مهنا الحبيل
باحث عربي مستقل
مدير المركز الكندي للاستشارات الفكرية
طرح د. جاسم المطوع رأياً مهماً في التحديات الثقافية للشباب، وكونه وهو في هذا الموقع والخبرة يشير لهذا التحذير بصراحة، يعني أن الأمر أضحى مشهوداً ومرصوداً، ولقد حدد هذه المخاطر الثقافية في ثلاثة عقائد فكرية، تُصدّر عبر هذه القوى المتنفذة في عالم الميديا، والمرجعية الثقافية المنحازة في العالم الحديث.
وهي الإلحاد والمثلية وتقنين المخدرات، أي السماح بمقدار منه، وهو الذي بُدئ به قبل سنوات في دول غربية، وأصبح ينتشر فيها وفي أميركا الشمالية، وشرّع لدينا في كندا مؤخراً، بمعنى أن الشاب يتعاطى هذا القدر من المخدرات المهلكة، تحت تشريع قانوني، وباسم أن ذلك مجرد مقدارٍ محدود، يباح له بناء على الحرية الفردية، التي تحددها النزوة والشهوة، وليس القيم والأخلاق، ونقصد بالقيم هنا أخلاق الإنسانية الكبرى.
هذا المدخل مهم جداً وسنعود إليه، في تحديد معيارية الحرية الفردية، مع المصلحة الإنسانية للذات وللمجتمع معاً، إذ أن هذه القاعدة هي الجامع المشترك لكل القضايا الثلاث التي حددها، د. جاسم المطوع.
لكن عرضي هنا ينطلق من الرسالة العقلية، التي نحتاج أن تعبر عبرها الأفكار، لدى الوالدين، ولدى الشاب معاً، باعتبار أن تحديد السيئ والجيد من الأفكار التي ترد علينا، وبالتالي الوقاية من السيئ، يقوم على قناعة الشاب وفهم الأسرة، وليس العسف أو التعنيف، وحتى القوانين الضرورية للتشريعات الأخلاقية، فهي لن تستطيع أن توقف كل نتائج هذه المحفزات المنتشرة، والتي يعاد تسويقها على المنطقة العربية، باسم الحرية الفردية للشباب العربي، المحروم من متعه وحقوقه.
إننا هنا نحتاج أن نوضح للضرورة، أن التفكر العقلي والأخلاقي المطلوب، الذي نرجو أن يكون فاعلاً في ضمير الشباب، لا ينطلق من التهوين ولا القبول فضلاً عن التزكية، لواقع المجتمعات العربية، في التعامل مع المرأة أو الطفل أو مع حريات الشباب المختارة، التي تختلف بين جيل وجيل، وإنما في فهم المآل النهائي، لحياة الفرد والشباب على الخصوص.
ولذلك أول قاعدة نوصي بها الجميع، هي أهمية بقاء الثقة وجدار الحب والتضامن بين الوالدين وأبنائهم، وتقدير مساحة الاختلاف وخاصة في لحظة الانعطاف الفكري الشرسة للشباب، فهذه الفطرة الربانية الرحمانية، ستظل تهتف في وجدان الشباب وأهليهم، ولا يُقاس على الشاذ في نبذ بنيه أو جحودهم، ولا الجحود السلوكي المتوحش ضد الأبوين.
إن هدأة البال هنا أمام الشاب أو الشابة، تقفز عند مسارين يُتأمل فيهما جيداً، مسار متأثر بهذه الدعوات، وانطلق اليها في وطنه وانعزل عن والديه، أو هاجر لأجلها، وتحصّل على مقدار من الشو الإعلامي، وليس كل الشباب المهاجر بنفس المستوى، كلا.. لا نقصد ذلك.
لكننا نرصد حالات التحفيز الثوري ضد استقرار الشباب، في مجتمعاتهم وأهليهم، بغض النظر عن القصور أو الجناية التي تمارسها حكومات، أو مؤسسات اجتماعية في الخليج العربي أو خارجه، فنحن نتحدث عن الفرد الشاب والحياة والأسرة، ونطرح هذا السؤال: لماذا كان عليّ (كشاب أو شابة) أن أهاجر وأنبذ أسرتي، تحت ضغط هذه الثقافة الغربية الحديثة؟
هل الوصول في أوج عمر الشباب والجمال إلى منصة إعلام سريعة الانتشار، تركز على التعري من اللباس أو من السلوك المحتشم، وتهتم كثيراً بإدانة المجتمع العربي المسلم، وليس معالجة العنف ضد المرأة ولا الحق الرشيد في التعبير، ولكن تقليد آخر نسخ السلوكيات الليبرالية المتطرفة، والتي لا تقبل بها حتى بعض الأسر الليبرالية في الغرب، هل الوصول إلى هذه المحطات لحياة الشباب أو الشابة الشخصية، هو مكسب في فهم الحصيلة الأخيرة؟
أم أن من حق الشباب، في الصفحة الأخرى من الظاهرة إعادة التأمل؟ وهنا نقطة نظام، فلا يلزم من هذا التأمل أن يكون الشاب موافقاً لواقع المجتمع، ولا ألا يكون لديه منظومة مطالب حقوقية اجتماعية ولا نضالات وطنية، فهذا من حقه، ولسنا هنا نفرض نسخاً ثقافية، وإنما نطرح تساؤلا.. لماذا يُقر الإنسان للغرب في هذه الثلاثية، ويحج لها الشاب وهي لا تخضع لمعيار إنساني لحياتهم ومصالحهم؟
للحديث بقية
باحث عربي مستقل
مدير المركز الكندي للاستشارات الفكرية
طرح د. جاسم المطوع رأياً مهماً في التحديات الثقافية للشباب، وكونه وهو في هذا الموقع والخبرة يشير لهذا التحذير بصراحة، يعني أن الأمر أضحى مشهوداً ومرصوداً، ولقد حدد هذه المخاطر الثقافية في ثلاثة عقائد فكرية، تُصدّر عبر هذه القوى المتنفذة في عالم الميديا، والمرجعية الثقافية المنحازة في العالم الحديث.
وهي الإلحاد والمثلية وتقنين المخدرات، أي السماح بمقدار منه، وهو الذي بُدئ به قبل سنوات في دول غربية، وأصبح ينتشر فيها وفي أميركا الشمالية، وشرّع لدينا في كندا مؤخراً، بمعنى أن الشاب يتعاطى هذا القدر من المخدرات المهلكة، تحت تشريع قانوني، وباسم أن ذلك مجرد مقدارٍ محدود، يباح له بناء على الحرية الفردية، التي تحددها النزوة والشهوة، وليس القيم والأخلاق، ونقصد بالقيم هنا أخلاق الإنسانية الكبرى.
هذا المدخل مهم جداً وسنعود إليه، في تحديد معيارية الحرية الفردية، مع المصلحة الإنسانية للذات وللمجتمع معاً، إذ أن هذه القاعدة هي الجامع المشترك لكل القضايا الثلاث التي حددها، د. جاسم المطوع.
لكن عرضي هنا ينطلق من الرسالة العقلية، التي نحتاج أن تعبر عبرها الأفكار، لدى الوالدين، ولدى الشاب معاً، باعتبار أن تحديد السيئ والجيد من الأفكار التي ترد علينا، وبالتالي الوقاية من السيئ، يقوم على قناعة الشاب وفهم الأسرة، وليس العسف أو التعنيف، وحتى القوانين الضرورية للتشريعات الأخلاقية، فهي لن تستطيع أن توقف كل نتائج هذه المحفزات المنتشرة، والتي يعاد تسويقها على المنطقة العربية، باسم الحرية الفردية للشباب العربي، المحروم من متعه وحقوقه.
إننا هنا نحتاج أن نوضح للضرورة، أن التفكر العقلي والأخلاقي المطلوب، الذي نرجو أن يكون فاعلاً في ضمير الشباب، لا ينطلق من التهوين ولا القبول فضلاً عن التزكية، لواقع المجتمعات العربية، في التعامل مع المرأة أو الطفل أو مع حريات الشباب المختارة، التي تختلف بين جيل وجيل، وإنما في فهم المآل النهائي، لحياة الفرد والشباب على الخصوص.
ولذلك أول قاعدة نوصي بها الجميع، هي أهمية بقاء الثقة وجدار الحب والتضامن بين الوالدين وأبنائهم، وتقدير مساحة الاختلاف وخاصة في لحظة الانعطاف الفكري الشرسة للشباب، فهذه الفطرة الربانية الرحمانية، ستظل تهتف في وجدان الشباب وأهليهم، ولا يُقاس على الشاذ في نبذ بنيه أو جحودهم، ولا الجحود السلوكي المتوحش ضد الأبوين.
إن هدأة البال هنا أمام الشاب أو الشابة، تقفز عند مسارين يُتأمل فيهما جيداً، مسار متأثر بهذه الدعوات، وانطلق اليها في وطنه وانعزل عن والديه، أو هاجر لأجلها، وتحصّل على مقدار من الشو الإعلامي، وليس كل الشباب المهاجر بنفس المستوى، كلا.. لا نقصد ذلك.
لكننا نرصد حالات التحفيز الثوري ضد استقرار الشباب، في مجتمعاتهم وأهليهم، بغض النظر عن القصور أو الجناية التي تمارسها حكومات، أو مؤسسات اجتماعية في الخليج العربي أو خارجه، فنحن نتحدث عن الفرد الشاب والحياة والأسرة، ونطرح هذا السؤال: لماذا كان عليّ (كشاب أو شابة) أن أهاجر وأنبذ أسرتي، تحت ضغط هذه الثقافة الغربية الحديثة؟
هل الوصول في أوج عمر الشباب والجمال إلى منصة إعلام سريعة الانتشار، تركز على التعري من اللباس أو من السلوك المحتشم، وتهتم كثيراً بإدانة المجتمع العربي المسلم، وليس معالجة العنف ضد المرأة ولا الحق الرشيد في التعبير، ولكن تقليد آخر نسخ السلوكيات الليبرالية المتطرفة، والتي لا تقبل بها حتى بعض الأسر الليبرالية في الغرب، هل الوصول إلى هذه المحطات لحياة الشباب أو الشابة الشخصية، هو مكسب في فهم الحصيلة الأخيرة؟
أم أن من حق الشباب، في الصفحة الأخرى من الظاهرة إعادة التأمل؟ وهنا نقطة نظام، فلا يلزم من هذا التأمل أن يكون الشاب موافقاً لواقع المجتمع، ولا ألا يكون لديه منظومة مطالب حقوقية اجتماعية ولا نضالات وطنية، فهذا من حقه، ولسنا هنا نفرض نسخاً ثقافية، وإنما نطرح تساؤلا.. لماذا يُقر الإنسان للغرب في هذه الثلاثية، ويحج لها الشاب وهي لا تخضع لمعيار إنساني لحياتهم ومصالحهم؟
للحديث بقية