ها هو عام 2025 يشرق على هذه الدنيا، ويحدونا فيه الأمل والتفاؤل بأن يكون خيرا من سابقه، مع أن سابقه أي عام 2024 كان على المستوى المحلي خيرا وبركة، حافل بالإنجازات، وحققنا فيه الكثير من الإنجازات وسط عالم توالت فيه الإخفاقات، وشهد الكثير من الحروب والتوترات واستفحلت فيه الأزمات.
وفي رأيي المتواضع من أهم إنجازات قطر في عام 2024 كانت التعديلات الدستورية، فبمجرد توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- بإجراء الاستفتاء على هذه التعديلات في خطاب سموه أمام مجلس الشورى، دار حوار مجتمعي تلقائي حول أهميته وضروريته، وكأن المجتمع بكل أطيافه كان في شوق إلى سماع هذه الأخبار السارة والتوجيهات السامية بعودة نظام اختيار أعضاء مجلس الشورى بنظام التعيين لا بالانتخاب، لتعزيز المواطنة المتساوية،، والحفاظ على التلاحم، وتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن توجيهات سموه حفظه الله تحقق أمنيات استباقية لأنها على تماس مع ما يدور في خلد شعبه، وقد تجلى هذا في نتيجة الاستفتاء الذي تم بموافقة 90,6 % على هذه التعديلات، التي رسخت مبدأ عظيما، ألا وهو الجميع متساوون في الحقوق والواجبات.
وبالمواطنة المتساوية وتمسكنا بوحدتنا الوطنية برزت قطر على الساحة العالمية، وأفسحت لها مكانة واضحة على الخريطة الاقتصادية، بتحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد والموارد، فالمجتمع الآمن المستقر يستطيع أن يصنع الرفاهية وجودة الحياة.
ومثلما تطلبت المرحلة التعديلات الدستورية تطلبت كذلك إعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ليكتسب العمل الحكومي مزيدا من المرونة لصالح الوطن والمواطن.
إن شاء الله عام 2025 عام خير وبركة على الجميع، من لم تتحقق أمنياته في الأعوام الماضية فليعقد العزم على تحقيقها هذا العام، فجميع الناس حول العالم لديهم نفس عدد الساعات في اليوم ونفس عدد الساعات في الليل، لكن منهم من استطاعوا استثمارها بفاعلية، بل حددوا أهدافهم، ورسموا خطط تنفيذها، وجداول تحقيقها، وطريق سرهم، ومضوا عليها بالتزام. نحن على ثقة مطلقة بأن كل قطري وكل قطرية على مستوى المسؤولية، لتظل قطر كما هي عالية، وحتى لا يمر عام إلا قد حققنا فيه الأحلام.