+ A
A -
سري القدوة كاتب فلسطيني

حرب الإبادة الجماعية وعدوان الاحتلال على قطاع غزة وبعد 453 يوما عاشها أهل القطاع في مواجهة يومية مع آلة قتل لا تتوقف، قد وصلت إلى أبشع مراحلها بموت الأطفال تجمدا والكوادر الطبية حرقا وإحراق خيام النازحين ونهش الكلاب لجثث الشهداء بين الركام المتناثر في شوارع وأزقة قطاع غزة في مشهد مرعب لا يمكن للعقل البشري استيعابه على الإطلاق.

وبسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة، استشهد الرضيع السابع من البرد خلال أقل من أسبوع، وتدهور حال بعض الأطفال الرضع جراء البرد في خيام النازحين بدير البلح وسط القطاع.

وتواصل قوات الاحتلال شن مئات الغارات، والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90 % من السكان.

جرائم الحرب التي ارتكبتها ولا زالت إسرائيل في غزة لن تسقط بالتقادم، وإن الصمت العالمي يشكل وصمة عار حقيقية على جبين الضمير العالمي، واستهداف المستشفيات وكوادرها وحصارها لأسابيع هو إمعان غير مسبوق في التجرد من الإنسانية واستهانة بكل الأعراف العالمية المستقرة لخوض الحروب، وأن تدمير آخر مستشفى رئيسي في شمال غزة وإخلاءه بالقوة يعد أمرا غير مقبول وخاصة في ظل مواصلة الهجمات على المنشآت الطبية والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي.

الخروج من هذا الواقع الصعب يأتي من خلال وقف العدوان الغاشم على شعبنا في قطاع غزة، ورفع الحصار عن الضفة الغربية، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، الصمت العالمي المريب على الجرائم المرتكبة من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة .

copy short url   نسخ
01/01/2025
10