في ثانوية المدينة التعليمية، إحدى مدارس التعليم ما قبل الجامعي التابعة لمؤسسة قطر، يُنظر إلى الطلاب على أنهم أكثر من مجرد متعلّمين، بل أصحاب رؤى وصنّاع تغيير. من خلال فعالية «رؤيا»، المستوحاة من «تيد إكس» (TEDx )، قدّم الطلاب تسع جلسات ملهمة سلطت الضوء على إبداعاتهم وشغفهم ومسيرتهم على درب النمو، من خلال سرد قصص شيّقة واستثنائية تركت لدى الحضور أثرًا بالغًا.
من بين المتحدثين، قدم طالبان في الصف الثاني عشر، المياسة الودعاني وحسين اللامي، تجربتهما كرائدي أعمال شابين نجحا في تأسيس مشاريعهما التجارية، وهما ما يزالان في المرحلة الثانوية. في هذا الصدد، قال اللامي: «يعتقد الكثيرون أنه يجب الانتظار حتى نكبر لنبدأ شيئا ذا قيمة؛ لكننا هنا لنؤكد أن الوقت المثالي للبدء هو الآن، فلا حاجة للتأجيل».
وأضاف اللامي: «العمر ليس عائقًا، بل هو فرصة. كوننا شبابًا يمنحنا القدرة على تقديم أفكار مبتكرة ورؤى مختلفة. فلا تجعلوا الخوف من الفشل يوقفكم، على اعتبار أنه جزء لا يتجزأ من الرحلة».
من جهتها، تحدثت الودعاني عن تجربتها، قائلةً: «كانت هناك ثمة لحظات شكك فيها البعض في قدراتنا، معتبرين أننا ما نزال أصغر سنًّا لفهم تعقيدات عالم الأعمال. لكن هذه الشكوك كانت دافعًا لتعزيز عزيمتنا. كل تحدٍ كان درسًا نتعلم منه، وكل عقبة كانت خطوة تقربنا من النجاح».
وشجعت الودعاني زملاءها، قائلةً: «إن ريادة الأعمال ليست مجرد تأسيس شركة، بل هي وسيلة للتفكير في حل المشكلات والإبداع في إيجاد الحلول، علاوةً على الحث على النمو والتطور. هذه مهارات ستفيدنا سواء في المدرسة أو في أي مسار نختاره في المستقبل».
على المنصة ذاتها، تحدثت الطالبة في الصف الحادي عشر، ألين العكور، عن تجربتها الملهمة في التغلب على الخوف من التحدث أمام الجمهور، قائلةً: «بالنسبة لي، طالما مثّل التحدث أمام الجمهور تحديًا كبيرًا. إن مجرد التفكير في الوقوف أمام الناس أو احتمال ارتكاب الأخطاء أو الشعور بالإحراج كان يخيفني كثيرًا. لكنني أدركت أن الخوف ما هو إلا حاجز نفسي يجب تجاوزه».
وتابعت العكور: «كان تقديم استمارة المشاركة كمتحدثة في هذه الفعالية هو الجزء الأصعب. كان ينتابني شعور بأن عقلي يخبرني باستمرار أنني لست جاهزة، لكنني أدركت أن عليّ مواجهة ذلك الصوت الذي كان يحاول إيقافي.»
وأردفت العكور بالقول: «إن الخوف قد يبدو أحيانًا كوسيلة لحمايتنا، وأن الدماغ يرى في التغيير مصدر تهديد، فيستجيب بفرز هرمونات التوتر لحمايتنا. لكن هذه المشاعر ما هي إلا علامة على أن شيئا رائعًا بانتظارنا إذا تجاوزناها».
من خلال تقنيات التصور، وجدت العكور طريقة للتغلب على قلقها، حيث أوضحت: «قبل صعودي إلى المنصة، كنت أتخيل نفسي أتحدث بثقة وأتفاعل مع الجمهور. هذا التصور ساعدني على التركيز على رسالتي بدلاً من الانشغال بخوفي».
تعد «رؤيا» مبادرة طلابية، تتيح للطلاب فرصة لتبادل الأفكار ومشاركة التجارب وإلهام بعضهم البعض. ومن خلال تعزيز النقاشات الهادفة وبناء علاقات قوية، تسهم المبادرة في دعم نمو الطلاب على الصعيدين الشخصي والقيادي.