+ A
A -

يستدعي إغلاق السلطة الفلسطينية مكتب قناة الجزيرة بالضفة الغربية الكثير من التساؤلات، كما يستدعي مشهد الإغلاق استذكار ما فعلته سلطات الاحتلال عندما أغلقت مكتب الجزيرة، ولعل وجه التشابه بين المشهدين هو ما يسبب الأسى، إذ أن أحدا لم يكن يتمنى أن يرى هذا التماهي المؤسف.

لقد تبوأت «الجزيرة» منزلة استثنائية لدى الرأي العام العربي، بفضل متابعتها الدقيقة والموضوعية للأحداث، إذ لا توجد أية منطقة ساخنة في العالم، بما فيها المناطق التي تمثل تهديدًا لا يمكن تجاهله على سلامة وحياة الصحفيين، إلا ونجد «الجزيرة» في القلب منها، بل وفي مقدمة غيرها من المحطات الأخرى، تنقل التفاصيل على الهواء، وكانت القضية الفلسطينية في قلب كل ذلك، وقد سددت «الجزيرة» ثمنا باهظا عبر الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لمراسليها ومصوريها وأطقمها، وعندما يغلق الاحتلال مكاتبها فإن الجميع يفهم أسباب ذلك، وهي ببساطة محاولة منع الحقيقة، لكن عندما تغلق مكتبها السلطة الفلسطينية فإن الصورة تصبح صادمة للغاية.

لقد جاء الإغلاق وسط الحرب على غزة، وهو انتهاك صارخ لحرية الإعلام، وسلوك قمعي لا يمكن تبريره، يمثل إساءة مباشرة لمهنة الصحافة والإعلام في مرحلة حرجة، تتطلب تسليط الضوء على جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية، في وقت أحوج ما يكون فيه الشعب الفلسطيني وقضيته إلى صوت مسموع يوصل معاناته إلى العالم.

قناة الجزيرة كانت، وما زالت، أكثر من يغطي نضال الشعب الفلسطيني، ويعرّي جرائم الاحتلال، لذلك كان غريبا للغاية أن نرى ذلك المشهد الحزين الذي لا يمكن تبريره تحت أي ظرف من الظروف.

copy short url   نسخ
03/01/2025
10