جاء رجلٌ إلى أبي ذرٍّ، وسأله عن الإيمان، فقرأ عليه أبو ذرٍّ قول الله تعالى: «لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَ?كِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى? وَالْيَتَامَى? وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَ?ئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ»
فقال الرَّجلُ: ليسَ على البرِّ سألتك!
فقال له أبو ذرٍّ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه، فقرأ عليه كما قرأتُ عليكَ، فقال له الذي قلتَ لي، فلما أبى أن يرضى، قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أُدْنُ مني!
فلما دنا منه، قال له: إنَّ المؤمن إذا عمل الحسنة سرَّته، ورجا ثوابها، وإذا عملَ السَّيئة ساءته، وخاف عقابها!
إذا سرَّتكَ حسنتُكَ، فأنتَ مؤمن!
الدنيا مزرعة الآخرة، ونحن نزرع فيها، والحصاد غداً حين نُقبلُ على الله تعالى، والمؤمن هو الذي إذا بذرَ بذرة خير في الدنيا، وجد سعادة في نفسه، وراحةً في قلبه، يعلمُ يقيناً أنه أراد بهذه الحسنة وجه الله تعالى، وأنه لاقيه لا محالة، وأنه لا أحد أوفى من الله، وأنه سيحسِنَ له الجزاء
وإذا ساءتكَ سيئتكَ فأنتَ مؤمن!
كلنا ذو خطأ، ولو كان للذنوب رائحة ما جالس أحدٌ أحداً، فسبحان من ستر منا ما نكره أن يراه الناس، ونشر لنا ما نحبُّ أن يراه الناس! يقعُ الذَّنبُ من المؤمن، فتجده يحزن، وينكسر قلبه، فيسارع على الفور بالعودة إلى الله، صلاةً، واستغفاراً، وصدقةً، وقيام ليل، ودمعة صادقة!
ولكن الخوف كل الخوف على من اقترفَ السَّيئة فلم يحزن، وعلى من عصى فظنَّ حلم الله عليه عجزاً، وعلى من فجرَ فسُتِر، فتمادى بدل أن يتوب!
يقول الدكتور محمد رجب: يا بُنيَّ، ليس أضرُّ ذنبك أوله ولا آخره، ولا دِقَّه أو جلهُّ، وإنما مقتلُكَ عند أول ذنبٍ لم تتوجع له نفسكَ، ولم يستوحش منه قلبك، بل ألِفه واعتاده، ولم تجد فيه تلك الكسرة التي تحملكَ على التوبة! يا بُنيَّ لو أحسنَّا التفتيش في أيامنا لاستخرجنا ذنوباً كثيرة قد صارتْ من عادات الحياة، فما عادتْ تنتبه لحرمتها القلوب!
يا بُنيَّ: إنما أضرُّ ذنبٍ ما خدَّركَ!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال الرَّجلُ: ليسَ على البرِّ سألتك!
فقال له أبو ذرٍّ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه، فقرأ عليه كما قرأتُ عليكَ، فقال له الذي قلتَ لي، فلما أبى أن يرضى، قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أُدْنُ مني!
فلما دنا منه، قال له: إنَّ المؤمن إذا عمل الحسنة سرَّته، ورجا ثوابها، وإذا عملَ السَّيئة ساءته، وخاف عقابها!
إذا سرَّتكَ حسنتُكَ، فأنتَ مؤمن!
الدنيا مزرعة الآخرة، ونحن نزرع فيها، والحصاد غداً حين نُقبلُ على الله تعالى، والمؤمن هو الذي إذا بذرَ بذرة خير في الدنيا، وجد سعادة في نفسه، وراحةً في قلبه، يعلمُ يقيناً أنه أراد بهذه الحسنة وجه الله تعالى، وأنه لاقيه لا محالة، وأنه لا أحد أوفى من الله، وأنه سيحسِنَ له الجزاء
وإذا ساءتكَ سيئتكَ فأنتَ مؤمن!
كلنا ذو خطأ، ولو كان للذنوب رائحة ما جالس أحدٌ أحداً، فسبحان من ستر منا ما نكره أن يراه الناس، ونشر لنا ما نحبُّ أن يراه الناس! يقعُ الذَّنبُ من المؤمن، فتجده يحزن، وينكسر قلبه، فيسارع على الفور بالعودة إلى الله، صلاةً، واستغفاراً، وصدقةً، وقيام ليل، ودمعة صادقة!
ولكن الخوف كل الخوف على من اقترفَ السَّيئة فلم يحزن، وعلى من عصى فظنَّ حلم الله عليه عجزاً، وعلى من فجرَ فسُتِر، فتمادى بدل أن يتوب!
يقول الدكتور محمد رجب: يا بُنيَّ، ليس أضرُّ ذنبك أوله ولا آخره، ولا دِقَّه أو جلهُّ، وإنما مقتلُكَ عند أول ذنبٍ لم تتوجع له نفسكَ، ولم يستوحش منه قلبك، بل ألِفه واعتاده، ولم تجد فيه تلك الكسرة التي تحملكَ على التوبة! يا بُنيَّ لو أحسنَّا التفتيش في أيامنا لاستخرجنا ذنوباً كثيرة قد صارتْ من عادات الحياة، فما عادتْ تنتبه لحرمتها القلوب!
يا بُنيَّ: إنما أضرُّ ذنبٍ ما خدَّركَ!بقلم: أدهم شرقاوي