الدوحة- قنا- تواصل دولة قطر مسيرتها المباركة على طريق التنمية والبناء وتسير بخطى راسخة وواثقة نحو المستقبل المشرق، من أجل رفعة الوطن، وإعداد الإنسان القطري ليكون قادرا على التميز والعطاء والإنجاز والتفوق وبناء الوطن الغالي وحمايته والحفاظ على كيانه ومصالحه وحقوقه ومقدراته.
ولأن شعار «قطر تستحق الأفضل من أبنائها» هو الشعار الذي ترفعه القيادة الرشيدة دوما، مضت الدولة في تنفيذ مشروعاتها ورؤيتها وعززت من صورتها كإحدى أفضل النماذج الملهمة التي يمكن الاقتداء بها في الطموح والإنجاز، وتصدرت دولة قطر مراكز متقدمة في المؤشرات والتصنيفات العالمية.
وقد نجحت دولة قطر ومنذ إطلاق رؤيتها الوطنية 2030، في إحراز تقدم ملحوظ في الاستفادة من عوائد استثماراتها في قطاع الطاقة لتشييد بنية تحتية ومؤسسات عالمية المستوى، حيث شهدت المرحلة الأولى من التنمية تطوير العديد من المؤسسات الوطنية الرئيسية، ومن بينها جهاز قطر للاستثمار والخطوط الجوية القطرية ومؤسسة قطر، فيما نجحت البلاد خلال المرحلة الثانية في تطوير البنية التحتية الحيوية اللازمة للنمو المستقبلي، بما في ذلك الموانئ والمطارات والمترو وشبكة حديثة من الطرق السريعة.
وقد حلت دولة قطر في المرتبة الأولى على مستوى المنطقة في أبرز مؤشرات الحوكمة العالمية لعام 2024 التي أصدرها البنك الدولي، وأوضح المجلس الوطني للتخطيط، أن دولة قطر جاءت في المرتبة الأولى في مؤشري الاستقرار السياسي وسيادة القانون، وأرجع المجلس تقدم دولة قطر في تصنيف مؤشرات الحوكمة العالمية إلى جهود الدولة في تعزيز محاور مؤشر الحوكمة العالمية وفي إطار تحقيق تنمية مستدامة بشكل فعال.
وارتفع ترتيب دولة قطر في كتاب التنافسية العالمي للعام 2024 إلى المرتبة (11) عالميا، مقارنة بالمرتبة (12) في العام الماضي، من بين 67 دولة، أغلبها من الدول المتقدمة، شملها الكتاب الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) في سويسرا، وقد اعتمد تقييم القدرة التنافسية على التطورات التي شهدتها مجموعة شاملة من البيانات والمؤشرات على المستوى المحلي، بالإضافة إلى نتائج استطلاع رأي عينة من مديري الشركات، ورجال الأعمال بشأن بيئة الأعمال، وتنافسية الاقتصاد القطري، إلى جانب مقارنة هذه البيانات والمؤشرات مع نظيراتها من الدول الأخرى التي شملها الكتاب.
وقد شملت المحاور التي احتلت فيها دولة قطر مراتب متقدمة في التقرير، كلا من محور الأداء الاقتصادي، المرتبة (4) عالميا، ومحور الكفاءة الحكومية، المرتبة (7) عالميا، ومحور كفاءة قطاع الأعمال في المرتبة (11) عالميا، كما جاء ترتيب دولة قطر في محور البنية التحتية في المرتبة (33) عالميا.
وقد جاء الأثر الإيجابي في ترتيب المحاور المختلفة مدفوعا بالأداء المتميز لعدد من العوامل المصنفة تحت المحاور الأربعة المذكورة أعلاه، فضمن محور الأداء الاقتصادي كان من أبرز تلك المؤشرات معدل البطالة العام، ومعدل البطالة بين الشباب، وشروط التبادل التجاري التي تربعت فيها الدولة على المرتبة الأولى على مستوى العالم. وضمن محور الكفاءة الحكومية حقق الاقتصاد القطري المرتبة الأولى في كل من معدل الضريبة على الاستهلاك ومعدل ضريبة الدخل على الأفراد، فيما صنف في المرتبة الثانية عالميا في مؤشر المالية العامة، أما ضمن محور كفاءة قطاع الأعمال فقد احتلت دولة قطر المرتبة العالمية الأولى في كل من فعالية مجالس إدارة الشركات، والمخزون البشري من العمالة الوافدة، في الوقت الذي جاءت فيه قطر في المرتبة العالمية الثانية في مؤشر ساعات العمل، واحتلت الدولة المرتبة الأولى في مؤشرات البنية التحتية لقطاع الطاقة وعدد مستخدمي الإنترنت لكل ألف من السكان.
وحصلت دولة قطر على المرتبة 40 عالميا وفقا لأحدث تقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) للعام 2023 - 2024، وذلك استنادا إلى مجموعة من المؤشرات المعتمدة أبرزها بلوغ نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي مستوى 95.944 دولار، والعمر المتوقع عند الولادة الذي بلغ 81.6 سنة، ومتوسط سنوات الدراسة الذي سجل 10.1، والعدد المتوقع لسنوات الدراسة الذي سجل 13.3.
وحققت دولة قطر تقدما ملحوظا في مؤشر الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية 2024، حيث تقدمت من المركز 78 إلى المركز 53 بين 193 دولة. وحلت في المرتبة الخامسة عالميا في مؤشر البنية التحتية للاتصالات. ويقيم هذا المؤشر الثنائي، الذي تنشره إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، مدى نجاح الحكومات في استخدام الخدمات الإلكترونية لتحسين حياة الأفراد والشركات، فضلا عن تقييم التطور الشامل للحكومات الإلكترونية على مستوى العالم.
يشار إلى أن تقرير مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية، الصادر عن الأمم المتحدة، يقيم تطور الحكومات في 193 دولة بناء على متوسط ثلاثة مؤشرات رئيسية هي مؤشر الخدمات الإلكترونية الذكية ومؤشر البنية التحتية للاتصالات ومؤشر رأس المال البشري مما يعكس قدرة الدول على تقديم خدمات رقمية متقدمة.
وتخطط دولة قطر لتحول رقمي شامل بحلول عام 2030 يهدف إلى تحويلها إلى منافس قوي في مجالات المدن الذكية والحكومة الإلكترونية والأمن السيبراني والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية الميتافيرس، ما سيؤدي إلى تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة، وتعزيز مكانة دولة قطر كمركز رائد في مجال التكنولوجيا الرقمية على الصعيد العالمي.
وأصبح النظام الصحي في دولة قطر متميزا وفريدا من نوعه، وبات يحظى بثقة ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل وصل إلى المستوى العالمي، وأظهرت الأرقام الحديثة أنه مع نهاية العام 2023 وصل عدد المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأمد في القطاع العام إلى 19 مستشفى ومنشأة، وزاد عدد المراكز الصحية في القطاع العام، إلى 35 مركزا موزعة على مناطق الدولة المختلفة، منها 6 مراكز للصحة والمعافاة، بينما بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع العام 29960 عاملا صحيا.
وفي المقابل، وصل عدد المرافق الصحية في القطاع الخاص مع نهاية عام 2023 إلى 10 مستشفيات، و21 مركزا لجراحة اليوم الواحد، و417 مركزا صحيا عاما وتخصصيا بما فيها مراكز الأسنان، إضافة إلى 319 مركزا تشخيصيا يشمل المختبرات الطبية ومراكز الأشعة التشخيصية ومختبرات الأسنان وفحص النظر، و140 عيادة فردية وعيادة شركات، و135 وكالة صحية وتمريضية، و1251 وحدة إسعافات أولية، بينما بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع الخاص إلى 21417 عاملا صحيا.
وحصلت مؤسسة حمد الطبية على عدة جوائز في المنتدى العالمي للرعاية المرتكزة على الفرد والذي نظمته منظمة بلانتري الدولية المتخصصة في مجال الرعاية الصحية لأكثر من 45 عاما ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، كما حصلت مؤسسة حمد الطبية مؤخرا على جائزتين تقديرا لمسيرتها التحويلية في الرعاية المرتكزة على المريض، وذلك في حفل توزيع جوائز مبادرة خبرات المرضى المرموق والذي أقيم في المملكة العربية السعودية.
وفازت دولة قطر بجائزة الابتكار العالمية 2024 من المنظمة العالمية للتنمية عن فئة «صحة جيدة ورفاهية»، وذلك ضمن منتدى المدن السحابية المخصص لمستقبل المدن الكبرى في مجموعة «بريكس»، الذي عقد يومي 18و 19 سبتمبر الماضي في العاصمة الروسية «موسكو». وفازت مدينة الدوحة بجائزة شنغهاي العالمية للتنمية المستدامة في المدن، تقديرا لجهودها الرائدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تنفيذ سياسات وخطط عمل فعالة.
وفازت وزارة الداخلية بجائزة التميز الحكومي العربي عن أفضل تطبيق حكومي عربي ذكي «مطراش 2»، وذلك ضمن مسابقة جوائز التميز الحكومي العربي التي تنظم برعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتكريم النماذج الرائدة في العمل الحكومي على مستوى الوطن العربي.
وفازت هيئة الأشغال العامة «أشغال» ممثلة في إدارة مشاريع الطرق بعشر جوائز دولية للأمن والسلامة من مجلس السلامة البريطاني عن عدد من مشاريع تطوير البنية التحتية للمناطق خلال عام 2024، وذلك للسنة الخامسة على التوالي.
وحصد مطار حمد الدولي مؤخرا لقب «أفضل مطار في العالم 2024» من قبل جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات، كما فاز المطار بجائزة «أفضل مطار للتسوق» للعام الثاني على التوالي، و«أفضل مطار في الشرق الأوسط» للمرة العاشرة على التوالي، كما حصلت الخطوط الجوية القطرية، التي تقوم بتشغيل المطار، على جائزة «أفضل شركة طيران للعام» للمرة الثامنة على نحو غير مسبوق.
ومنذ إنشائه وبدء عملياته التشغيلية عام 2014، استمر المطار «قلب قطر النابض»، في توسعه المتواصل، وبلغ عدد المسافرين التراكمي حوالي 303 مليون مسافر، وقد تم تصنيف مطار حمد الدولي ضمن أكثر مسارات الطيران ازدحاما في العالم لعام 2023 وفقا لتقرير كشفته الشركة البريطانية «OAG» المتخصصة في البيانات الخاصة بالرحلات الجوية.