، ومع الثانية، والثالثة، والرابعة، حياة سوية، يستفيد منكم المجتمع، ودينكم وأمتكم، أنثى الطاووس تتكيف مع كل الأوضاع، تكيفي واصبري، اصبري بثقة تؤجري، لأن من طبع حواء الوفاء والتضحية وإنكار الذات، واعلمي أن الدنيا امتحان وبلاء، وعليك بالهدوء والصبر حتى لا تتكدري، كوني على وفاق مع طاووسك، عيشي بسعادة معه، استشعري السعادة، تكيفي مع الوضع الجديد، تصالحي معه، أخرسي كل الألسن، وأغمضي كل العيون، واعلمي أن الحياة الدنيا بزينتها وابتلاءاتها فتنة، وأن الله عنده أجر عظيم، وعلى الخير والمحبة نلتقي.