أعطت بطولة هدد التحدي، أمس، إشارة انطلاق فعاليّات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد في نسخته السادسة عشرة (مرمي 2025) والذي يقام تحت رعاية سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، وبدعم من صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية (دعم)، ويستمر إلى الأول من فبراير المقبل، وتنظمه جمعية القناص في صبخة مرمي بسيلين.
ويسعى مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد، إلى توثيق وتعزيز تراث الصقارة المسجل في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية وفقا لمنظمة اليونسكو، حيث كانت دولة قطر من أوائل الدول التي تبذل جهودها لتعزيز الحفاظ على هذا التراث العالمي ليس في قطر فحسب، بل في العديد من الدول العربية والأجنبية، مساهمة بذلك في الحفاظ على هذا الموروث العالمي؛ إذ يعد مهرجان مرمي أحد أكبر المهرجانات المتخصصة في مجال الصقور والصيد في المنطقة والعالم.
ويتنافس في نسخة هذا العام ضمن بطولة هدد التحدي، 23 مجموعة، تم توزيعها على أيام المهرجان، حيث إن منافسات الهدد تقام خلال الفترة المسائية ابتداء من الساعة الثانية عشرة ظهرا.
ورغم أن حمام عبدالله فخرو عاد سالما إلى أوكاره في أم عبيرية، وخرج أصحاب الشواهين دون تحقيق نتيجة تُذكر، إلا أن المنافسة كانت محتدمة، حيث إن عددا من الصقور أبانت عن نديتها وجاهزيتها، إلا أنها لم تكن محظوظة لإهداء أصحابها الفوز والتأهيل، وبذلك تم كسر قاعدة انتصار الشواهين في اليوم الأول، حيث سبق أن فاز في اليوم الأول من العام الماضي (مرمي 2024) 3 صقارين، واحد من الكويت واثنان من قطر.
وأكد السيد متعب مبارك القحطاني رئيس مهرجان مرمي، حرص المهرجان على أن يكون تراث الصقارة إرثا متواصلا من خلال الاهتمام بالأجيال الجديدة من الأطفال والشباب حيث تقام سنويا مسابقات الصقار الواعد وسط أجواء خلابة، تساهم في تعزيز هذا التراث في نفوس أبنائنا ويتم نقله إليهم ليكونوا حماة له محافظين عليه، مؤكدا في الوقت نفسه، على أن الإقبال المتزايد على هذه المسابقات تعكس حجم اهتمام المجتمع بهذا الموروث الشعبي المتجذر.
كما شدد السيد القحطاني على أهمية مهرجان مرمي الدولي على خريطة الفعاليات المهمة التي تقام في البلد، حيث ما يزال يحقق نجاحات تلو الأخرى، لافتا إلى أنه عاما بعد آخر، يعرف إقبالا بما يدل على اهتمامه بهواية شريحة واسعة من أفراد المجتمع القطري والخليجي.
وأكد على أن مرمي يعد من بين أقوى المهرجانات في المنطقة، وينال إعجاب محبي الصيد بالصقور سواء لدى القطريين أو لدى أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
من جانبه، قال السيد عبد الوهاب بن عمير النعيمي، نائب رئيس مهرجان مرمي، إن لمهرجان قطر الدولي للصقور والصيد، دورا مهما في حفظ تراث الصقارة وصونه، لافتا بأن (مرمي) وقد وصل إلى محطته السادسة عشرة، قد أصبح منصة فريدة لدعم الصقارين ومحبي الصيد التقليدي، وهو ما يتجلى في الإقبال الكبير على المشاركة فيه، مشيرا في الوقت نفسه، بأن (مرمي) بما يتضمنه من بطولات متنوعة، فإنه يساهم في الاستدامة، حيث بطولة الطلع، التي يتم فيها إطلاق الصقر على الحبارى.
وأضاف: إن مهرجان مرمي، أصبح وجهة مفضلة للسياح الأجانب من أجل التعرف على تراث الصقارة عن قرب والذي نعتز ونفتخر به، بالإضافة إلى زواره من مواطنين ومقيمين، والاستمتاع بالأجواء الخلابة في صبخة مرمي بسيلين، مشيرا في الوقت نفسه، بأن اللجنة المنظمة للمهرجان توفر كافة سبل الراحة والضيافة لزوار المهرجان، حيث الجلسات العربية المنتشرة داخل فضاء موقع المهرجان، أو الجلسات على جنبات المنصة الرئيسية.
ودعا نائب مدير مهرجان مرمي الزوار ومحبي المقناص إلى زيارة موقع المهرجان، واكتشاف ما يقدمه من فعاليات وبطولات.
من جهته، أشاد السيد شاوي الكعبي رئيس لجنة هدد التحدي بجهود الصقارين في أول أيام مهرجان مرمي 2025، مؤكدا أن بطولة هدد التحدي لها طابع خاص حيث تحظى بجماهيرية أكثر، موضحا أن اليوم الأول كان هناك ترقب سواء من أصحاب الشواهين أو من السيد عبدالله فخرو صاحب الحمام الزاجل، حيث إنه كانت هناك ترشيحات لعدد من الصقور التي أبانت عن جاهزيتها في الآونة الأخيرة، إلا أن الغلبة كانت للحمام الزاجل.
وأوضح السيد شاوي الكعبي، أن الأيام المقبلة ستبوح بأسرار البطولة، وسيظهر لنا أبطال الهدد الذين لهم خبرة في هذه البطولة.
وأعرب الصقارون المشاركون عن تقديرهم وشكرهم لجهود جمعية القناص القطرية في دعم الصقارين والحرص على مواصلة المهرجانات والبطولات التي تعزز هذه الرياضة التراثية.
من جانبهم، أكد عدد من الصقارين المشاركين في المجموعة الأولى ببطولة هدد التحدي على أهمية المهرجان، ودوره الكبير في دعم الصقارين من أجل التشبث بتراث الصقارة، مشيرين إلى أنهم استعدوا استعدادا جيدا لهذه المحطة السنوية التي ينتظرونها بفارغ الصبر.
وفي هذا الصدد، قال الصقار مشعل بن عبدالله العتيبي: «قمنا بما علينا، والتوفيق من الله، والمهرجان دائما يشهد تقدما وتطورا كبيرين».
وأوضح العتيبي إلى أنه يشارك لأول مرة في المهرجان، نظرا لسمعته الكبيرة.
بدوره، قال الصقار راشد حمد المري: «جهزت صقرين هذا العام، ونحن في مستوى التحدي، حيث قمت بتدريب الصقرين في سيلين، حتى تستأنس الشواهين على الأجواء ويكون أداؤها في المستوى أثناء المنافسة الحقيقية».
وأوضح الصقار فيصل المري «المهرجان في المستوى، ودائما اللجنة المنظمة تبدع في تجهيزه وترتيبه، ونحن جاهزين، ونشكر جميع القائمين عليه على جميع المستويات».
وأضاف: «دربنا الصقور على جميع ما هو متعارف عليه عند الصقارين، من حمام وحباري والطيارة، لنكون عند الحدث الذي ينتظره الجميع».
تجدر الإشارة إلى أن المتنافسين في بطولة هدد التحدي للمجموعة الثانية يدخلون ميدان التنافس ظهر يوم الخميس 2 يناير.