كان لسعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة أرض، فادَّعتْ امرأةٌ اسمها أروى عليه عند مروان بن الحكم أنَّ هذه الأرض لها، فأرسل مروان في طلب سعيد بن زيد، وذكرَ له ادعاء أروى عليه.
فقال له سعيد بن زيد: كيف أنتقصُ من حقها شيئاً وقد سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: من أخذَ شبراً من أرضٍ ظُلماً فإنه يُطوّقه/ يصير كالطوق في عنقه يوم القيامة من سبع أراضين!
ثم كره سعيد النزاع في الدنيا، فتركَ الأرض لأروى، ورفع يديه يدعو عليها عند مروان بن الحكم فقال: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها، واجعلْ قبرها في دارها!
واستجاب الله دعوة سعيد بن زيد، فما لبثتْ أروى أن أُصيبت بالعمى، وكانت مرةً تمشي في دارها فوقعتْ في البئر الذي في ساحة البيت، فلما عجزوا عن استخراجها ردموا البئر عليها، فكان قبرها في دارها!
وقفتان في هذا الحديث:
الأولى: اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً، فكيف وإن كان صالحاً، فمن عادى للهِ ولياً فقد آذنه بالحرب!
إن الصالحين في الأرض هم أهل الله وخاصته، وإن الله لا يترك أهله وخاصته، فيا أيها الإعلامي المأجور الذي تخوض في رواد المساجد، ويا أيها الداعية المرتزق الذي يتهم حلقات التحفيظ بأنها منابع الإرهاب، ويا أيتها المثقفة التي تفرَّغت للحرب على الحجاب والمحجبات، احذروا جميعاً.. أنتم تخوضون حرباً مع جهة تكفَّل الله بالدفاع عنها، فلا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم، فتكونوا ككلبِ الصيد يتبع طرائد سيده وليس له من هذا السباق إلا الجهد والتعب!
الثانية: اتقوا الله في حقوق الناس، فإنَّ العبدَ أن يأتي يوم القيامة بألف ذنب بينه وبين الله، أهون من أن يأتيه بذنبٍ واحدٍ بينه وبين الناس، فإنَّ الله من رحمته وعفوه يغفر ما كان بحقه، ولكنه من عدله يأخذُ حقوق الناس!
فيا أيها الذي أكل حق إخوته في الميراث، ويا أيها الذي استعملَ أجيراً مسكيناً فلما أتمَّ عمله لم يعطِه أجره، ويا أيها الذي استدان من رجل ديناً ولم يكن هناك عقد ولا شهود فأنكره، ويا أيها الذي شهدَ شهادة زور جعلتْ الحقَّ باطلاً والباطل حقاً، تداركوا أنفسكم، وأعيدوا الحقوق إلى أهلها من قبل أن تقوم محكمة الآخرة، عند قاضي السماوات والأرض، حيث لا درهم ولا دينار، ويودُ الظالم لو افتدى نفسه بملء الأرض ذهباً ولن يُقبل منه حينها، اليوم عمل ولا جزاء، وغداً جزاء ولا عمل، وهنيئاً لمن أتى الله ولم يُصِبْ دماً حراماً، ولم يخُضْ في عرض أحدٍ ولم يأكل مال أحد!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له سعيد بن زيد: كيف أنتقصُ من حقها شيئاً وقد سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: من أخذَ شبراً من أرضٍ ظُلماً فإنه يُطوّقه/ يصير كالطوق في عنقه يوم القيامة من سبع أراضين!
ثم كره سعيد النزاع في الدنيا، فتركَ الأرض لأروى، ورفع يديه يدعو عليها عند مروان بن الحكم فقال: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها، واجعلْ قبرها في دارها!
واستجاب الله دعوة سعيد بن زيد، فما لبثتْ أروى أن أُصيبت بالعمى، وكانت مرةً تمشي في دارها فوقعتْ في البئر الذي في ساحة البيت، فلما عجزوا عن استخراجها ردموا البئر عليها، فكان قبرها في دارها!
وقفتان في هذا الحديث:
الأولى: اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً، فكيف وإن كان صالحاً، فمن عادى للهِ ولياً فقد آذنه بالحرب!
إن الصالحين في الأرض هم أهل الله وخاصته، وإن الله لا يترك أهله وخاصته، فيا أيها الإعلامي المأجور الذي تخوض في رواد المساجد، ويا أيها الداعية المرتزق الذي يتهم حلقات التحفيظ بأنها منابع الإرهاب، ويا أيتها المثقفة التي تفرَّغت للحرب على الحجاب والمحجبات، احذروا جميعاً.. أنتم تخوضون حرباً مع جهة تكفَّل الله بالدفاع عنها، فلا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم، فتكونوا ككلبِ الصيد يتبع طرائد سيده وليس له من هذا السباق إلا الجهد والتعب!
الثانية: اتقوا الله في حقوق الناس، فإنَّ العبدَ أن يأتي يوم القيامة بألف ذنب بينه وبين الله، أهون من أن يأتيه بذنبٍ واحدٍ بينه وبين الناس، فإنَّ الله من رحمته وعفوه يغفر ما كان بحقه، ولكنه من عدله يأخذُ حقوق الناس!
فيا أيها الذي أكل حق إخوته في الميراث، ويا أيها الذي استعملَ أجيراً مسكيناً فلما أتمَّ عمله لم يعطِه أجره، ويا أيها الذي استدان من رجل ديناً ولم يكن هناك عقد ولا شهود فأنكره، ويا أيها الذي شهدَ شهادة زور جعلتْ الحقَّ باطلاً والباطل حقاً، تداركوا أنفسكم، وأعيدوا الحقوق إلى أهلها من قبل أن تقوم محكمة الآخرة، عند قاضي السماوات والأرض، حيث لا درهم ولا دينار، ويودُ الظالم لو افتدى نفسه بملء الأرض ذهباً ولن يُقبل منه حينها، اليوم عمل ولا جزاء، وغداً جزاء ولا عمل، وهنيئاً لمن أتى الله ولم يُصِبْ دماً حراماً، ولم يخُضْ في عرض أحدٍ ولم يأكل مال أحد!بقلم: أدهم شرقاوي