+ A
A -
جريدة الوطن

يُولي العالم ممثلًا بمنظمة الصحة العالمية (WHO) واليونسكو اهتمامًا كبيرًا لتعزيز ورفع معدلات الرضاعة الطبيعية في العالم، وذلك لما تحمله من فوائد للأم والطفل على حد سواء. فقد تم الإعلان عن اعتماد السبعة أيام الأولى من شهر أغسطس من كل عام كأسبوع عالمي لدعم الرضاعة الطبيعية. وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) فقد ارتفع معدل الرضاعة الطبيعية عالميًا في عام 2023 بمقدار 10 بالمائة عن السنوات السابقة.

وفي هذا الجانب يقول الدكتور نزار حداد طبيب الأسرة في مركز مسيمير الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إن دولة قطر استحدثت على المستوى المحلي قانونًا في عام 2004 يمنح الأم ساعة رضاعة خلال ساعات العمل، ولمدة عام من تاريخ الولادة. كما يكفل القانون حق المرأة في إرضاع طفلها في مكان العمل بهدف دعم الرضاعة الطبيعة للمرأه العاملة، كما قامت مؤسسة الرعاية الأولية وبالتعاون مع مؤسسة حمد ومستشفى سدرة وعلى مدى سنوات بأنشطة وفعاليات ومشاريع عدة كتوفير أماكن مخصصة في الدوائر والمؤسسات وفي مختلف أنحاء البلاد لمنح الأم الإمكانية والخصوصية لتقديم الرضاعة الطبيعية للطفل، هذا وغيره الكثير مما كان يهدف إلى تعزيز الثقافة الصحية والتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية، والذي أسفر في النهاية إلى رفع معدلات الرضاعة الطبيعية في دولة قطر.وتتوجت هذه الجهود بحصول مؤسسة الرعاية الاولية على شهادة «التحالف العالمي لتشجيع الرضاعة الطبيعية» (وابا).

ويضيف الدكتور نزار: سألقي الضوء في هذا المقال على بعض فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل والأم على حد سواء وذلك تعزيزًا لثقافة الرضاعة الطبيعية وتوضيحًا لأسباب هذا الاهتمام الجلل:

فكبادئة يعد حليب الأم هو المغذي المتكامل والأكمل للطفل. فمهما بلغت تكنولوجيا الحليب الصناعي وتعددت مكوناته وتنوعت فلن يكون أبدًا بكمال حليب الأم للطفل، كما أنه ليس فقط متميزًا في تكامله كغذاء، بل يتميز أيضًا بسهولة الهضم وسرعة الامتصاص مما يسهم في تحفيز جسد وعقل الرضيع على النمو والتطور. ولا تقتصر وظيفة حليب الأم على الغذاء فقط، بل هو يحتوي أيضًا على أجسام مضادة تفرزها الأم في الحليب تعزز بها مناعة رضيعها وتقيه بها من الأمراض المعدية ومن الأمراض التحسسية كذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن وأمراض الجهاز الهضمي.

ويجب ألا نغفل عن ذكر فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والابن لاحقًا في مراحل الحياة، فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا الرضاعة الطبيعية وهم أطفال رضع كانوا أقل عرضة للإصابة لاحقًا في حياتهم بالسمنة، ومرض السكري، والانسداد المزمن للقصبات الهوائية والربو، كما أن النساء المرضعات كنّ أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان المبايض وأيضًا هشاشة العظام.

كما تقوم الرضاعة الطبيعية بتعزيز وتوثيق العلاقة والحميمية بين الأم والطفل وذلك من خلال التلامس الجسدي والتواصل العيني بين الأم والطفل خلال فترة الرضاعة.

كما تقوم الرضاعة الطبيعية بموازنة الشهية عند الأطفال الرضع، وتنظيم كميات ومدة الرضاعة.

وعلى مستوى الأم، أثبتت الدراسات أن الأم المرضعة تتعافى أسرع من مشاكل ومضاعفات الولادة مثل النزيف وانقباضات الرحم، كما ثبت أنها أقل عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة بسبب التوازن الهرموني الذي تصنعه الرضاعة الطبيعية في جسم الأم.

أما على الجانب الاقتصادي فلا يوجد لحليب الأم منافس، فحليب الأم مجاني، دائمًا متوفر ودائمًا جاهز للاستهلاك، ودائمًا على درجة الحرارة المطلوبة وعلى أعلى درجات التعقيم.

ويضيف الدكتور نزار حداد: وما هذه المنافع إلا غيث من فيض منافع الرضاعة الطبيعية، وبرغم هذه المنافع والجهود المبذولة والنتائج المحصودة والمرجوة مستقبلًا، يبقى هدف زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية هدفًا مرجوًا تهون فداه المصاعب والمعوقات لما له من محاسن وفوائد. وأود هنا أن أُذكر دائمًا أننا في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في موجودون دائمًا لخدمتكم وللإجابة على استفساراتكم، فربما نكون لكم يد عون في تذليل الصعوبات والمعوقات لإتمام الرضاعة الطبيعية، لتحظوا أنتم وطفلكم بأفضل رعاية وأحسن نتائج مرجوة.

copy short url   نسخ
01/01/2025
90