تواصل وزارة البلدية جهودها في تحقيق رؤيتها الطموحة للريادة والابتكار والاستدامة ضمن استراتيجيتها الجديدة 2024 - 2030، التي تتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة وأهداف رؤية قطر الوطنية 2030، بهدف تعزيز رفاهية السكان وتحسين جودة الحياة، حيث شهد العام الجاري تحقيق العديد من الإنجازات التي تعكس التزام الوزارة بتقديم خدمات متميزة عبر التحول الرقمي الشامل وتعزيز الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وتحسين البيئة الحضرية وإدارة المدن والموارد بشكل مستدام.
ففي مجال الزراعة والأمن الغذائي، أعدّت الوزارة الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2024 - 2030، وطبقت تقنيات حديثة مثل الزراعة المائية والعمودية، بالإضافة إلى استزراع 3.1 مليون من صغار الأسماك، متجاوزة بذلك الأهداف السنوية وأسهمت هذه الجهود في رفع نسب الاكتفاء الذاتي من الخضراوات إلى 39 بالمائة مقارنة بـ 20 بالمائة في 2017، ومن الألبان إلى 96 بالمائة مقارنة بـ 28 بالمائة، ومن الدواجن الطازجة إلى 97 بالمائة مقارنة بـ 50 بالمائة كما تم تطوير البنية التحتية الزراعية بإنشاء مراكز بيطرية وساحات للمنتجين، وتنفيذ حملات لتحصين وعلاج أكثر من مليون رأس من الماشية والطيور، وتعزيز التسويق المحلي عبر برامج مثل «مزارع قطر» و«محاصيل»، وتحسين آليات الدعم الزراعي.
وفي إطار جهودها لتحقيق الاقتصاد الدائري وإدارة النفايات، ركزت الوزارة على الشراكات مع القطاع الخاص لإسناد أعمال النظافة وجمع النفايات وتحويلها إلى طاقة، مع تبني أنظمة إدارة ذكية تشمل جميع أنحاء الدولة حيث نجحت الوزارة في إنتاج أكثر من 245 ألف ميغاواط ساعة من الكهرباء عبر تحويل النفايات إلى طاقة، وفرز آلاف الأطنان من البلاستيك والمعادن والتخلص من 200 ألف طن من الإطارات التالفة.
وفي مجال الاستدامة حققت وزارة البلدية حققت زيادة بنسبة 2.3 بالمائة في المساحات الخضراء ضمن مبادرة زراعة 10 ملايين شجرة، وفازت مبادرة زراعة مليون شجرة بجائزة أفضل مبادرة للتنمية المستدامة، كما حصل مبنى إكسبو 2023 الدوحة للبستنة على شهادة غينيس كأكبر سطح أخضر في العالم، ونالت مدينة الدوحة جائزة شنغهاي العالمية للتنمية المستدامة في المدن وشملت الجهود إنشاء حديقة الاستدامة باستخدام مكونات معاد تدويرها، وتجميل شارع مطار حمد الدولي بمواد صديقة للبيئة، واستخدام الطاقة الشمسية لإنارة الحدائق.
وفي مجال التخطيط العمراني قامت الوزارة بتحديث مخططات التنمية المكانية في بلديتي الوكرة والخور والذخيرة بما يتماشى مع المبادئ الوطنية للتنمية العمرانية والإطار الوطني للتنمية العمرانية، بالإضافة إلى إعداد اشتراطات معمارية جديدة للمحال التجارية في المناطق السكنية.
وفي سياق التحول الرقمي أطلقت المرحلة الأولى من مشروع حلول المدن الذكية في مدينة الوكرة، بما في ذلك نظام الإدارة الذكية للنفايات. كما تم إطلاق مشروع التفتيش الإلكتروني الموحد الذي يغطي 20 نوعا من أنواع التفتيش المختلفة، مع تقديم 117 خدمة رقمية جديدة حتى نهاية سبتمبر2024. وقد حصلت مدينة الدوحة على جائزة التميز للتحول الإلكتروني والذكي ضمن جوائز منظمة المدن العربية، كما نالت جائزة عالمية لأفضل عمل مرئي لمشروع التوأم الرقمي لمحطات قياس مياه الأمطار.
وعلى صعيد الابتكار، حصلت دولة قطر على جائزة الابتكار العالمية لعام 2024 خلال منتدى المدن السحابية في موسكو، وتم تكريم بلدية الدوحة لمساهماتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما فازت وزارة البلدية بجائزة الريادة ضمن جوائز قطر للتميز الحكومي لعام 2024 هذه الإنجازات تجسد التزام الوزارة بتحقيق التنمية المستدامة ودعم الابتكار وتحسين حياة السكان مع الحفاظ على البيئة للأجيال المقبلة.
كما وضعت الوزارة استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق الريادة والابتكار والاستدامة، مما يساهم في رفاه السكان وجذب الزوار والمستثمرين وتعزيز التنافسية، هذه الاستراتيجية تسعى إلى تحسين نوعية الحياة للمواطنين والمقيمين في الدولة من خلال تخطيط مستدام وسياسات فاعلة وخدمات متميزة وبنية تحتية حديثة، وأن هذه الاستراتيجية تعتمد على قيم مؤسسية قوية ومحاور استراتيجية وأهداف محددة، تسعى إلى تحقيقها من خلال التعاون الفعال والتقنيات الذكية والشراكات الفاعلة.
وتعمل وزارة البلدية في استراتيجيتها القطاعية على تحقيق تنمية حضرية متكاملة ومستدامة، وتعزيز الإدارة البيئية والمحافظة على الموارد الطبيعية. كما تسعى إلى تطوير نظم إدارة النفايات وتحسين كفاءة استخدام الأراضي، مع دعم الابتكار في تقديم خدماتها وتوظيف التكنولوجيا لتحقيق الأهداف الوطنية.
وتعزز رسالة الوزارة الدور الذي تقوم به في التخطيط المستدام، ووضع السياسات الفاعلة، وتقديم الخدمات المتميزة والمبتكرة، وعلى بناء وتطوير البنية التحتية التي ترتقي بمستوى الرفاه من خلال الكفاءة المرتفعة والتقنيات الذكية والشراكات الفاعلة، مبينا أنه ومن أجل ترجمة الاستراتيجية إلى واقع عملي وملموس، فقد تم من خلالها تحديد ثلاثة محاور رئيسية متمثلة بضمان تعزيز الخدمات عبر التحول الرقمي، وتعزيز المرونة والأمن الغذائي، وتعزيز جودة المعيشة والرفاه و«أنسنة» المدن، والتي انبثقت عنها أهداف استراتيجية ومؤشرات أداء ومستهدفات لتمكين عملية إدارة الاستراتيجية خلال السنوات السبع القادمة.
وتستند الاستراتيجية إلى مجموعة من القيم المؤسسية الأساسية، التي تعمل كمبادئ أساسية وتجسد الروح الجماعية والطموحة للوزارة، ويشمل ذلك تحديد أولويات احتياجات المستفيدين والتركيز عليها، وتهيئة بيئة عمل محفزة للموظفين، وزيادة الدافعية نحو الابتكار، وتعزيز الشفافية وترسيخ أسس الشراكة والتعاون.